الشيخ مصباحي مقدم: التعريف برواد التقريب من العلماء الشيعة والعلماء السنة وتبيين رؤاهم التقريبية ونشر تراثهم، تعتبر من الأنشطة المؤثرة التي يجب الإهتمام بها ومتابعتها بجدية، وهناك الكثير من العلماء الذين كانت لهم رؤى وتوجهات تقريبية وأكدوا على هذا المنهج في مسيرتهم العلمية والعملية.
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : شدد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مصباحي مقدم عضو مجلس الشورى الإسلامي في حديث له مع مراسل وكالة أنباء التقریب، على أهمية قيام الوكالة بالتعريف برواد حركة التقريب بين المذاهب من العلماء والشخصيات الإسلامية.
وقال الشيخ مصباحي مقدم خلال زيارته للجناح الخاص بوكالة أنباء التقریب في المعرض السابع عشر للصحافة ووكالات الأنباء: إن التعريف برواد التقريب من العلماء الشيعة والعلماء السنة وتبيين رؤاهم التقريبية ونشر تراثهم، تعتبر من الأنشطة المؤثرة التي يجب الإهتمام بها ومتابعتها بجدية.
وأضاف: هناك الكثير من العلماء الذين كانت لهم رؤى وتوجهات تقريبية وأكدوا على هذا المنهج في مسيرتهم العلمية والعملية، منهم على سبيل المثال العلامة الحلي (ره) الذي ألف كتاباً بعنوان (تذكرة الفقهاء) تعرض فيه للمسائل الفقهية حسب آراء جميع المذاهب الإسلامية، أضف إلى ذلك أننا حينما نطالع الكتب التي ألفها العلامة في مجال الأبحاث الكلامية، نلاحظ منه الإحترام والتبجيل الذي يبديه بالنسبة لعلماء السنة، وحينما يذكر اسم أحدهم يترضى عليه ويقول (رضي الله عنه).
وتابع قائلاً: من هؤلاء العلماء أيضاً الشيخ الطوسي صاحب كتاب (الخلاف) الذي جمع فيه الآراء الفقهية الشيعية والسنية، وأيضاً الشيخ المفيد الذي عاش في بغداد وكان مرجعاً لأهل السنة هناك، يرجعون إليه ليأخذوا منه فتاوى الفقهاء السنة، وفي الحقيقة كان الشيخ المفيد مرجعاً لجميع أتباع المذاهب الإسلامية الخمسة، رغم أنه كان عالماً وفقيهاً شيعياً.
ومضى مصباحي مقدم إلى القول: وهكذا المرحوم آية الله السيد البروجردي الذي كان له دور كبير وفاعل في مسار التقريب من خلال تأسيس دار التقريب في القاهرة، والذي كان يتطرق في بحوثه إلى آراء علماء السنة ثم يذكر رأي علماء الشيعة.
وأكد الشيخ مصباحي مقدم على ضرورة التعريف أيضاً بعلماء السنة كالشيخ محمود شلتوت وغيره ممن كان لهم باع طويل في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية .
وحول الفتوى المباركة التي أصدرها قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي بحرمة النيل من رموز الإخوة السنة وحرمة الإساءة لزوج النبي (ص)، قال الشيخ مصباحي مقدم: إن هذه الفتوى تطابق تماماً المباني الشرعية للشيعة، كما أنها تتطابق مع سيرة أئمة أهل البيت (ع)، وهي جاءت كرد على إساءة بذيئة أقدم عليها أحد المتلبسين بزي أهل العلم بحق إحدى زوجات النبي الأعظم (ص).
وأضاف: كان من الممكن لهذه الإساءة البذيئة أن تدفع بالأمة إلى أتون فتنة خطيرة، لكن هذه الفتوى وأدت الفتنة قبل وقوعها، وقد أشاد بها الكثير من علماء السنة، مثمنين حرص سماحة الإمام الخامنئي على المسلمين جميعاً، ولا شك في أن هذه الفتوى ستترك آثاراً إيجابية بالغة الأهمية على صعيد الوحدة الإسلامية.