طلال عتريسي : المخطط الداخلي والاقليمي فشل في اضعاف حزب الله وحلفائه في الانتخابات النيابية الاخيرة
تنا - خاص
اكد الخبير في شؤون المنطقة ، الدكتور طلال عتريسي ، ان الشعارات الرئيسية التي طرحتها بعض القوى السياسية الداخلية والدول الاقليمية الراعية لها ، هو اضعاف حزب الله وبيئته وحلفائه وتحديدا التيار الوطني الحر والتأثير على شعبيتهما، في جولة الانتخابات النيابية الاخيرة .
شارک :
وكالة انباء التقريب "تنا" وفي حوارها مع الخبير في شؤون المنطقة ، الدكتور طلال عتريسي ، حول اخر مستجدات الانتخابات التشريعية اللبنانية الاخيرة ونتائجها وتركيبة البرلمان القادم وامكانه لطرح مشاريع اصلاحية للازمة الاقتصادية ومكافحة الفساد في البلد .
طلال عتريسي وفي حديثه حول الانتخابات النيابية الاخيرة في لبنان ركز على الشعارات التي طرحتها القوى السياسية المعارضة للمقاومة وحلفائها والتي كانت منسجمة مع الشعارات التي طرحتها الدول الاقليمية الراعية لهذه القوى والتيارات ، والتي تمحورت حول تحميل حزب الله والتيار الوطني مسؤلية الانهيار الاقتصادي للبلد بهدف اضعافه والتأثير على نتائج الانتخابات .
واكد ان نتائج الانتخابات النيابية اثبتت فشل كل تلك المحاولات ، لان حزب الله خرج قوياً ومتماسكاً على المستوى الشعبي ، لان نسبة التصويت لنوابه حتى في الاصوات التفضيلية كانت مرتفعة ولم يخسر عدد مقاعده حيث بقيت كما في السابق ، مشيرا الى ان الامر نفسه بالنسبة الى التيار الوطني الحر هو الاخر حافظ على شعبيته ومقاعده في البرلمان ، على الرغم من الحملات القاسية والظالمة التي شنت عليه خلال ثلاث سنوات واتهامه مسؤولية الانهيار الاقتصادي وانتشار الفساد .
واكد ان الاهداف السياسية التي خطط من اجلها الا وهو اضعاف حزب الله وحلفائه واقصائة من العملية السياسية قد فشل على الرغم من وجود تدخلات اقليمية ورعاية امريكية مباشرة حيث اعترف بذلك الوكيل السابق المساعد لوزارة الخارجية الامريكية "ديفيد جينكر" وقال "نحن من اقفلنا هذا المصرف في لبنان ..نحن من فرضنا العقوبات ..نحن من ساهمنا في الانهيار الاقتصادي في لبنان " .
وحول مستقبل الحكومة وحل الازمات التي تخيم على لبنان من بعد هذه الانتخابات ، ومشاريع القوى السياسية في مجلس النواب لحل هذه الازمات ، اوضح الخبير في شؤون المنطقة ان العامل المستجد في هذه الانتخابات هو وجود قوى جديدة من خارج الاحزاب التقليدية او ما يسمى بالمجتمع المدني او المنظمات الغير حكومية او بعبارة اخرى "المستقلين" وعددهم ۱۰ الی ۱۲ نائباً .
وحول ضرورة التوافق بين القوى المتواجدة في البرلمان ، اوضح عتريسي ان الاغلبية في بعض ادوار البرلمان كانت لحزب الله وحلفائه وفي الدورة السابقة كانت الاغلبية لخصومه وحلفائه ولكن في كلتا الحالتين لم يتمكن ايا من الفريقين ان يتفرد بالمشاريع والحلول وان يفرضها على البلد ، حيث بقية الامر للتوافق الذي لم يحصل .
وفيما يتعلق بالقوى الجديدة اي "المستقلين" يرى الخبير في شؤون المنطقة ان ليس بامكان هذه الفئة ان تعمل ككتلة موحدة ومتنجانسة لانها خاضت الانتخابات كافراد لا ينتمون الى شريحة سياسية معينة ،و لديهم طموحات شخصية ولم يطرحوا وجهات نظرهم حول الحلول الاقتصادية ، مشيرا الى ان البعض منهم رفع شعارات ضد حزب الله والمقاومة .
ومن ثم اشار الدكتورعتريسي ان تركيبة القوى في البرلمان الحالي بانه يفتقد الى اغلبية حاسمة ، لافتا الى المسؤولية الكبيرة للبرلمان اي طرح مشاريع اصلاحية في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية واستحقاقات الرئاسة وتشكيل الحكومة ، وبسبب هذه التركيبة الجديدة لربما ستتأخر حل الازمات المستفحلة لفترة طويلة .
طلال عتريسي يعود ويؤكد في هذا الحوار ان المستجد المهم في هذه الانتخابات هو فشل الشعارات التي طرحت في الداخل والخارج للتأثير على شعبية ومكانة حزب الله والمقاومة وحلفائه واقصائه نهائياً عن الساحة السياسية .