ناشط اسلامي في السنغال : الغرب يصرّ على دعم الكيان الصهيوني لنهب ثروات المنطقة
تنـا - خاص
يرى رئيس المؤسسة الإسلامية الإجتماعية، رئيس مجلس علماء أهل البيت (عليهم السلام) في دولة السنغال "الشيخ عبد المنعم الزين"، أن استمرار دعم الغرب "للإسرائيليين"، إنما هو بسبب التعصب الأعمى والمصالح الخاصة، والإصرار على نهب ثروات المنطقة.
شارک :
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع العالم الاسلامي "الشيخ عبدالمنعم الزين"، الذي قام بتحليل اسباب المجازر المهولة التي يقترفها الكيان الصهيوني قاتل الاطفال في قطاع غزة والحرب الشعواء التي يشنها لاكثر من سبعين يوما على سكان القطاع؛ راح ضحيتها نحو 20 الف شهيد فلسطيني بمن فيهم النساء والاطفال، فضل عن تدمير البنى التحتية والمشافي.
واضاف : لقد احتل الصهاينة الغاصبون ارض فلسطين نهاية الأربعينات من القرن الماضي، بدعم بريطاني مباشر أولًا ثم أوروبي وأميركي، ومع تعاقب السنين وتتالي الحروب والإنتفاضات زود الغرب الأوروبي والأميركي الصهاينة بالسلاح والمال والمواقف السياسية، بحجة المحافظة على أمنهم القومي ! وهي حجة لا يستسيغها عاقل ولا أحمق.
وفي معرض الاشارة الى انطلاقة المقاومة الفلسطينية في غزة، قال رئيس مجلس علماء أهل البيت (عليهم السلام) في السنغال : منذ عقدين من الزمن فرض العالم الغربي وبعض دول الشرق، حصارًا ظالمًا على أهل غزة، حرمهم لقمة العيش والشعورَ بالأمان، وملأ دنياهم بالخوف الدائم على حياتهم وأموالهم ومساكنهم؛ مما دفع بأهل غزة إلى تأسيس مقاومة تدفع عنهم البلاء، وتوفر لهم الأمل بالعيش أحرارًا في أرضهم التي ورثوها عن أجدادهم منذ آلاف السنين.
واستطرد : لكن الإعلام الخبيث، على السواء، في دول الغرب وكثير من دول الشرق، شوَّه بأكاذيبه وأضاليله الصورة الناصعة للمقاومة المشروعة، وراحت أبواق الدعاية عنده تصور المجرمين بأنهم "مُعتدى عليهم، وإن لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم"، كما صورت أصحاب الحق بأنهم "إرهابيون ومعتدون".
وتابع : مع نموِّ المقاومة عددًا وعُدَّة بفضل الله تعالى، والجهود المشكورة للجمهورية الإسلامية، وما قدمه أبطال الجهاد من تضحيات، والنجاح الباهر الذي أحرزوه في الـ ٧ من تشرين الأول (عملية طوفان الاقصى)، شعر العدو بأن هذه الحرب ليست مجرد معركة ولا اشتباك مع المقاومة، وإنما هي حرب وجود، وزلزال هزَّ أركان كيانه منذ سنة ٢٠٠٠ حين طُردوا من لبنان وهم يجرون أذيال الخيبة والعار على وقع ضربات المقاومة، ومرورًا بحرب ٢٠٠٦ مع المقاومة اللبنانية التي أبدت بسالة نادرة مرَّغت أنف العدو، ووصولًا إلى هذا اليوم الذي يقف فيه أبطال غزة. ولهذا الكلام تفصيل يطول.
كما اشار الى النقاط المشتركة بين المجازر التي يمارسها الصهاينة اليوم في غزة، والمجازر التي تعرضها اليها الشعب البوسني المسلم في تسعينيات القرن الماضي؛ مبينا ان اهم المشتركات الرئيسية بين هاتين الحقبتين، تتجسد في التعصب الديني والعرقي الاعمى.
واوضح "الشيخ الزين"، انه من أكبر الدلائل على ذلك السكوت الأوروبي المطبق قبال إقدام الصرب على تلك المجازر الفظيعة وعدم التحرك ولو بالكلام لمنعها، ولمّا سئل سلاطين أوروبا عن سبب سكوتهم هذا، قالوا «تلك مسألة داخلية لا علاقة لنا بها».
واردف : الأهم من ذلك، عمليات التمثيل البشعة بالمسلمين وهدم مساجدهم واغتصاب نسائهم، ورغم قتل ثلاث مائة ألف مسلم واغتصاب ستين ألف مسلمة ودمار بلادهم فإن أوروبا لم تحرك ساكنًا. ولكنها هبَّت بقضِّها وقضيضها مع أميركا لنجدة أوكرانيا، حيث أمطرتها بالسلاح والأموال والرجال والمواقف السياسية بصورة لم يسبق لها مثيل.
ومضى الى القول : لو تساءلنا لماذا هذه الهبَّة العجيبة لنجدة أوكرانيا، والموقف المعادي لأبناء فلسطين ؟ لكان جواب الغرب، أن "الفلسطينيين مسلمون، وأن اليهود يريدون أرضهم. بينما حكام أوكرانيا من اليهود وأن كان شعبها مسيحيًّا!!! ومن الواضح كذلك أن للمصالح الدوْليَّة دورًا بارزًا في أسلوب التعاطي مع الأحداث إضافة إلى الإنتماء الديني ولو بنسبة قليلة.
واكد رئيس المؤسسة الإسلامية الإجتماعية في السنغال على، ان "هذا هو عينه ما يجري في غزة اليوم، فإن التعصب والمصالح السياسية والمالية هي المتحكمة في مواقف القوم، حتى إنهم تنازلوا عن كل المبادئ والمحارم التي ادَّعوا حمايتها منذ نشوء منظماتهم التي قالوا إنها إنسانية وترعى حقوق الإنسان والطفولة والأمومة والشيخوخة وعدم الإعتداء على الأبرياء والمدنيين؛ دون ان يرف لهم جفن إذا ووجهوا بالسؤال : كيف ترضون بل تشتركون بفظائع قتل الإنسانية بكل عناوينها ؟
وتابع : غاية ما يتفوه به الغربيون من الزور قولهم : «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»؛ ولست أدري ولا المنجم يدري لماذا ليس لغير "الإسرائيليين" حق الدفاع عن أنفسهم ؟!
وعن "اسباب اختلاف مواقف المسلمين السياسيين ضد أو مع الصهيونية"، قال الشيخ الزين : ان شعوب المسلمين بصورة عامة غير مختلفة في موقفها مما يجري في فلسطين، لكنها مغلوبة على أمرها، وليس لها قرار في دعم المقاومة، رغم قدرتها على الإنتفاضة على حكامها، وفي العادة لا بد من ثائر يقود تحركها وانتفاضتها.
واضاف : أما أسباب اختلاف سلاطين المسلمين في دعم الحق أو دعم الباطل فهي متعددة، منها :
أ ـ فرض الغرب بعضَ أذنابهم حكامًا، فأجلسوهم على سدة السلطة بطرق ملتوية، وشراء للذمم، وإغراءات يسيل لها لعاب المعدمين من المال والأخلاق. فهم يخشون من مغبة مخالفة أسيادهم، وإزاحتهم عن مكانتهم. وبخاصة بعدما رهنوا بلادهم للأجنبي مقابل حمايتهم من شعوبهم، ولضمان استمرار تربعهم على عروشهم.
ب ـ انقلاب بعض السلاطين على أعقابهم، وعودتهم القهقرى إلى ما كان عليه أجدادهم من الوثنية أو العرق اليهودي، أو الانغماس في ملذات الغرب.
ج ـ تملك جنون السلطة بنفوس ذوي العقد النفسية، مما يدفعهم إلى التكبر والتجبر على شعوبهم، لسد فراغ الشعور بالحقارة، تمامًا كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : «ما تكبَّر امرؤٌ أو تجبَّر إلَّا لِذلَّة وجدها في نفسه.
واكمل العالم الاسلامي في دولة السنغال، حواره بالحديث عن السبيل الى خروج الحكام المسلمين عن صمتهم، وقال : يكمن الحل الى خروج أغلب حكام المسلمين عن صمتهم، في عودة هؤلاء إلى دينهم، فبالعودة إلى مبادئهم إن كانوا ذوي أخلاق وقِيم، ثم تحلِّيهم بالشجاعة لاتخاذ قرارِ الخروج من عبودية الغرب والخنوع له، يحافظوا على كرامة أوطانهم وشعوبهم.