مفكر جزائري : القدس تميز الصالحين والشرفاء عن غيرهم
تنـا
قال المفكر والكاتب الجزائري الدكتور نورالدين بولحية، : ان القدس تميز الصالحين عن غيرهم وتظهر الشرفاء من غيرهم؛ موضحا بانه "حتى على مستوى الامة فإن حقوق الانسان في الاصل متمثلة في المؤمن وهو الذي يدعو لهذه الحقوق، بل يجاهد في سبيلها".
جاء ذلك في مقال للدكتور بولحية خلال ندوة "انا على العهد يا لقدس" -2، التي عقدها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي، اليوم الاربعاء 26 اذار / مارس 2025م، وذلك على اعتاب ذكرى يوم القدس العالمي (الجمعة 27 شهر رمضان 1446ق، الموافق 28 اذار الجاري).
وفيما يلي نص هذا المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية اتقدم بالشكر الجزيل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، لاتاحتي هذه الفرصة للحديث في يوم القدس العالمي، وحديثي حول حقوق الانسان والاحتلال الصهيوني واصناف المواقف.
طبعا نعرف جميعا ان هناك طرقات صار متفق عليها بين البشر جميعا، فيما يتعلق بحقوق الانسان والحريات والاخاء والمساواة والتي تتصور الحضارة الغربية انها تتبناها وتدعوا اليه وخاصة شقها الاوروبي وشقها الامريكي حتى وصل القيامة الى قول انها في نهاية التاريخ وان البشر وصلوا الى قمة الحضارية التي لا يمكن ان يصل اليها احد وانها النهاية..
لكن فجاه بدات كما يقال تظهر العورات وتظهر ان هذه الحضارة في حقيقتها لا تختلف عن الجاهلية الرومانية ولا اليونانية ولا عن ما ذكر القران الكريم من عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم.
فتجلى هذا الامر في النواحي الاخلاقية من نشر المثلية والانحرافات المختلفة، بالاضافة الى ذلك، جاءت القدس او كانت القدس ربما المحطة الكبرى في تعرية هذه الحضارة وكل من يمثله.
لقد راينا في "طوفان الاقصى"، ذلك الاجرام الكبير الذي مارسه الصهاينة و مارسته معه امريكا ومارسه معه الاوربيون.
في العدوان على غزة وعلى لبنان لم يكن العدو الصهيوني وحده، لو كان قد استفرد العدو مع هؤلاء الشرفاء ربما لم يستطع ان يبقى اسبوع واحدا، لكن هناك من اعانه بالسلاح والمال والدعم السياسي، وكما يقال في حق الفيتو في هيئة مجلس الامن الدولي من هؤلاء الجاهليين الكبار الذين تعدوا او ربما فاقوا في عدوانهم وفي احقادهم وفي امراضهم كل الجاهليات السابقة.
ولذلك صارت القدس كما يقال تميز الصالحين عن غيرهم وتظهر الشرفاء من غيرهم، وحتى على مستوى الامة بان حقوق الانسان في الاصل متمثلة في المؤمن وهو الذي يدعو لهذه الحقوق، بل ان يجاهد في سبيلها؛ و[مالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من النساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا ...] الى اخر الايات الكريمة.
لقد رع الله تعالى الجهاد لمواجهة المستكبر، والله تعالى دعا المؤمنيين لان ينهوا عن المنكر باللسان والسنان وبكل الوسائل.
لذلك كانت القدس، بالحقيقة، مظهره وكاشفة وفاضحة سواء للمعتدين او للمتخاذلين.
لن ينجو من اختبار قدس الا الشرفاء الذين استعملوا كل الوسائل، بالكلمة وبالسياسة وبالجهاد والسلاح؛ ان هؤلاء وحدهم من نجحوا في هذا الاختبار؛ لان معنى تبنينا لحقوق الانسان ليس فقط تبنيا نظريا، بل التبني الحقيقي هو ان نقف معها وان ندعمها.
الذين انشغلوا ابّان المواجهة مع الكيان الصهيوني بالمهرجانات و بالمباريات وباللهو واللعب، هؤلاء لا يختلفون عن اولئك الذين ذكرهم القران الكريم؛ حيث تركوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يخطب وذهبوا الى اللهو والتجارة وانفضوا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
لذلك القدس في حقيقتها، تمثل رسول الله صلى الله عليه واله، وتمثل الامام الحسين عليه السلام وهو يدعو الامة لان تخرج معه وهو يقول لها [الا من ناصر ينصرنا".
فالأباة الصادقون الصالحون من المؤمنين، هم الذين لبوا النداء؛ سواء كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية او في العراق او في لبنان او في غزة او في اليمن، هؤلاء الشرفاء هم الذين تبنوا القران الكريم وتبنوا رسول الله والنبوة بمفهومها الصحيح وتبنوا الاسلام المحمدي الاصيل وتبنوا العترة الطاهرة.
هؤلاء وحدهم من فهموا هذا المعنى وفهموا معنى اداء واجب الدعوة والحفاظ على حقوق الانسان.
اما غيرهم فهم سقطوا في الاختبار، لانهم اما كانوا من المعتدين، وللاسف الكيان الصهيوني كان يستعين بالامة ويستعين ببعض العرب، وفي الحصار استعان بالاتراك وغيرهم، وعندما حوصر في البحر ومنعت سفنه كانت البعونة فيه من تركيا وغيرها.
ولذلك الوحيدون الذين يمثلون الانسان وحقوق الانسان، هم هؤلاء الشرفاء الاباة المؤمنون الصادقون، [ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ، فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنࣰا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ].