تاريخ النشر2012 7 August ساعة 11:46
رقم : 104968

السيد نصر الله : الامة تواجه خطرين اسرائيل والتيار التكفيري

تنا - بيروت
المقاومة هي قوة الردع للعدو، ماحدث في سيناء محزن ولا صلة له بالاسلام. الحوار هو الحل لكل القضايا، الشيعة لا يريدون الحكم ولا القيادة انما يحترمون كل الطوائف الذي يقوم عليها لبنان.
السيد نصر الله : الامة تواجه خطرين اسرائيل والتيار التكفيري
دان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "الحادثة المأساوية التي حصلت في سيناء عند الحدود وما تعرض له ضباط وجنود مصريون حيث ذكرت وسائل اعلام أنه قتل ١٥ او ١٦ ضابطاً وجندياً مصرياً وايضاً على ذمة الإعلام انهم قتلوا ذبحا وعند وقت الإفطار"، مشيراً الى ان "هذه حادثة محزنة ومؤلمة، ومن المحزن ان ينسب الى الدين والاسلام والمقاومة او يرفع له شعارات من هذا النوع".

وتوجه السيد نصر الله، في كلمته خلال حفل الإفطار المركزي لمديرية الأنشطة النسائية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية، بالتعزية الى القيادة المصرية والجيش المصري وعائلات الضباط والجنود الشهداء، لافتاً الى ان "الرابح الأكبر في هذه الحادثة هو إسرائيل وهي التي ستحصد نتائج هذه الحادثة ولذلك يمكن الانسان ان يقول انها حادثة مشبوهة في خلفياتها واستهدافاتها".
الى ذلك، أضاف سماحته ان "قطاع غزة الذي كان ينتظر الإنفراج مع التحولات في مصر عاد الى الحصار مع اغلاق الانفاق، المصريون يدفعون الثمن وهناك من يريد اخذ مصر وشعبها وجيشها ومسلميها ومسيحييها الى الفتنة المتنقلة، واسرائيل هي المستفيد الاول"، مؤكداً أن "هذا النوع من الاحداث لا صلة له اساساً بالاسلام ولا بالدين او القرآن، هناك تهديدان حقيقيان للأمن والاستقرار في المنطقة اولا "إسرائيل" وثانياً العقل التكفيري التقتيلي التذبيحي الذي يعمل على نشره في العالم العربي والاسلامي وتقف وراءه حكومات عربية تموله من النفط العربي".

في سياق آخر، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "هذه الايام مؤلمة وحزينة بسبب ما يجري حولنا في المنطقة، في سوريا قتل ودمار وخطف زوار لبنانيين وايرانيين،
في العراق تفجيرات متنوعة، وفي البحرين أيضا خطف ناس مسالمين وأيضا ما يجري في القطيف"، مضيفاً أنه "يسجل غياب الحكومات والانظمة مما يجري بل الكثير متورط في تعميق هذه الجراحات ودفع الامور الى المزيد من الازمة والشدة والصعوبات".

وعن المقاومة، أكد سماحته أن "هذه القضية ذات اهتمام متواصل محلي واقليمي ودولي خصوصاً فيما بعد سنة ٢٠٠٠ لأن هناك مستوى كبير من الاستهداف للمقاومة وهناك واقع وحقيقة انه بالنسبة "للاسرائيلي" يعتبر ان المقاومة في لبنان باتت تشكل التهديد الاول لمصالحه وعدوانه ومشاريعه وهذا واضح"، مضيفاً "هذا يوصلنا الى حقيقة ان "اسرائيل" اذا ارادت الاعتداء على لبنان فهناك من تخشاه و تحول الوضع اليوم الى ان القلق الاول "لاسرائيل" هو لبنان بسبب وجود المقاومة وهذه نتيجة طبيعية وتأتي بسبب الهزيمة النكراء التي لحقت باسرائيل عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٦، هذا يفسر اليوم كيف ان "اسرائيل" لم تستغل احداث المنطقة لتهجم على لبنان رغم ان تاريخها يقول ذلك". 

وأضاف سماحته أن "إسرائيل لها حساب لتصفيه مع لبنان وكل الدوافع موجودة "لاسرائيل" لكي تعتدي على لبنان لكن المانع هو خوفها من الفشل لان في لبنان مقاومة قوية ومحتضنة ايضاً من جزء كبير من الشعب اللبناني"، مشيراً إلى أن "كل السلاح عند اغلب الجيوش العربية لا يخيف "اسرائيل" ولكن اذا دخل اي سلاح كاسر للتوازن يهددون فورا بالحرب، هذا يعني ان لبنان يملك قوة ردع اسمها المقاومة وهذه نتيجة موجودة اليوم في واقع لبنان، اذا كان لبنان يملك قوة ردع يجعل اسرائيل تفكر ألف مرة قبل ان تعتدي عليه فهذه نعمة، كيف نتصرف مع هذه النعمة؟".

كما تساءل السيد حسن نصر الله "هل فعلاً اليوم نحن في ظلّ ما يجري بالمنطقة هل وصلنا الى اليوم الذي نستطيع ان نستغني فيه عن قوة المقاومة؟"، مضيفاً "هل وصلنا الى اللحظة المناسبة لان نستغني عن المقاومة؟ وهذا سلاح لنا ايضا، ما هي قوة الردع البديلة التي يمكن ان تتوفر للبنان كي نطمئن ان "اسرائيل" تخشى الاعتداء على لبنان؟ هل اطماع "اسرائيل" بأرضنا ومياهنا انتهت؟ حتى في مسألة النفط والغاز فهناك اهتمام "اسرائيلي" بالغ بهذا الموضوع".

وأضاف السيد نصرالله "هل ستكتفي "إسرائيل" بما عندها من نفط وغاز؟ ما هي ضمانات لبنان ان يحصل على نفطه وغازه؟ لدينا
رؤية منطقية ومجربة نقدمها لكن هناك آخرين ليس لديهم رؤية اخرى ويريدون فقط ان نسلم سلاحنا"، متسائلاً "هل يستطيع الجيش ان يشكل قوة ردع؟ يجب ان تكون قوته توازي قوة الجيش "الاسرائيلي" وحينها يمكن ان يحقق ذلك قوة ردع، ولكن هل يمكن التوصل لذلك؟". 

كما رأى سماحته أن "البعض يقول إن هناك مخاوف من وجود المقاومة وسلاحها خصوصا أن هذا السلاح موجود لدى جهة محددة من طائفة محددة، هذا يعني ان الطوائف الاخرى تقلق وتخاف، المقاومة تشكل حاليا قوة ردع، الصحيح ان نعالج المخاوف لا أن نلغي المقاومة ونعرض البلد كله لمخاطر وجود إسرائيل"، موضحاً  "يقولون لا انتخابات في ظل السلاح ومنذ بضعة ايام حصلت انتخابات في الكورة وشهدوا على نزاهتها، وكل هذا حصل في ظل السلاح، سلاح المقاومة للمقاومة ولا يؤثر على الانتخابات لا سلبا ولا ايجابا وكل الانتخابات التي جرت لا يسجل انه كان لسلاح المقاومة أي تأثير عليها".

في اطار آخر، لفت السيد نصر الله إلى "موضوعي الفساد والطائفية، فالحال منذ سنوات طويلة انه ليس فقط الفئة الاولى في الدولة على اساس المحاصصة الطائفية بل الفئة الثانية ايضا والثالثة والرابعة"، مشيراً الى انه "كلما اوغلت الطائفية في النفوس بات اصعب إزالتها من النصوص، هناك قوى سياسية لا تستطيع ان تبقى حاضرة في المشهد السياسي الا على اساس التحريض الطائفي والمذهبي".

في سياق متصل ، اوضح سماحته "يقولون ان سلاح المقاومة مانع لقيام الدولة، هل كان هناك دولة قبل وجود المقاومة؟ لم يكن هناك دولة قبل التسعين وهل نحن منعنا قيام الدولة؟ ابدا، يخبؤون الاسباب الحقيقة ويخترعون اسبابا وهمية، الاسباب الحقيقية لها علاقة بهم وبغيرهم، السبب الاول الطائفية في لبنان"، لافتاً الى ان "الراحل كمال جنبلاط كان يتحدث عن شعوب لبنانية وهذا شيء من التوصيف اليوم، نحن في لبنان طوائف وعندما نريد اقامة نظام على قاعدة المحاصصة الطائفية والصراعات الطائفية لا يركب نظام ودولة، اذا اردنا اقامة
دولة وطنية عصرية على قاعدة المحاصصة والتجاذب الطائفي لن تركب دولة حقيقية، ونحن منذ تشكيل لبنان الكبير لدينا ازمة اسمها ازمة الدولة". 

كما أكد السيد نصرالله "اذا كان هدفي تحرير الشريط الحدودي كله فهدفي وطني، عندما تعنيني كل حبة تراب وماء في لبنان أكون وطنيا، الوطنية ليس بالادعاء بل بالممارسة"، مشدداً على أنه "من يفكر بالسلم الاهلي ووحدة اللبنانيين وعيش واحد يجب ان يزيل من باله انه طائفة يجب ان يقود الآخرين".

وأضاف سماحته ان "قوى ١٤ آذار تريد ان تسلم المقاومة السلاح وان ترحل حكومة ميقاتي لتتسلم هي الحكم، نسألهم اذا تسلمتم الحكومة هل تستيطعون حماية لبنان؟ هل تستطيعون مكافحة الفساد؟ كيف يمكنهم ذلك وهم جزء كبير من الفساد"، لافتاً الى انه "كان لدينا فرصة للسيطرة على البلد في ٧ أيار ولم نفعل ولا نريد ذلك، حكاية الطائفة الحاكمة انتهت ولا يمكن لاي طائفة ان تحكم لبنان، الطائفة القائدة في لبنان ايضا موضوع انتهى، من يفكر بهكذا عقلية يريد اخذ البلد الى مزيد من الازمات".
في السياق أعلن الأمين العام لحزب الله، باسم الطائفة الشيعية "اننا لا نريد ان نكون لا طائفة حاكمة ولا طائفة قائدة بل نعترف ان لبنان يقوم بكل طوائفه وباحترام متبادل، لا تستطيع اي طائفة مهما بلغت من قوة ان تحكم لبنان"، مشيراً الى انه "يوم حصلت احداث ٧ ايار كان هناك حكومة بتراء اعتدت على المقاومة وحصل ما حصل وتعطل البلد، جاء وفد من الجامعة العربية قال لنا ماذا تريدون لحل الوضع، وكان طلبنا ان تتراجع الحكومة عن قرارها بشأن الاتصالات وثانيا عودة اللبنانيين الى طاولة الحوار".

الى ذلك، اوضح سماحته انه "لدينا سلاح منذ ثلاثين سنة وافضل ظروف للسيطرة على البلد كانت موجودة بالسنوات الماضية لكن لم نقم بذلك لاننا لا نريد ذلك ولن نفعل ذلك، ولو كان لدى اي من قوى ١٤ آذار ما نملك من سلاح لكان هيمن على البلد"، لافتاً إلى انه"نحن اكبر المستفيدين في لبنان من قيام دولة وطنية حقيقية، لا استئثار فيها ولا حرمان ولا تهجير للبنانيين من اراضيهم وضيعهم، دولة تمنع التحريض المذهبي والطائفي". 

 في سياق آخر، لفت سماحته الى أن "اميركا والغرب يريدون تدمير سوريا ويمنعون الحوار فيها، مع العلم ان ما يجري فيها يدمي القلب على المستوى الإنساني، اذا تركت الامور للحسم العسكري فالامور متجهة للمزيد من القتل والذبح".


https://taghribnews.com/vdch-knz623nvwd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز