سوريا تدفع ثمن مواقفها الداعمة للمقاومة في غزة ولبنان
تنـا - خاص
اكدت الاستاذة في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية لجامعة الشام الخاصة "الدكتورة صفاء قدور"، بان السبب وراء تنشيط الجماعات الارهابية في الشمال السوري وتحديدا مدينتي ادلب وحلب فور الاعلان عن وقف اطلاق النار بلبنان، هو "لصرف انظار الداخل الصهيوني عن الهزيمة التي لحقت بالكيان الاسرائيلي المجرم في مواجهة رجال حزب الله اللبناني الذين مرغوا أنوف الصهاينة ودول الاستكبار العالمي والتخلف العربي الداعم للكيان، وايضا لمحاسبة سوريا والانتقام منها على مواقفها الداعمة للمقاومة الاسلامية في كل من غزة وجنوب لبنان".
شارک :
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الاستاذة الجامعية السورية الدكتورة قدور، وذلك في ظل التطورات الاخيرة بسوريا وتداعياتها على المنطقة.
واضافت : نعم هناك تناغم وتنسيق وترابط عضوي بين الكيان الصهيوني والجماعات الارهابية، وهذا ليس جديدا إنما منذ اندلاع الحرب العدوانية على الدولة السورية مطلع عام 2011م وحتى الان بدا التنسيق بين الجانبين المجرمين، وقد تجلى ذلك من خلال انشاء غرفة عمليات الموت في الاردن والتي كانت تدار من قبل ضباط صهاينة وقادة الارهابين والاستخبارات البريطانية والاردنية؛ لافتة في السياق الى معالجة الارهابيين داخل مشافي الكيان الصهيوني وتزويدهم بالخرائط لاستهداف المواقع الحيوية للدولة السورية وتدميرها.
واكدت الدكتورة قدور، بان "هذا التناغم والتنسيق ليس مستغربا طالما ان الطرفين هما نتاج فكر واحد وهو الفكر الامريكي المادي المتوحش".
وفي اشارة الى مخطط الكيان الصهيوني للمنطقة خلال مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار بلبنان، اوضحت هذه الباحثة الاكاديمية السورية، بان "اسرائيل" ستعمل على تدمير سوريا لانهاء دورها المحوري في دعم حركات المقاومة وبالتالي اضعاف المحور المقاوم في المنطقة والتخلص منه.
وعن الدور والموقف الروسي قبال هذه التطورات، رات السيدة قدور، بان "روسيا لن تتخلى عن سوريا حفاظا على مصالحها في المنطقة، وبشكل خاص الابقاء على موطئ قدم لها في المياه الدافئة".
واضافت : لذلك ستكون روسيا شريكا للجيش العربي السوري في شن الهجمات الجوية على مواقع الارهابيين، كما فعلت خلال سنوات مواجهة تنظيم داعش الارهابي منذ عام 2015 ولغاية 2017م.
كما تحدثت الاستاذة في جامعة الشام الخاصة، عن "موقف الجامعة العربية مما يحدث في سوريا، نظرا لعودة الاخيرة اليها، بعد القرار الظالم وغير الشرعي من قبل الجامعة بتعليق عضوية سوريا رغم انها من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية".
وقالت الدكتورة قدور : في الحقيقة لا أعتقد بان الجامعة العربية سيكون لها اي موقف ايجابي تجاه سوريا، لعدة أسباب؛ اولا أن اعضاء الجامعة حديثي العهد من دول التخلف العربي، هم شركاء في الحرب على سوريا، وثانيا ان الجامعة ومنذ انشائها لم تقم بدور يذكر لإخماد التوتر في اي منطقة، بل على العكس كانت تؤجج التوترات وتدوّل القضايا العربية ومنها الحرب الارهابية على الدولة السورية.
ونوهت الباحثة الاكاديمية السورية الى واجب العالم الاسلامي من هذه الهجمة التكفيرية والارهابية الشرسة على سوريا، واوضحت : ليس في ظل هذه التوترات، بل في ظل هذه الحرب الوجودية والابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في كل من غزة وجنوب ولبنان وما ترتكبه المجموعات الارهابية بسوريا، يتعين على الدول الاسلامية ان تقف موقفا موحدا وبطوليا بوجه هذه الممارسات الوحشية؛ وباعتقادي ان مواجهة الاجرام الصهيو- غربي المتوحش والعربي المتخلف والمتخازل، أصبح فرض عين وليس فرض كفاية.
واكملت قدور : ان من اهم السبل الكفيلة بتعزيز المواقف الاسلامية والعربية لافشال المخطط الصهيو- امريكي خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية، هو العمل بما امرنا به الله سبحانه وتعالى لنصرة بعضنا البعض وأن نعد ما استطعنا من قوة ورباط الخيل نرهب به عدونا وعدو الله، وأن نعي تماما بان المقصود ليس فقط سوريا او لبنان اوفلسطين او العراق او اليمن، إنما المقصود هو العالم الاسلامي بأكمله وما اتبعه هؤلاء المجرمون من اساليب للاساءة الى مبادئ ديننا الاسلامي السمحة اكبر دليل على ذلك.. ومن هنا يتوجب علينا كعالم اسلامي ان نسعى لتحقيق التضامن والتعاون ومواجهة عدونا المشترك الذي نبهنا قادتنا لخطره وفي مقدمتهم الامام آية الله الخميني(رض)، والذي شبه الكيان الصهيوني بالغدة السرطانية التي يتوجب علينا جميعا التوحد لاستئصالها.