باحث اسلامي عراقي : قضية فلسطين خرجت من طور الجغرافيا الاعتيادية الى طور الاعتقاد والدين
تنـا
اكد الباحث العراقي في الشؤون الاسلامية "الدكور جمال ابو حارث"، بان "قضية القدس وفلسطين، خرجت من طور الجغرافيا الاعتيادية الى طور الاعتقاد والدين؛ وبذلك سيكون فرضا على كل اهل لا اله الا الله ان يدافعوا عن اهلها، ويعملوا على تحريرها من رجس الصهاينة".
وافادت "تنـا"، بان الدكتور ابو حارث، اضاف خلال كلمته في ندوة "انا على العهد يا قدس" - 2، التي اقيمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية (الاربعاء 26 اذار / مارس 2025م)، وعلى اعتاب ذكرى يوم القدس العالمي (الجمعة 28 اذار م/ 27 رمضان 1446ق)، اضاف قائلا : ان المسلم في فلسطين له حق على الامة، وهذا الحق هو باق الى قيام الساعة؛ مبينا ان "تحرير المسلم والانسان في فلسطين وفي القدس وفي غزة، واجب على كل الامة، بان يعملوا على تحريره من هذا الاستعباد والذل".
وفيما يلي نص مقال الباحث الاسلامي العراقي جمال ابو حارث :-
بسم الله الرحمن الرحيم/
والحمد لله رب العالمين، واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحابته الغرّ المنتجبين ومن سار على نهجهم الى يوم الدين.
حقيقة موضوع القدس وفلسطين من القضايا التي يجب ان يُركز عليها، خصوصا وان افهام كثير من شباب الامة قد ذهبت بعيدا الى ترديد المقولات المشينة التي تهدف الى تمييع هذه القضية.
فلنرجع الى قول الحق تبارك وتعالى وهو اصدق القائلين، يقول الله تبارك وتعالى : [سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله]، ويقول المصطفى صلى الله عليه واله : [لا تشد الرحال الاّ الى ثلاث مساجد؛ المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الاقصى].
لذلك خرجت قضية القدس وفلسطين ايضا، من طور الجغرافيا الاعتيادية الى طور الاعتقاد والدين؛ وبذلك سيكون فرضا على كل اهل لا اله الا الله ان يدافعوا عن اهلها، ويعملوا على تحريرها من رجس الصهاينة.
ولان الموضوع دين، وهذا ما فهمه عقلاء هذه الامة، لقد بذلت في سبيلها المهج والارواح واريقت الدماء منذ احتلال القدس الى يومنا هذا. وقد توج هذا البذل بدماء القادة الشهداء "عز الدين القسام"، و"احمد ياسين"، "قاسم سليماني"، و"ابو مهدي المهندس"، و"السنوار"، و"السيد نصر الله" والقائمة تطول.
اذن على الامة ان تعي هذه الحقيقة، بان الدماء التي اريقت يجب ان تبقى مشاعل تنير الطريقة للاجيال التي عليها ان تفهم بان لا شيء يعزّ على الكرامة والدين.
وعلى الامة ايضا، ان تعي سنن الله تبارك وتعالى في هذا المضمار، حيث يقول الحق تبارك وتعالى : [وان امتكم هذه امة واحدة وانا ربكم فاعبدون]؛ فعلى الامة ان تمتثل لمراد الله تبارك وتعالى في وحدتها، وهذا دين وليس هنالك سبيل اخر فالنصر من عند الله تبارك وتعالى، فاذا ما اردنا ذلك فعلينا ان نمتثل لمراد الله في كتابه، وهو ان تتوحد هذه الامة ولا تكون مشرذمة وتنطلق الدعوات الشاذة من هنا وهناك، فهذا ليس الا مزيدا من الخسائر في الارواح والاراضي وما الى ذلك".
المسلم في فلسطين له حق على الامة، وهذا الحق هو باق الى قيام الساعة؛ كل مسلم ليس المسلم في فلسطين فقط، ولكن الموضوع هو القدس وفلسطين، والله تبارك وتعالى يقر في كتابه : [انما المؤمنون اخوة].
ان تحرير المسلم والانسان في فلسطين وفي القدس وفي غزة، واجب على كل الامة ان يعملوا على تحريره من هذا الاستعباد والذل، فهو كما قلنا واجب على كل مسلم.
ايضا، علينا ان لا ننخدع بالدعوات الباطلة، ونعي بان الكيان الصهيوني هو مستعمر وقد دنس المقدسات في هذا البلد المبارك، وكذلك هذا ما تقره القوانين الدولية الان، وقد راينا كيف ادين الكيان الصهيوني في اعتداءات الاخيرة على غزة عبر الدعوة التي رفعت من قبل جنوب افريقيا وللاسف ليس هنالك من الدول المجاورة لفلسطين، ليس منهم من فتح فاه بكلمة واحدة وهذا ما يؤسفنا ايضا.
على العموم، نسال الله تبارك وتعالى ان يستعملنا في طاعته وفي سبل مراضيه، وان يوفق الجمهورية الاسلامية لقيادة الامة لمحور المقاوم لتحرير القدس الشريف وفلسطين الحبيبة، وان يرحم القادة الشهداء وكل من اريقت دمائه في هذا السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.