تاريخ النشر2024 16 June ساعة 22:00
رقم : 639598

باحثة اسلامية : البراءة يعني لا مجال للعيش بين الشرك والايمان

قالت الباحثة الاسلامية اللبنانية الدكتورة "دلال عباس" : ان اعلان البراءة من المشركين في موسم الحج، معناه ان لا مجال ان يعيش الشرك مع الايمان على صعيد واحد.
باحثة اسلامية : البراءة يعني لا مجال للعيش بين الشرك والايمان
جاء ذلك في مقال لهذه الباحثة الاسلامية خلال ندوة "الحج" الثانية تحت عنوان "دعوة وحدة المسلمين ضد جرائم المشركين"، التي عقدها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي يوم الاحد 16 حزيران / يونيو 2024.

وفيما يلي نص هذا المقال : 
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين  سيدنا محمد وعلى ال بيته الطيبن الطاهرين وعلى اله و اصحابه المنتجبين 
اما بعد : نحن على مشارف موسم الحج  نقول للحجاج الكرام  ان البراءة من المشركين هي التي تضفئ على الحج معناه الاكمل وتحقق هدفه الابعد والاسمى؛ قال الله عزوجل - [بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ، وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَۙ وَرَسُولُهُ]، اي رسوله برئئ منهم ايضا.
لقد اراد الله عزوجل من رسوله (صلى الله عليه واله وسلم)، ان يعلن هذه البراءة بصوت عال يوم الحج الاكبر، ليسمعها الناس كلهم فتكون حجة عليهم في ما اراد الله عزوجل دعوته اليه، ليكون هو الحد الفاصل بين مرحلتين؛ مرحلة الصراع بين التوحيد والشرك، ومرحلة انتصار التوحيد وهيمنته على الساحة بأكملها. 
وليفهم الجميع ان عهدا جديدا اقبل، هذا فضلا عن رمزية ارسال علي عليه السلام ليبلغ عن النبي صلى الله عليه واله وسلم هذا النداء. وقول النبي (ص) لمن حوله "لايؤدي عني الا رجل مني تمهيدا لمن سيعلنه" (وهو يوم الغدير).
ان اعلان البراءة من المشركين  في موسم الحج، معناه ان لا مجال ان يعيش الشرك مع الايمان على صعيد واحد، بل يجب ان يُمحى الشرك من حياة الناس لتختفي وتزول المكائد التي كانوا يدبرونها  سرا وعلانية على الاسلام و المسلمين.
ان اشعال الفتن بين المسلمين، هي من الاساليب الشيطانية الخادعة، كما يفعل الشيطان الاكبر والاعداء الصهاينة الذين يستخدمونه اليوم؛ الذين كانوا ولا يزالون كما وصفهم القران – [لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ 10فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ 11وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِۙ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ 12أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ 13قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ 14] -التوبة.
البراءة من المشركين، امر الهي بدأ مع اب الانبياء ابراهيم (عليه السلام)، اول الانبياء جهرا بالبراءة من الشرك والمشركين، وقد دعا القران المسلمين للاقتداء بالنبي ابراهيم عليه السلام بقوله : [لقدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ، إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ،كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ".
ان البراءة من المشركين، احد ركني التوحيد الاصيلين، حيث قرن الله عز وجل دعوة الانبياء الى التبري من الطاغوت، الى جوار دعوتهم الى عبادة الله؛ [وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ].
والطاغوت هو فضلا عما يعبده الوثنيون والمشركون والسطات الجائرة المشركة التي تقود المجتمعات الى وجهة مناقضة لوجهة انبياء الله تعالى، ويؤكد ذالك قول الامام الصادق (عليه السلام) : "من اطاع جبارا فقد عبده"، وقوله عليه السلام : "إن بني أمية أطلقوا للناس تعليم الايمان، ولم يطلقوا تعليم الشرك لكي اذا حملوهم عليه لم يعرفوه".
اما المكان المناسب لاظهار البراءة من المشركين والجبابره والطواغيت والظالمين، فهو بيت الله الحرام وبيت التوحيد، والزمان المناسب هو موسم الحج الاكبر، وهو خير زمان ليعلن مسلمو العالم، متعددو الاعراف و الالوان واللغات، براءتهم من الشرك والمشركين ومن الطواغيت، وما قاله الامام الخميني (قدس سره) في هذا السياق، "اي بيت اجدر من الكعبة، وبيت الامن والطهر يعلن فيه الناس البراءة من العدوان والظلم والاستغلال والاستعباد والاسترقاق واللاانسانية، في القول والعمل لتجديد الميثاق باسم ربكم ولتحطيم الاهة والارباب المتفرقين، ولإحياء واستذكار اهم واعظم حركة سياسية للنبي (صلى الله عليه واله وسلم).
 ذلك ان سنة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واعلان البراءة ليس مقصورا على ايام ومراسم بعينها، بل ينبغي على المسلمين ان يملأوا افاق العالم كلها بمحبة ذات الله وبعشقه، وبالنفور والكره العلمي لأعداء الله واعداء الانسانية، ان اعلان البراءة في الحج وتجديد ميثاق المكافحة والنضال، هو تدريب على تشكيل المجاهدين  بالاستمرار لمحاربة الشرك والكفر وعبادة الاوثان الجامدة والمتحركة، المتمثلة في يومنا هذا بالشيطان الاكبر وربيبة وانصاره واتباعه في كل انحاء الدنيا بعد ان فضحهم "الطوفان الاقصى"، وفضح اتباعهم من المسلمين ايضا.
يجب ان يعرف الانسان العاقل في زمانا هذا، مظاهر الوثنية الجديدة في اشكالها البراقة وفي خداعها ومكائدها التي تنطلق من بيت الاوثان الاسود في واشنطن، وتتحكم في المسلمين وغير المسلمين من المستضعفين في الارض والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته. 

انتهى 

 
https://taghribnews.com/vdcjhhemouqetiz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز