لبنان وشجرة الأرز أو الأرز ولبنان.. بأيهما نبدأ؟! وهما توأمان، فإن كانت أشجار الأرز تتواجد في بعض مناطق لبنان إلا أنها ترافق اسم لبنان وصورته في جميع مدنه وحتى في الخارج، فشجرة الأرز هي الشعار الوطني للبنان وتجسد معنى القوة والشموخ بصلابتها وديموميتها وخضرتها الدائمة على مر الفصول والسنين .

يعود ارتباط لبنان بالأرز إلى العصور قديمة، فقد تعددت استخدماته لدى الفينقيين من صناعة السفن والزينة إلى بناء سقوف المنازل والمعابد وغيرها، وبدأت بتصديره إلى مصر في الألف الثالثة قبل الميلاد، كما شكل جزءاً رئيسياً من الجزية التي كانت المدن الفينيقية تدفعها إلى غزاتها عبر العصور المتوالية.
ويسعى لبنان للحفاظ على “أرزه” الجميل من خلال عدة محميات طبيعية أهمها محمية “أرز الشوف” التي تشغل ٥% من المساحة الكلية للبنان، وتضم سبع غابات منها ثلاث رئيسية هي:" عين زحلتا بمهرين، أرز الباروك،أرز بشري، ومعاصر الشوف". فضلاً عن كونها ملجأ للطيور المهاجرة وبعض الحيوانات والأصناف النباتية النادرة. وتشكل غابات الأرز في لبنان وجهة رائعة للابتعاد عن الحر والرطوبة صيفاً، ولمحبي التزلج على الثلج شتاءً.
وشجرة الأرز نوع من الأشجار دائمة الخضرة، ويتراوح طولها بين ٣٠ و٤٠ متر وقد تزيد عن ٦٠ متر، وتنمو على ارتفاع من ١٠٠٠ إلى ٣٥٠٠ متر، في غرب الهيمالايا وحوض البحر المتوسط. وبالرغم من أن لبنان بلد الأرز إلا أن أكبر غابات الأرز في العالم تتواجد بعيداً عنه في المملكة المغربية على جبال أطلس. 

اعداد : علي طويل