الطائرات المسيرة في تلقيح السحب والاستمطار الصناعي لمكافحة الجفاف - صور
تنا
تستخدم القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، طائرات مسيرة تم تصنيعها من انموذج الطائرة الاميركية RQ-170 في عملية تلقيح السحب والاستمطار الصناعي لمكافحة الجفاف في خمس مناطق من ايران.
شارک :
تبلغ مساحة ايران اكثر من مليون و481 ألف كيلومتر مربع وتتنوع فيها المناطق من حيث الظروف الجوية من مناطق تكثر فيها الامطار الى مناطق جافة وصحراوية.
ويبلغ معدل سقوط الامطار في ايران حوالي 250 ملم، مما يجعلها ضمن الدول الجافة، ولا يتم توزيع نفس كمية الأمطار بالتساوي في جميع أنحاء البلاد. على سبيل المثال، في بعض المناطق مثل شمال سلسلة جبال البرز وساحل بحر قزوين في محافظات كيلان ومازندران وكلستان، يصل هطول الأمطار إلى أكثر من 1000 ملم في السنة.
وتسبب تشتت الأمطار في جميع أنحاء البلاد في سنوات متتالية في حدوث جفاف في بعض أجزاء البلاد، في نقص الموارد المائية وحدوث جفاف، خاصة في بعض المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد.
من ناحية أخرى، فإن النمو السكاني، وزيادة استهلاك المياه في المنشآت الصحية والصناعية، وعدم الامتثال لأنماط الاستهلاك المتكيفة مع الظروف المناخية والجفاف ، وما إلى ذلك كانت عوامل مؤثرة في تفاقم أزمة شحة المياه والجفاف.
وبطبيعة الحال ، في مواجهة مشكلة شحة المياه والجفاف، تنفذ الدول سياسات مختلفة، أهمها تحسين نمط الاستهلاك وتوفير استهلاك المياه العذبة، لأنها أقل تكلفة وأكثر كفاءة مقارنة بالطرق الأخرى، ولكن هذا ليس هو الحل الوحيد.
وأحد هذه الإجراءات التي يتم تنفيذها عادة في بلدان مختلفة ومنها ايران لزيادة هطول الأمطار هي مسألة تلقيح السحب او عملية الاستمطار الصناعي، والتي حظيت بالاهتمام في السنوات الأخيرة.
وتلقيح السحب هي تقنية جديدة لا يزيد عمرها عن بضعة عقود وقد تم أخذها بنظر الاعتبار من قبل العديد من البلدان خلال هذه الفترة.
وعملية تلقيح السحب هي في الواقع تعتبر حافزًا معتدلًا يؤدي فيه بالتعاون مع الآلية الطبيعية للسحب، الى زيادة هطول الأمطار في الغلاف الجوي، وبالطبع هذا الامر يعتمد أيضًا على عوامل أخرى مثل الأحوال الجوية.
من أجل تكوين ظاهرة هطول الأمطار ، يجب أن تكون كمية درجة حرارة بخار الماء في الغيوم أعلى من -12 إلى -16 درجة مئوية. وعادة ما يتم تلقيح السحب باستخدام الثلج الجاف، ويوديد الفضة ونواة الملح، ومن بينها يعتبر يوديد الفضة الأكثر استخدامًا لأنه يمكن أن يشكل حبات جليدية من -4 درجات فصاعدًا، ولكن كيف يتم حقن هذه المواد في الغيوم؟
هناك عدة طرق لتلقيح السحب ، بما في ذلك استخدام الطائرات والمناطيد والصواريخ والمولدات الأرضية، في الطريقة الأرضية يتم تثبيت المولدات الأرضية على ارتفاعات عالية وتطلق هذه المولدات يوديد الفضة واستخدام التيارات الهوائية الصاعدة لحقن هذه المواد في السحب للتلقيح.
هناك طرق أخرى للطيران، مثل استخدام الطائرات والمناطيد والصواريخ التي تم استخدامها في ايران في السنوات الأخيرة ، ولهذا الغرض تم تصميم طائرتين من طراز أنتونوف 26 لهذا الغرض.
استخدام الطائرات لهذا الغرض له مزاياه وعيوبه، يمكن استخدام الطائرة لتحديد الموقع الدقيق لمواد الرش وزيادة دقة العملية، ولكن أحد عيوبها هو وقت طيران الطائرة المحدود في السحب الخطرة والبرق، مما يخلق مخاطر للطائرات المأهولة.
لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، مع الإعلان عن استعداد القوة الجوفضائية للحرس الثوري للمشاركة في عمليات تلقيح السحب في البلاد، نشهد طريقة جديدة لاستمطار السحب ، وهي استخدام الطائرات المسيرة الخاصة بالقوة للقيام بذلك.
ولأول مرة عام 2017 ، أعلن العميد أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري عن استعداد هذه القوة للمشاركة في عمليات تلقيح السحب والاستمطار الصناعي، وبتعاون وزارة الطاقة، تم تمهيد مجال تنفيذ هذه العملية.
في الخطوة الأولى يتم إنتاج المواد اللازمة للتلقيح من قبل القوة الجوفضائية للحرس الثوري وباستخدام القدرات الجامعية، بالإضافة إلى اجتياز الاختبارات المعملية في البلاد، ثم يتم إرسال هذه المواد إلى روسيا للتأكد من جودتها، والخطوة التالية للقوة الجوفضائية هي تصميم وبناء مولدات أرضية لتلقيح السحب في مراكز الأبحاث التابعة لها ليتم تثبيتها في قواعد الحرس الثوري على الارتفاعات التي تحددها وزارة الطاقة.
لكن إحدى أبرز مبادرات القوة الجوفضائية للحرس الثوري في مجال الاستمطار السحابي هو استخدام الطائرات المسيرة لهذا الغرض، حيث تتمتع بمزيد من القدرة على المناورة وتكلفة أقل ومرونة في التشغيل مقارنة بالطائرات المأهولة ، وهذه الميزات تجعل الطائرات المسيرة الخيار الذهبي في تلقيح السحب.
كما أُعلن ، تم نشر وحدات الطائرات المسيرة التابعة للقوة الجوفضائية للحرس الثوري في خمسة مناطق من البلاد لتنفيذ عمليات التلقيح في السنوات الأخيرة، حيث تتمتع المناطق الوسطى والشرقية من البلاد بقدرة أكبر على القيام بذلك.
في الآونة الأخيرة، وفي معرض "اقتدار 40" بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس الذي أقيم في بيرجند _شرق ايران)، تم عرض نوع من الطائرة المسيرة شاهد 161، والتي تتمثل إحدى مهامها في تلقيح السحب.
سلسلة الطائرات المسيرة تشمل شاهد 141 ، شاهد 161 ، شاهد 171، شاهد 181 ، وشاهد 191 ، وهي نوع من الطائرات القتالية المسيرة التي صنعتها القوة الجوفضائية للحرس الثوري، على غرار الطائرة الأميركية المتطورة RQ-170، والتي تم اقتناصها في عام 2011. واليوم تشارك في مهام قتالية واستطلاعية مختلفة للحرس الثوري.
في هذه الطريقة، يتم تثبيت نظام إطلاق قذائف تحتوي على الأسمدة (Feller) على الطائرة المسيرة حيث تقوم الطائرة المسيرة بعملية التلقيح بالتحليق داخل السحب الموجودة في المنطقة.
وعلى الرغم من أن استمطار السحب ليس هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع شحة المياه والجفاف، إلا أنه يمكن أن يكون أحد العوامل الفعالة في زيادة هطول الأمطار في روافد مستجمعات المياه، وتتمثل إحدى مزايا هذه الطريقة في أنه يمكن تحويلها إلى ماء قبل أن تتحول السحابة إلى بَرَد لمنع الضرر الناجم عن البَرَد على الأرض.
ويعد استخدام هذه الطريقة في روافد مستجمعات المياه مناسبًا أيضًا لتكوين الثلوج في الجبال، لأنه من خلال تساقط الامطار في الروافد وتدفق المياه على طول الطريق، سيكون من الممكن تنشيط الموارد الطبيعية والنباتات في المنطقة والحفاظ على النظام البيئي.