يرى الدكتور محمد أحمد فقيري الباحث في فكر الحركة الإسلامية السودانية بزعامة الراحل حسن الترابي ، أن غياب النموذج الديمقراطي اللاديني في المنطقة يعزز من فرص التيار الإسلامي في تحقيق نهضة وطنية تتجاوز ميراث الطغيان السياسي.
شارک :
وخلال حواره مع "عربي 21" حول مستقبل الاسلام السياسي في العالم الاسلامي وخاصة في السودان قال "إن تعدد تنظيمات الإسلام الحركي السائدة حاليا في المشهد السوداني تُعزى إلى تجربة السلطة في ما عرف بنظام الإنقاذ (1989- 2018) والذي خرج فيه الترابي العام 1999 وقال إن الإنقاذ انتهت إلى طاغوت سياسي ".
واكد ان الحركة الاسلامية في السودان ، ليست طائفية تتبع مذهبا معين ، بل هي حركة سياسية تتنوع داخلها التيارات الفكرية الدينية ، لافتا الى الشيخ حسن الترابي نادى بالتجديد منذ تصدره لقيادة التيار الإسلامي الحركي وجعل أكبر همه تجديد الفقه السياسي ما أحدث انشقاقا داخل التيار الإسلامي في الستينيات أيضا بين مجموعة ترى التربية والتزكية أولى ومجموعة الترابي التي ترى في خوض غمار السياسة والمدافعة في المجال العام أدعى للتزكي وأقوم في تربية الفرد.
ولهذا يرى احمد فقيري ان الحركة الاسلامية في السودان اتسمت بالعملانية وقل فيها التنظير السياسي إلا من تلقاء الترابي نفسه. ورغم كتابات الترابي في الفقة السياسي إلا أن غالب قيادات الحركة لم تكن تملك رؤية لطبيعة الدولة.. مؤكدا بان فكرة الاسلام السياسي لم تنته بعد "فالحاجة إليها تأتي من باب الحاجة إلى تقعيد الديمقراطية وبناء الدولة في منطقتنا العربية والإسلامية".
واشار الى ضرورة ان يساهم الاسلام السياسي في بناء الدولة الجديدة ، لان غالبية الدول العربية والاسلامية تعاني من الاستبداد والقمع والتبعية للحضارة الغربية القائمة على القوة المحض ونهب ثروات الشعوب ، بينما الحكم الاسلامي ينطلق من افق اكثر انسانية ويتكئ على ارث حضاري كبير ، ولهذا يحارب الغرب الحركات الاسلامية ويعرقل محاولاتها للوصول الى السلطة .
وقال ان زعيم الحركة الاسلامية في السودان ، حسن الترابي ، يرى أن المسلمين هم من أسسوا للعلاقات والعهود الدولية لذلك تنتفي تلك القطيعة المفتعلة بين الدولة القطرية المرسومة بقوة المستعمر وبين فكرة الإسلام كافق حضاري احتضن التعدد الثقافي والإجتماعي في مجتمعات المسلمين، تشهد على ذلك مدارس الفقه المتعددة وثراء الإرث القضائي للمسلمين على عكس الحضارة الغربية التي تنزع إلى نمط آحادي من جانبه سقط في التخلف.