التحديات التي تواجه الامة الاسلامية الفتنة بين المذاهب الاسلامية واحتلال الاراضي الاسلامية في بعض البلدان
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : رئيس جماعة التقريب بمصر و وكيل الازهر سابقا و عضو المجلس الاعلي للشؤن الاسلامية و عضو مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية.
س_ ما هي اهم التحديات التي تواجهها الامة الاسلامية ؟ اهم التحديات اولا: قضية فلسطين ومشاكل اسرائيل مع الفلسطينيين ونحتاج الى وقفة من الامة الاسلامية جميعا لتستطيع ان تردع اسرائيل وتعيد الحقوق للفلسطينيين واقامة دولتهم . وثانيا : محاولات الاستعمار لبث الفرقة والفتنة بين الامة الاسلامية بشتى الوسائل , ومنها الايقاع بين السنة والشيعة او بين الشيعي والشيعي او السني والسني . وهذه هي احدى التحديات التي نواجهها اليوم , ونحن بامس الحاجة الى جمع كلمة المسلمين ورأب الصدع بينهم . وثالثا : الظروف الراهنة في العراق والسودان والصومال وافغانستان بحاجة الى موقف اسلامي موحد او تأسيس هيئة او مجلس اسلامي عالمي لتسوية مشاكل المسلمين بحيث يستطيع هذا المجلس ان يعيد وحدة واستقلال هذه الدول.
س - ما هو دور العلماء في مواجهة هذه التحديات و تعبئة الشعوب الاسلامية في هذا المجال ؟ دور العلماء هو تحفيز الامة الاسلامية للاهتمام بقضاياهم الرئيسية , وتوحيد صفوفهم ومطالبة الحكام بالتعاون مع العلماء , فنحن بحاجة الى الجانبين لتكتمل قدرة الامة الاسلامية ولتستطيع تحقيق امالها المرجوة . فلا شك دور العلماء دور عظيم و رائع وممتاز انما من يكمل هذا الدور هم الامراء التي بيدهم السلطة والقوة والمادة التي يستطيعون ان يمدوا بها العلماء لنشر دين الله عزوجل . فدورهم هام وضروري الان بالنسبة للامة، وبالتالي نحتاج الى الدورين معا . س - ما هو تقييمكم لدور الازهر في عملية التقريب بين المذاهب ؟ الازهر هو الذي بدأ عملية التقريب وتقدم بالخطوة الاولى في هذا الصعيد , وقد مضى على عمر التقريب في مصر اكثر من ٦٠ عاماً . هذه الخطوة المباركة التي بدأت من مصر استقبلها العلماء في ايران بحفاوة ورحابة صدر , فكان الامام الشيخ شلتوت واية الله البروجردي من رواد هذا المشروع . واستمر هذا المشروع الى يومنا هذا والتواصل مستمر بين الجانبين ( الشيعي والسني ) . ولكن في الظروف الراهنة نحن بحاجة الى تعزيز وتفعيل هذا التقارب والتواصل اكثر من اي وقت سابق , وان يتم هذا التواصل عن طريق دور التقريب في ايران ومصر ولهذا نحن بحاجة الى تعزيز العلاقة بين مصر وايران .
س – هل السياسة برأيكم تشكل عائقاً في عملية التقريب ؟ لا شك ان السياسة لها اساليبها وفنونها وادارتها وقد تقف احياناً عقبة امام التقريب . المهم هو استعداد الطائفتين ( الشيعة والسنة ) لاقامة علاقات حسنة بينهم وترجمة التقارب فيما بينهم ، فالازهر مستعد لاستمرار التواصل وقد اعترف بالمذهب الشيعي واجاز تدريسه كذلك , لانه حريص على تقارب ووحدة المسلمين . فالسياسة لا تستطيع ان تقطع او تمانع من التقريب وانما لربما تؤخر هذه العملية او توقفها لفترة زمنية محددة . والسياسة تستطيع ان تلعب دور ايجابي في مجال التقريب وتكون داعية من دواعي التقريب .
س – كيف تنظرون الى مستقبل التقريب ؟ نحن بحاجة الى خطوات جادة من قبل ايران لتعزيز مسيرة التقريب والعلاقات مع مصر وفي نفس الوقت مع الازهر كذلك . المصريين بطبيعتهم محبين لاهل البيت الرسول (ص) فاذا كان التشيع حب لآل بيت رسول الله (ص) فالمصريين كلهم شيعة والمصريين متيمين ومغرمين باهل بيت رسول الله (ص) فنحن محتاجين الى ان نكرم المصريين على ما هم عليه ونتعاون على ما هم فيه لانهم فعلا هواهم شيعي رغم انهم سنة جميعا . س - هناك من يدعي ان علاقة المجمع العالمي للتقريب بشيعة مصر هي اكثر من علاقته بدار التقريب هناك , وايران تحاول نشر التشيع هناك , كيف تنظرون الى هذا الادعاء ؟ اللذين يروجون الى هذه الاقاويل . انما يهدفون الى المساس من عملية التقريب وتوتير العلاقة بين السنة والشيعة , فلا نثق بكلامهم ومصداقيتهم ولهذا فهم مرفوضين من قبل الشعب على الرغم من نشرهم لبعض الكتب التي تسئي في علاقة الطائفتين . س - ما رأيكم في تدريس الفقه الجعفري بالازهر ؟ تدرس المذاهب الشيعية في الازهر الشريف وتدرس كمقارنة بين الفقه السني والفقه الشيعي. والازهر كان دوما يدافع عن الاعتدال والوسطية لا يعادي احد ولا ينافس احد ونحن نطلب ان يدعم الازهر وان يكون موقفنا منه موقف المؤيد . ونطلب من ايران ان تدرك موقف الازهر العظيم وتدعمه كمركز للتقريب في العالم الاسلامي .
س - هناك تحرك ايجابي في الازهر اكثر من قبل وهذا يسرنا ماهو رأيكم ؟ لا شك ان كل امام ياتي الى الازهر الشريف يختلف في اراءه وتوجهاته عن سلفه . وشيخ الازهر الجديد قد اكمل دراسته في الغرب ويعتبر من المعتدلين . والاعتدال انه لا يفرق ولا يشتت .
س - كيف تنظرون الى دور وكالة انباء التقريب في نشر ثقافة التقريب ؟ لا شك انها مبادرة عظيمة و رائعة وان يكون للمجمع مركز اعلامي له عن طريق هذه الوكالة وان يكون له اذاعة او تلفاز خاص به وان ينشر الفكر التقريبي في العالم الاسلامي كله ونرجوا ان يكون عندنا اعلام تقريبي كما عندكم . اجرى الحوار : مدير التحرير نعمت زادة