طلال عتريسي : لم تنجح العقوبات على لبنان في التأثير على شعبية حزب الله
تنا - خاص
اكد الخبيرالسياسي في شؤون المنطقة ، ان هدف القوى الغربية وحلفائهم الاقليميين من فرض العقوبات على لبنان هو التأثير على القاعدة الشعبية لحزب الله وتفكيك البيئة المؤيدة له ، وفي النهاية اقصاءه عن الحياة السياسية .
شارک :
وكالة انباء التقريب "تنا" اجرت حواراً مع الاستاذ في علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في شؤون المنطقة ، الدكتور طلال عتريسي ، حول الهدف من فرض العقوبات على لبنان والمقصود من اجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي طالبتها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا ، من الحكومة اللبنانية .
اكد الدكتور عتريسي ان الهدف الغائي من فرض هذه العقوبات هو الضغط على القاعدة الشعبية المؤيدة لحزب الله وحلفائه وتشتيت بيئته واقصاءه تدريجياً عن الحياة السياسية .
واوضح ان الاصلاحات التي طالب بها الغرب بداية كان الهدف منه اولا مكافحة فساد الطبقة السياسية والثاني اصلاح النظام الاقتصادي ، على ان تكون هذه الاصلاحات مقدمة لدراسة تقديم الدعم للبنان في كافة المجالات .
واشار في هذا السياق الى خطة التعافي الحكومية والموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة كبداية لاجراء الاصلاحات على امل ان يتم من خلاله التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض لتجاوز ازمتها الاقتصادية والتمهيد لاجراء الاصلاحات الاقتصادية .
واستبعد الدكتور عتريسي حصول اي اتفاق بين الجانبين لان القوى الخارجية التي فرضت العقوبات على لبنان ربطت دعم لبنان باجراء الانتخابات النيابية القادمة على امل ان تكون النتائج ، وبسبب العقوبات الصارمة ، لصالح الاطراف السياسية المناهضة لحزب الله وتيار المقاومة وحلفائه .
وعلى اساس هذه المعطيات ، اكد الاستاذ في الجامعة اللبنانية ، ان المطالب الغربية من اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية ، هو ذريعة لتغيير موازين القوى في الداخل اللبناني من خلال الانتخابات التشريعية القادمة .
وعن تداعيات العقوبات الاقتصادية على حزب الله وتيار المقاومة قال الدكتور عتريسي انه من الطبيعي ان هذه العقوبات اثرت على حزب الله وجمهوره كتأثيره على سائر الشعب اللبناني ، من ارتفاع الاسعار لمختلف السلع وتدهور قيمة العملة اللبنانية .
ولكنه اكد في نفس الوقت ، ان العقوبات لم تحقق اهدافها الاجتماعية والسياسية ، حيث ان الهدف كان هو خلق انهيار في المجتمع اللبناني اضافة الى جمهور حزب الله والهدف الثاني هو التأثير على شعبية حزب الله وتحميل الحزب مسؤولية هذه العقوبات وهذا الانهيار ، مشددا ان هذه الاهداف لم تتحقق بعد سنتين مضت على العقوبات .
وكيف تعامل حزب الله مع هذه العقوبات ، يشير الخبير السياسي في شؤون المنطقة ، الى ان هذه العقوبات ادت الى مضاعفة تماسك جمهور حزب الله حيث استطاع ان يتكيف معها بطرق مختلفة ، وان يقدم المساعدات المختلفة في مجال المحروقات والدواء والغذاء وتقديم الدعم المالي للعوائل المعوزة .
واشارعتريسي الى ان القوى الغربية تتوقع ، ومن خلال العقوبات التي فرضتها على لبنان ، ان يؤثر هذا الامر اولا على تفكيك البيئة المؤيدة لحزب الله ، وان يؤثر على نتائج الانتخابات النيابية القادمة بحيث يتخلى غالبية الشعب عن تأييده لمرشحي حزب الله وحلفائه ، ويذهب لانتخاب اطراف اخرى .
وفي هذا الشأن اوضح الخبير السياسي في شؤون المنطقة ، ان المشلكة في هذا السيناريو ان الاطراف والشخصيات السياسية المخالفة لمحور المقاومة والذي يراهن عليها الغرب ، ليست ذات شأن سياسي او اجتماعي او شعبي وغير معروفة لغالبية الشعب وليس لها الحضور والنشاط والفاعلية كحزب الله وحلفائه .
والمشكلة الثانية في هذا السيناريو ، حسب ما يراه الدكتور طلال عتريسي ، هو الاختلاف فيما بين التيارات والاحزاب المناوئة لحزب الله ، بحيث تتقاتل من اجل الحصول على مقاعد في البرلمان ، ومختلفة كذلك من حيث الدول الخارجية التي تدعمها بالاضافة الى الاختلاف في التمويل والانفاق .
وعلى اساس هذا الواقع السياسي والاجتماعي ، يستنتج الاستاذ الجامعي ، ان البدائل التي يراهن عليها الغرب للحصول على اغلبية المقاعد في البرلمان القادم في مقابل ائتلاف المقاومة ، ليست بدائل قوية وجدية ، ولهذا السبب فان العقوبات لن تؤثر بشكل خطير على نتائج الانتخابات وتغيير الخارطة السياسية للبنان بشكل عام كما ترغب اليها الولايات المتحدة او فرنسا وحلفائهم في المنطقة .