و أضاف مختار البلدة أنه بعدما أتت الجهة التي تقوم بمسح البلدة تم مسحه بإسم جمعية الشهيد الثاني و قدمنا كتاب للوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله أننا نحتاج لمركز ثقافي في القرية يضم مكتبة للشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجبعي ويتألف المركز من قاعة للمحاضرات ، مكتبة للكتب و الحواسيب، والطابق الأول مسجد للنساء والرجال ، وخلفه هنالك حديقة للمطالعة ، و هو قيد الإنشاء ويحتاج لمدة سنة تقريباً. فقدم لنا سماحة السيد الدعم المادي و نحن شاكرين له هذه الخطوة و للجمهورية الإسلامية الإيرانية .
من جهته أوضح لنا إمام مسجد البلدة الشيخ طليع زين الدين أهمية هذا الخطوة "المباركة"، فلم يكن ثمة مكان في مسجد البلدة للنساء تمكنهم من المشاركة في الصلاة ذلك أن صغر حجم المسجد لا يتسع لفصله لقسمين لافتاً إلى أن ذلك قيد التحقق في مشروع المركز الثقافي للشهيد الثاني حيث سيتم بناء مسجد للرجال و مصلى للنساء و فيه قاعة ومكتبة للشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجبعي.
و قد ألّف أكثر من ثلاثين مؤلَّفاً، نذكر أشهرها:
١- الروضة البهيّة في شرح اللُّمعة الدمشقيّة ـ عشرة أجزاء
٢- مسالك الإفهام في شرح شرائع الإسلام ـ في سبعة مجلّدات.
٣- تمهيد القواعد الأُصوليّة والعربيّة.
٤- التنبيهات العَليّة على وظائف الصلاة القلبية.
٥- مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد.
٦- مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد.
٧- جوابات المسائل.
٨- الفوائد المليّة في شرح النَّفليّة.
٩- حقائق الإيمان.
١٠- الدراية (في الحديث).
١١- غُنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين.
١٢- منار القاصدين في معرفة معالم الدين.
١٣- كشف الرِّيبة عن أحكام الغِيبة.
إضافة إلى: منسك الحجّ والعمرة، ورسالة في عشرة علوم، وكتاب الرجال والنسب، والاقتصاد والإرشاد.. في الأُصول العقائدية، والفروع والواجبات الفقهيّة.
كما استطاع الشهيد الثاني رضوان الله عليه أن يصلح مجتمعاً غارقاً في الجهل والفساد، فبثّ فيه الخير والنور والفضيلة، وأحيا فيه معالمَ الدين التي عَفَت آثارها، مُجدِّداً شعائر السُّنن الحنيفيّة.
ثمّ كان منه أن عَمَّر مساجد الله وأشاد بنيانها، ورتّب وظائف الطاعات فيها معظِّماً شأنها، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، مرشداً أصحابَ العبادات في مناسكهم وشعائرهم، مخلصاً لله تعالى بأعماله، فتأثّرت القلوب بأقواله.
إنّ ما امتاز به الشهيد الثاني أيضاً هو إخلاصه لعقيدته وغَيرته على دينه، وجهاده وتفانيه من أجل الحقّ الإلهيّ.. حتّى شرّفه الله تعالى بخاتمة مباركة.
فبالرغم من الروح الإنسانيّة والأخلاقيّة التي تحلّى بها الشهيد الثاني مع المسلمين المخالفين له في الرأي، إلاّ أنّه لم يسلم من الضغط الشديد والمراقبة الخانقة وإحاطة العيون والجواسيس بمنزله. حتّى اضطرّه ذلك إلى ترك مدينة (بعلبك) سنة ٩٥٥ هجريّة والرجوع إلى بلدته (جُبَع). ولم يَنتهِ الحقد الدفين، فما يزال في قلوب أعدائه فاغتاله أحد أزلام ملك الروم بوشاية من قاضي صيدا. وقد كانت شهادته رضوان الله عليه سنة ٩٦٥ هجريّة، عن عمرٍ مبارك لم يتجاوز الرابعة والخمسين أو الخامسة والخمسين عاماً.
إعداد و تصوير : بتول زين الدين