الاحتلال يلاحق اطفال غزة حتى في مقابرو يمزق اجسامهم بينهم جسد نظمي
تنا- خاص
لم يكن يعلم الطفل نظمي أبو كرش حين ذهب إلى زيارة قبر والدته في مقبرة الفالوجا شمال قطاع غزة، آخر زيارة له، بعدما استهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مجموعة من الأطفال داخل المقبرة بصاروخ واحد مزقت أجسامهم لأشلاء متناثرة ومحترقة، بينهم جسد نظمي.
شارک :
الطفل أبو كرش (16 عاما) الذي اعتاد على سقي قبر والدته بالمياه، ذهب برفقة عدد من أطفال جيرانه إلى المقبرة شبه الممتلئة والقريبة من منازلهم، لترتكب بحقهم طائرات الاحتلال التي كانت تحلق فوق الاجواء على ارتفاعات منخفضة، جريمة مدوية تضاف إلى سلسلة جرائم ارتكبها العدو في هذا العدوان، حيث لم ينجو أحدًا من الاستهداف.
وبلغ عدد شهداء العدوان الأخير على القطاع، 16 طفلاً من أصل 45 شهيدًا بينهم 4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة منهم حالات ما زالت خطرة، وفقًا لبيان أصدرته وزارة الصحة بغزة.
حالة من الحزن الشديد عمت بين عائلة نظمي بعد أن أخبرتهم المصادر الطبية داخل مستشفى الاندونيسي بنبأ استشهاده مع 4 أطفال آخرين في ثالث أيام العدوان الذي يصادف الأحد، فيما كانت جميع مناطق القطاع تشهد حينها غارات جوية إسرائيلية معظمها استهدفت المدنيين ومنازلهم.
وبلغ عدد المنازل المدمرة في هذا العدوان الذي بدأ عصر الجمعة (5 أغسطس 2022) وانتهى من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بواسطة مصرية وقطرية حيز التنفيذ في تمام الساعة 11:30 مساء الأحد –بحسب وزارة الأشغال والإسكان العامة- 18 وحدة سكنية مدمرة كليًا و71 أخرى جزئيًا.
نظمي الذي يتوسط أشقاءه الثلاثة ترك جرحًا نازفًا في قلب والده فايز، ويقول : "تلقيت خبر وفاة ابني بصدمة كبيرة".
ويضيف أن "نظمي تلفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى القريب من الشيخ زايد، بعد أن وصفت حالته الصحية بالحرجة جدًا جراء تعرض جزء كبير من وجهة وبطنه لتشويه والتمزيق بفعل الشظايا".
ويشدّد والد الشهيد الذي ما زالت عيناه تبكي على فراق ابنه، على ضرورة محاسبة قادة الاحتلال على ارتكابهم للجرائم الإنسانية بحق المدنيين داخل القطاع في هذا العدوان والحروب الماضية.
ففي مخيم جباليا شهدت منطقة الترنس مساء ثاني أيام العدوان مجزرة مدوية أسفرت عن استشهاد خمسة أطفال، وبعدها بساعات عدة قصف الطيران الحربي مجموعة من المنازل المتلاصقة في حي شعفوت برفح خلفت 4 شهداء وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى سلسلة جرائم أخرى.
ويطالب فايز أبو كرش، الشعب الفلسطيني بالالتفاف مع المقاومة على اعتبار أنه الخيار الأقوى في صّد اعتداءات وانتهاكات الاحتلال التي تخلف وقائع مأساوية بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية كافة.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد نشرت أسماء شهداء مجزرة الفالوجا، وتم تأكيدها بعد ذلك من مصادر طبية وهم: الطفل (جميل إيهاب جميل نجم 13 عاما، جميل نجم الدين جميل نجم 4 أعوام، حامد حيدر حامد نجم 16 عاما، محمد صلاح نجم 16 عاما، ونظمي فايز عبدالهادي أبو كرش 14 عاما).
أطفال عائلة نجم، تم استهدافهم وهم بجانب قبر جدهم القريب من البوابة الشمالية من المقبرة، وتعرضت طبقة رخام القبر إلى التدمير.
وشن جيش الاحتلال أربع عمليات عسكرية واسعة على قطاع غزة في الأعوام (2008، 2012، 2014، 2021) واستخدم فيها أسلحة ثقيلة ومحرمة دولية، راح ضحيتها آلاف الشهداء مئات آلاف الجرحى، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المتهالكة عمدًا، وخلفت معاناة إنسانية صعبة بين السكان.
ويشدد الاحتلال من تطبيق حصاره على القطاع جوا وبرا وبحرا منذ عام 2007م، ويحرم أكثر من مليوني مواطن من أبسط حقوقه ويمنعهم من السفر بأريحية تامة عبر المعابر والمنافذ إلى الخارج، وكل ذلك أمام مرأى العالم الذي لم يحرك ساكنًا اتجاه سياسة العقاب الجماعي.