احرق مستوطنون صهاینة مسجدا في الضفة الغربیة وکتبوا علی جدران المسجد شعارات عنصریة ومسیئة للمسلمین باللغة العبرية وقد أجرينا الحوار التالي مع المفكر الاسلامي المصري الدكتور كمال الهلباوي ..
کیف تفسرون مثل هذه الاعتداءات الصهیونیة على مقدسات المسلمین؟ اولا، هناك ملاحظة وهي أن هذه الاعتداءات مدبرة من قبل القیادة الاسرائیلیة وبالتالي فانها لیست اعتداءات عشوائیة من قبل بعض المستوطنین الذین ليس لهم واجهة سیاسیة، وانما اعتداءات منسقة تنسيقا كاملا بين السلطات الاسرائیلیة والمستوطنین بحیث یظهر للقیادة الامریکیة وللرأي العام العالمي مجموعة من الصهاينة تطالب القيادة الاسرائيلية بالاستجابة الى مطالبهم، أما ثانيا فهذه الاعتداءات تأتي في اطار حرب نفسيه تمارسها قيادة الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطیني خصوصا وضد الامة عموما والهدف من ذلك اظهار الاسرائيليين والصهاينة بأنهم منسجمين مع الحملات العالمیة ضد الاسلام وضد رموز الاسلام وضد شعارات الاسلام وضد القرآن الکریم ویراد من هذه الاعتداءات ان یظهر التوجه الصهيوني باعتباره منسقا مع محاولات حرق المصحف الشريف في الولایات المتحدة وفي بعض الدول الاوروبیة.
هل ثمة علاقة بين هذه الجريمة الصهيونية وبين توقف المفاوضات المباشرة؟ لا شك ولا ريب والرابط هو کالتالي اولا ان القیادة الصهیونیة ترید أن تظهر للقیادة الفلسطینیة التی تجلس امامها علی طاولة المفاوضات انها لدیها ید العلیا علی الارض وانها تستطیع ممارسة الضغوط علی الارض فیما یتصل بالاستیطان وفیما یتصل بالتهجیر، كما ان الادارة الصهیونية تبحث عن شيء يخرجها من المفاوضات، بمعنی انه عندما تجد نفسها مضطرة لتقدیم تنازلات علی طاولة الحوار فانها تفتعل اشکالات علی الارض ومن ثم تخرج من المفاوضات.
رغم کل هذه الاعتداءات علی الشعب الفلسطیني وعلی الامة الاسلامية هناك بعض الاعلاميين والسياسيين يقولون ان الخطر القادم من ایران ولیس من الصهاینة؟ بالطبع الخطر موصوف ومحدد لدی الامة الاسلامیة وهو الکیان الصهیوني وایران جزء من الامة العربية وترکیا ايضا جزءا منها والعالم العربي یتکامل مع ایران وایران تتکامل مع ترکیا وتتکامل مع بقیة البلدان العربية والاسلامية ولکن الدوائر الاسرائیلیة والدوائر الامریکیة تخاف من التنسیق العربي - الایرانی وهذا ما رأيناه في زیارة الرئیس السوري الی ایران وكذلك استئناف الرحلات الجوية بین القاهرة وطهران فهذه کلها تخوف الادارة الصهیو/امریکیة، ويتعين علی الامة العربية وعلی السیاسین ایضا الحذر من جانب هذا التشویش.