جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية لوكالة أنباء القريب (تنا): مؤتمر قطر يجمع حشدا كبيرا لدعم القدس
من الأهمية بمكان في هذا المؤتمر أن تحشد كل الجهود من أجل تأكيد اسلامية القدس وأنه لا مناص من عودتها الى العالم الاسلامي كونها تمثل القبلة الأولى ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلا
شارک :
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) تطرق جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية في حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب (تنا) الى المؤتمر الدولي للقدس الذي تعتزم دولة قطر عقده وفيما ثمن اهتمام الوكالة بالموضوع أشار الى أن المؤتمر سيعقد مبدأيا في شهر فبراير من العام القادم وبدأت قطر بالاستعداد والتحضير وبذل الجهود والمساعي من أجل انجاح المؤتمر، مشيرا الى أن المؤتمر سيجمع حشدا كبيرا من المفكرين والسياسيين وصناع القرار وجميع أطياف العالم العربي والاسلامي من أجل دعم قضية القدس وتسليط الضوء على ما تتعرض له في هذه المرحلة والظرف الحساس والدقيق من الصراع مع الكيان الصهيوني "نحن نعرف أن القدس تهود وأن هناك مساعي صهيونية حثيثة من أجل تهويد القدس واخراج الفلسطينيين وتحويل الكيان الاسرائيلي الى دولة يهودية". وتابع قائلا: "طبعا هذا الحشد سيعيد الاهتمام بالقضية وانها ستتصدر الأولويات سواء على الأجندة العربية والاسلامية أو حتى على الأجندة العالمية خاصة وأن أساس العديد من المشاكل تعود الى عدم حل مشكلة فلسطين وعلى رأسها قضية القدس، مشيرا الى أن قطر دعت الى الوقوف بوجه العدوان الاسرائيلي الجائر على غزة واحتضنت في يناير من العام الماضي مؤتمر غزة الطارئ وهناك من شارك في المؤتمر والبعض تقاعس ولكن في نهاية الأمر عقد المؤتمر والشعوب العربية والاسلامية عرفت من هو المناصر والمؤيد لقضية غزة". وحول ما اذا كان مؤتمر القدس المرتقب سيضم معسكر المقاومة أو معسكر الاستسلام شدد الحرمي على أن المؤتمر سيحشد الجهود كلها سواء كانت الجهود الرسمية أو الشعبية من أجل القدس "وأعتقد أن من يناصر قضية القدس هو في نهاية الأمر في صف وفي خندق المدافعين وبالتالي فهو في صف المقاومين، ونحن في هذه المرحلة بحاجة الى حشد كل الجهود من أجل الدفاع عن هوية القدس التي ستبقى اسلامية مهما حاول الاسرائيليون ومهما حاولت الصهيونية أن تثير الغبار وأن تسعى الى تهويدها وتعمل جاهدة لهدم المسجد الأقصى وتشييد الهيكل المزعوم، الا أن هذه المزاعم ستصطدم بجدار الموقف الاسلامي شعبيا وفيما بعد رسميا"، وحسب الحرمي فان الموقف الشعبي سابق جدا الموقف الرسمي ومتقدم على المواقف العديدة للانظمة سواء كان في العالم العربي أو الاسلامي "ولهذا من الأهمية بمكان في هذا المؤتمر أن تحشد كل الجهود من أجل تأكيد اسلامية القدس وأنه لا مناص من عودتها الى العالم الاسلامي كونها تمثل القبلة الأولى ومسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلا". وبخصوص المفاوضات الجارية حاليا في شرم الشيخ قال الحرمي: سيكون مآل هذه المفاوضات الفشل كما فشلت جميع الجولات منذ أكثر من ١٧ عاما وقد رأينا طيلة هذه السنوات الكثير من المسميات والمراثونات ولكن في نهاية الأمر لم تتوصل جميعها الى اعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وهذه الحقوق لن تعود الى الشعب الفلسطيني الا كما أخذت، فقد أخذت هذه الحقوق بالقوة ولن ترجع الا بأسلوب المقاومة، وأعتقد أن المقاومة على مدى التاريخ هي التي تسترجع الحقوق وهي التي تصد العدوان وهي التي تسترجع الأوطان، ونحن عبر التاريخ شاهدنا أن المفاوضات والاستسلام لا يمكنه أن يرجع الأوطان وبالتالي فان المقاومة وخاصة في فلسطين أثبتت مصداقيتها وأثبتت أيضا قدرتها على استعادة الأرض وقد برهنت غزة على ذلك فالأسرائيليون لم يخرجوا من غزة عبر المفاوضات وانما ارغموا على الخروج من خلال المقاومة الباسلة التي استطاعت التصدي للكيان الصهيوني وأن تذيقه الويلات وأن تكبده الخسائر". ولفت الحرمي الى أن المقاومة لم تأت ثمارها في غزة وفلسطين وحسب وانما في لبنان أيضا اذ لم يتحرر الجنوب اللبناني من خلال المفاوضات وانما من خلال المقاومة بل وكافة الشعوب التي احتلت على مر التاريخ لم تتحرر ولم تنسحب قوات الاحتلال من اراضيها الا من خلال المقاومة كما أن كل التجارب التاريخية أثبتت أن مفاوضات الاستسلام مصيرها الفشل وستعود الشعوب الى أسلوب المقاومة من أجل استعادة الأرض وطرد المحتلين، وفيما يتعلق باطلاق صفة العلاقات العامة على المباحثات الجارية اعتبر الحرمي أن هذه المفاوضات ليست علاقات عامة لأن العلاقات العامة على أقل تقدير تنتهي الى تكوين علاقة، "بينما اليهود ليس لهم وعد وليس لهم ميثاق وهكذا وصفهم القرآن الكريم وقد رأينا ذلك منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف تعامل اليهود بخبث وكيف نقضوا كل العهود وكل المواثيق التي وعدوا بها الرسول صلى الله عليه وسلم فهل يمكن أن يكونوا صادقين مع أبناء هذه الأمة الاسلامية أكثر مما كانوا عليه في عهد الرسول، بالتأكيد لن يكونوا كذلك" وأضاف قائلا: "أتصور أن اليهود مهما حاولوا أن يبنوا علاقات عامة فان تاريخهم يشير الى عكس ذلك، وهؤلاء يريدون استثمار الوقت من أجل كسب المزيد من الأرض خلال فترة ما يسمى بالسلام أو الاستسلام وقد تضاعف الاستيطان أكثر من ٤٠٠ مرة في الأراضي الفلسطينية وترمي اسرائيل من هذه المفاوضات الى الايحاء بأنها دولة سلام وترغب بالتوقيع على معاهدة سلام مع جيرانها العرب ولايصال رسائل الى العالم الغربي والأوربيين بأنها دولة محبة وتبحث عن السلام في حين أن العرب والمسلمين لا يريدون ذلك، ولكن في نهاية الأمر أتصور أن هذه الأقنعة سوف تنكشف ويتبين زيفها وبالفعل فان زيف الكيان الصهيوني انكشف حتى للشعوب الغربية، وما خوضها للمفاوضات الا من أجل تجميل صورتها". وكرر الحرمي بأن اسرائيل تسعى الى تجميل صورتها خاصة بعد جريمتها ضد أسطول الحرية فقد تبينت حقيقة اسرائيل وأنها اعتدت على الأبرياء وقتلتهم بدم بارد خاصة وأن من بين الذين قتلوا كانوا نشطاء سلام ويحملون رايات سلام "فاسرائيل حوصرت شعبيا وعلى مستوى العالم وانكشفت سوأتها وبالتالي تريد أن تقول من خلال هذه المفاوضات أنها داعية سلام وأنها ليست دولة عدوانية وانها ليست ذات أطماع، وهذه الرسالة تريد ايصالها للشعوب الغربية، الا أن الغمامة التي بقيت لعقود تضلل اسرائيل بدأت اليوم تنكشف، وقد رأينا حجم المظاهرات والاستنكار العالمي ضد الهجوم على أسطول الحرية، لذلك فان اسرائيل تسعى الى استعادة صورتها في العالم الغربي وليس في العالم الاسلامي لأن الشعوب الاسلامية تعرف جيدا من هي اسرائيل وتعرف قادة اسرائيل وتعرف جرائمهم في فلسطين وغيرها من الدول الاسلامية". اجرى الحوار: صالح القزويني