اكاديمية سورية : الرد على اغتيال الشهيد هنية سيكون رادعا ومؤلما للكيان الصهيوني
تنـا - خاص
رأت الدكتورة "صفاء قدور قدور" وهي استاذة في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة الشام الخاصة في سوريا، ان "الرد على جريمة الاغتيال التي حدثت في عاصمة الجمهورية الاسلامية طهران وادت لاستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الدكتور اسماعيل هنية، سيكون ردا رادعا ومؤلما للكيان الصهيوني وداعميه".
شارک :
واضافت الدكتورة قدور، في حوار مع وكالة انباء التقريب (تنـا) حول تداعيات الاغتيال الذي طال الشهيد هنية، ان "هذا الرأي ينبثق في الواقع من تصريحات قادة المقاومة الذين عبروا بشكل واضح عن طبيعة الرد المرتقب ولكن دون تحديد الزمان والمكان، لأن هذا التحديد يحتاج لحكمة وبصيرة ودقة ويقين بأن الضربة التي ستوجه للعدو ستحقق الهدف منها، وهذا ما عهدناه من قادة المحور على مدى سنوات الصراع مع هذا الكيان وقوى الاستكبار العالمي، وهذا ما عبر عنه قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي خامنئي (دام ظله الوارف) بقوله "على العدو ومن خلفه ان ينتظر ردنا الآتي حتما إنشاءالله لا نقاش في هذا ولا جدال، وبيننا وبينكم الآيام والليالي والميدان".
ولفتت الاستاذة الجامعية السورية، بان "هذا دليل واضح على الرد الحتمي من قبل محور المقاومة على كل من الكيان الصهيوني وداعميه من عرب متصهينين وغرب مستكبرين"؛ وايضا هناك دليل آخر على الرد الموجع للكيان الصهيوني اقتصاصا لدم القائد الشهيد اسماعيل هنية، وهو ما قاله فخامة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بان الكيان سيندم".
وردا على سؤال حول، الرسائل التي تنبعث من جريمة اغتيال الشهيد هنية الذي كان يقود الوفد الفلسطيني المفاوض مع الاحتلال لوقف النار بغزة، رات الدكتورة قدور، بأن "هذا العدو المجرم لا يريد إيقاف إطلاق النار، بل يرفض رفضا قطعيا إنهاء الحرب على غزة، ويريد استمرار الحرب واستمرار الإبادة الجماعية بحق أهل القطاع بغية تفريغها من سكانها وتحقيق الهدف الصهيو – أمريكي.
واوضحت هذه الباحثة السورية، ان "اقدام العدو على ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق الشهيد اسماعيل هنية يعود لسببين هما : السبب الأول / هو نتيجة للوضع المأزوم والمهزوم الذي يعيشه الكيان الصهيوني على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ داخليا الكل يعلم مدى الضغوط الداخلية التي يعاني منها القادة الصهاينة وفي مقدمتهم نتنياهو سواء على الصعيد المدني او العسكري فعلى الصعيد المدني تتجلى من خلال مطالبة أهالي الأسرى باستمرار للافراج عن أبنائهم وتنظيم المظاهرات شبه اليومية والاعتصامات المطالبة بذلك، أو من خلال مغادرة العديد من المستوطنيين الصهاينة للأراضي الفلسطينية المحتلة".
واضافت : اما الصعيد العسكري، يتجلى في حالة التمرد والعصيان من قبل الجنود الصهاينة ورفض الشباب الالتحاق بـ "الجيش"، اما السبب الثاني : فهو انكشاف حقيقة الاجرام الصهيوني للعالم بأسره وتأليب الرأي العام ضد الكيان الصهيوني رغم امبراطوريات الإعلام والمال التي عملت منذ احتلال فلسطين عام ١٩٤٨ على قلب الحقائق من خلال تصوير أصحاب الحق والمعتدى عليهم الفلسطينيين بأنهم "إرهابيين وقتلة" مقابل تصوير المعتدين والقتلة المحتلين الصهاينة على أنهم "الضحية".
وتابعت : من جهة أخرى، أرى بأن هناك سبب آخر لابد من ذكره وهو يكمن وراء ارتكاب هذا الكيان المجرم جريمة الاغتيال بهدف استغلال الواقع السياسي في الولايات المتحدة الامريكية، هذا الواقع الذي يعد فرصة من ذهب وذلك من خلال تسابق كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للانخراط المباشر إلى جانب الكيان الصهيوني والتاكيد على تقديمه الدعم غير المحدود وذلك بغية نيل دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لإيصال مرشحيهما إلى سدة الحكم".
وحول مسؤولية المحافل الدولية قبال التطورات ما بعد اغتيال الشهيد هنية، والالية المناسبة لكبح جماح العدو في المرحلة الراهنة؟
قالت الاستاذة بجامعة الشام : في الواقع أثبتت الأحداث التي مرت وتمر بها المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، مدى العجز الذي تعاني منه المنظمات الدولية، وفي مقدمتهم هيئة الأمم المتحدة، باعتبارها الجهات المعنية لمحاسبة المجرمين والمعتدين وملاحقتهم واحقاق السلم والعدل الدوليين، وذلك بسبب سيطرة قوى الاستكبار العالمي على تلك المؤسسات.
واضافت الدكتورة قدور : اما على الصعيد الإقليمي، فنلاحظ بأن واقع "جامعة الدول العربية" هو ليس افضل حال من هيئة الأمم المتحدة، حيث تحولت هذه الجامعة من منبر "للتعاون بين الدول العربية والتنسيق لمواجهة اي خطر يتعرض له أي قطر من اقطار الوطن العربي كما نص ميثاقها"، تحولت إلى منبر للتآمر ونشر الفتن والفوضى بين تلك الاقطار.
ومضت الى القول : لذلك أرى بأن الآلية المناسبة لكبح جماح هذا العدو، هو وضع استراتيجية للمقاومة الشعبية تضم كل الشرفاء في العالم وتكون رديفا لاستراتيجية محور المقاومة التي أثبتت مدى انسانيتها وحضاريتها من خلال تمسكها بالحق ودفاعها عن انسانية الإنسان المظلوم في كافة بقاع العالم.
وحول، تداعيات اغتيال الشهيد هنية، على مسار المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، رأت الباحثة الاكاديمية السورية الدكتورة قدور قدور، أن "من أهم تداعيات هذه الجريمة هو ازدياد وتصاعد عمليات المقاومة في فلسطين وجبهات الاسناد ودخول المواجهة مرحلة جديدة بعد ان تجاوز المجرم نتنياهو كل الخطوط الحمراء؛ مشددة بانه "من المستحيل البقاء على قواعد الاشتباك التي كانت قبل عملية الاغتيال، فما بعد هذه الجريمة ليس كما قبلها؛ وأتوقع انه من أبرز التداعيات هو اعتماد الضربات المزدوجة التي سيتم توجيهها في ذات الوقت لكل من الصهاينة والامريكان.
واكملت : إذا ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية حماقة ودخلت بشكل مباشر في المواجهة، فإن قواعدها المنتشرة في المنطقة ستكون تحت مرمى نيران المقاومة وأهدافها المباشرة مما سيجعل مصير تلك القواعد التفجير والزوال.