تكثر الأصوات في الفضاء الدولي والإقليمي والمحلي في وجهتين متعاكستين،إحداهما تكرس الحق والأخرى تناشد الباطل،من الهدنة في سوريا وإلتزام خطة الإبراهيمي إلى الأبواق المتصهينة المستنكرة لإنجاز أيوب في ظل مناورة صهيو - أميركية كبرى، يغطي المشهد ضبابٌ كثيف يخنق المضلّلين و ينجلي بنور المقاومة
شارک :
أن يُحيك الإسرائيلي والأميركي المستكبر ومن لف لفهم المكائد والدسائس للمقاومة في المنطقة فهو أمر تعودنا عليه،أما أن نسمع أصواتاً من الداخل تحوّل الإنجازات العظيمة في صراعنا مع العدو كالاختراق المبهر لطائرة أيوب إلى إنجاز لفئة مذهبية على حساب فئة أخرى وإدخال ما هو واجب المقاومة في بازار الخلافات السياسية فهو أمرٌ مشبوه إلى أبعد الحدود..
من الوضع الداخلي اللبناني واللعب على قانون الإنتخاب سعياً خلف الكُرسي،إلى المناورة العسكرية الصهيو - أميركية الكبرى القادمة التي تؤكد الإستراتيجيا القائمة بين أميركا وربيبتها إسرائيل ضد العرب والمسلمين،ناهيك عن المشروع الإنتخابي لنتنياهو المتبجح بحملة إستيطانية جديدة،تحط جولتنا في سوريا حيث تفرض الأوضاع على جميع العقلاء ملاقاة دعوة الإبراهيمي إلى هدنةٍ تكون خطوةً أولى في خطّ الحل السياسي لا أن تكون مجرّد إيجاد حالة من الراحة لحركة السياسة الدوليّة فيما يعلو صوتُ المناورات الإسرائيليّة الأمريكية المشتركة.. أما مخاطبة أحد القادة العرب لرئيس الصهاينة بإعتباره صديقاً في حين آلاف الفلسطينيين يٌقتلون ويشردون،فحدّث ولا حرج!
هواجس كثيرة لمعت في الأفق الدولي والإقليمي والمحلي لتنعكس على خطباء منبر الجمعة المنادون إلى الوحدة ثم الوحدة
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في السياق، دان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ما يجري في فلسطين متأسفاً أن "يخاطب أحد قادة العرب الرئيس الصهيوني بإعتباره صديقاً عزيزاً فيما يشرد الصهاينة العرب من ديارهم وأرضهم في فلسطين ليبنوا على أنقاضها المستوطنات"،مضيفاً "أي ظلم وقتل أشد من أن يشرد الإنسان من أرضه ويقتل فهل يعقل أن يكون القاتل والمجرم صديقاً"!
في المقابل، طالب الشيخ قبلان العرب والمسلمين بأن "يتقوا الله ويعملوا بخط الإعتدال ويبتعدوا عن الفتن والبغضاء فيكونوا عقلاء في تصرفاتهم"،مضيفاً "نحن نخاطب ضمائر البشر وعقولهم ونقول لهم كونوا أمةً وسطاً تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتبتعدوا عن الضلالة والمنكر".
وفي ظل إقتراب موعد الحج لفت الشيخ قبلان إلى أن الحج هو لقاء المسلمين الذي يفرض علينا إن نوحد صفوفنا ونتحرك من خلال الوحدة والاعتدال بعيدين عن الجاهلين، عاملين في خط الإسلام الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لنكون من أهل الخير والمحبة".
على صعيد آخر، طالب سماحته الشعب السوري والبحريني بأن "يسلكوا سبل الحق فيبتعدوا عن طريق الباطل"،موضحاً أن "على المسلمين في كل بقاع الأرض أن يرحموا بعضهم البعض فلا يظلموا ويكونوا رحماء فبعض بلاد العرب والمسلمين أصبحت ألعوبة بيد الشر والباطل أما الإسلام فيحفظ المُسلمين ويسدّدُ خُطاهم شرط أن يكونوا مع الحق بعيدين عن الفتنة والفساد والضلالة".
رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق بدوره، ناشد رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق الأطراف المتحاربة في سوريا والدول الداعمة والمحرضة التخلي عن أنانيتهم والمسارعة إلى وقف القتال وإعتماد الخيار الوحيد أمامهم ألا وهو الحوار من أجل إنقاذ أهلهم وبلدهم من الدمار إكراماً لهذه الأيام الفضيلة ولعيد الأضحى.
وفي خطبة الجمعة،أضاف الشيخ عبد الرزاق " يا حكام العرب الظالمين والتآمرين لا تفرحوا كثيراً فإن الله سيفضحكم ويقتص منكم ومن علماء السوء الذين ينشرون ثقافة الفتنة والإقتتال".
أما عن موضوع طائرة أيوب التي خرقت كل الأسلحة والأجهزة الإسرائيلية قال الشيخ عبد الرزاق "نحن لا ننتظر المديح والثناء من أشخاص هم بالأساس وعلى مدى عقود من الزمن يعملون لخدمة العدو الصهيوني"،مضيفاً "ولكن نقول للإسرائيليين عليكم أن نتنظروا الكثير من المفاجآت المرعبة والمدمرة فزمن أميركا الشيطان الأكبر قد ولى وجاء عهدالإسلام الجهادي المقاوم لكل طواغيت الأرض عرباً كانوا أم أجانب".
السيد جعفر فضل الله أما السيد جعفر فضل الله فقد تطرق إلى المشهد الفلسطيني حيث لفت إلى أن كيان العدو الإسرائيلي يتحضر لأكبر مناورتين في تاريخه،موضحاً أن "إحداهما مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية في ظل التصعيد الصهيوني في غزة المحاصرة،في الوقت الذي يُطلق فيه رئيس وزراء العدوّ دعايته الانتخابيّة على أساس المضيّ قُدُماً بمشروع الاستيطان، عبر شرعنة المستوطنات الإسرائيليّة المُقامة في الضفّة الغربيّة وبناء المزيد منها ضمن حكومة مقبلة يتوقّع أن تكون حكومة إستيطان بإمتياز، فضلاً عن مشروع تهويد القدس الذي بات يمثّل ثابتاً إستراتيجياً في حركة السياسة الإسرائيليّة".
في موازاة ذلك، رأى السيد فضل الله أن مشهد تعيين كل من مصر والأردن سفيرين لهما في كيان العدوّ، يُعطي صورةً مذلّة مشيراً إلى أن "ترحيب رئيس كيان العدوّ شمعون بيريز غير العادي بالسفير المصري الجديد في القدس لا في إيلات، يحمل دلالات ورموز سياسيّة لا تخفى على أحد".
إلى ذلك،طرح السيد فضل الله من على منبر الجمعة ثلاث نقاط أساسية أمام الرأي العام الإسلامي والعربي في ظل المشهد المتشابك الصور.
أما النقطة الأولى فقد تطرق فيها السيد فضل الله إلى الرسالة الموجهة من المناورات الإسرائيلية الأميركية المشتركة موضحاً "أنّها رسالة إلى من يهمّه الأمر، أنّ الشعوب العربية والإسلاميّة، مهما إقتربت أنظمتها من الديمقراطيّة، فإنّ الثابت في سياسة الإدارات الأمريكية هو كيان العدوّ الصهيوني، لأنّ العرب والمُسلمين لا حساب لهم بعد أن ألغوا أنفسهم بمراسيم أميريّة أو ملكيّة أو رئاسيّة أو ما إلى ذلك".
في السياق، أكد السيد فضل الله أن "هذا الأمر يجعلنا نعي أكثر فأكثر، أنّ وجهة السياسة الخارجيّة والعسكريّة والأمنيّة الأمريكية تجاه المنطقة، ليست إلا سياسة إسرائيليّة. وإن تمايزت أحياناً بفعل التكتيك، فإنّها لا تتمايز في الإستراتيجيا".
إلى ذلك، أشار أن "هذا الأمر يجعلنا نُدرك أنّ أيّ رهانٍ على أن تقف أيّ إدارة أمريكية إلى جانب الشعوب العربيّة في تحقيق إستقلالها الحقيقي، بما يعني تمكّنها من بناء دولها بناءً قويّاً عزيزاً، هو رهانٌ خاطئ، فالتّاريخُ أمامنا، والحاضر ماثلٌ بين أيدينا، وليس علينا إلا أن نفتح أعيننا، ونواجه الموقف بمسؤوليّة بدلاً من أن ندفن رؤوسنا في الرمال".
إلى النقطة الثانية،فقد قال السيد فضل الله أننا "لن نعلق على القصف المتجدّد لغزّة وإستهداف المجاهدين بالقتل والإغتيال، فذلك أصبح خبز الفلسطينيّين وملحهم، وهو جزءٌ من حركة الصراع الذي لم يكلّ فيه الفلسطينيّون رغم آلة القتل والتدمير، والمؤامرات والفتن، على مدى العقود الماضية"،مضيفاً أن "ما يُؤسَفُ له هو الصمتُ العربي والإسلاميّ حيال ذلك، فضلاً عن المشاركة العربيّة بهذا الحصار بطريقةٍ وأخرى، وكأنّنا أمام مشهد يستبطن الإعتقاد بحقّ العدوّ في ممارساته الوحشيّة الإرهابيّة، وأنّه ليس على المجاهدين إلا أن يستسلموا للأمر الواقع"!
كذلك لفت السيد فضل الله في النقطة الثالثة إلى أن "المناورات الأميركية الإسرائيلية التي تهدف لإبراز التفوق الإسرائيلي في المنطقة بما يشبه هزّ العصا لمن عصا، والمشروع الإستيطاني الذي يشبه إعلان حرب إستيطانية جديدة،إضافةً إلى تجدُّد القصف والإغتيال في قطاع غزّة، كلّ ذلك لم يؤثّر على أجندة الدبلوماسيّة العربيّة "المؤدّبة" أمام مخالب العدوّ المتعدّدة الأوجه".
إلى المشهد السوريّ، فقد شدد السيد فضل الله على أن "التعقيدات السياسيّة والأمنية التي وصلت إليها المنطقة في حركة اللعبة الدوليّة، تفرض على جميع العقلاء ملاقاة دعوة الأخضر الإبراهيمي إلى هدنةٍ في سوريا، والعمل على أن تكون هذه الهدنة خطوةً أولى في خطّ الحل السياسي الذي يُحافظ على وحدة سوريا"، متأملاً أن لا تكون الهدنة مجرّد إيجاد حالة من الراحة لحركة السياسة الدوليّة والإقليميّة فيما يعلو صوتُ المناورات الإسرائيليّة الأمريكية المشتركة.
رئيس جمعيّة "قولنا والعمل" في لبنان الشيخ أحمد القطان في الإطار نفسه،رحب رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطّان بزيارة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي للبنان، وتمنى على القيادات اللبنانية مساعدته لتنفيذ المهام الموكلة إليه بوجود حلّ سلمي وسياسي في سوريّا يُخرج البلد من نزيف الدم الذي يتخبط به الشعب إرضاء للمشاريع الغربية والعربية الحاقدة على سورية الداعمة لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين تحديداً.
الشيخ عفيف النابلسي إلى الوضع الداخلي اللبناني، رأى الشيخ عفيف النابلسي من جانبه أننا "وصلنا إلى حافة التقهقر الأخلاقي والوطني عندما يصل الأمر بالبعض للتنديد بالجيش وبالمقاومة والتآمر عليهما لأنهما يحميان البلد من العدوان والتقسيم"،وأضاف سماحته" بدل أن يفتخر هؤلاء بما أنجزته المقاومة من معادلة ردع جديدة حينما أطلقت طائرة أيوب فإذا بنا نسمع هنا هذا الكلام الذي يصدر من هذا الموقع وذاك بعيداً عن مصلحة لبنان وأمن شعبه وسيادته!
كما تساءل الشيخ النابلسي "ما البديل عن الجيش والمقاومة. هل البديل هو الفوضى والتقسيم وترك البلد مكشوفاً أمام الأعداء، أم هل البديل أن يغرق البلد في الحرب الأهلية والأمن الذاتي ليعود الاجتياح الاسرائيلي مرة أخرى؟ إنّ المقاومة والجيش صنعا الأمن والاستقرار والسلام والمنعة فهل نتخلى عن كل ذلك لنأتي بالجهل والدمار والخراب لبلدنا مرة أخرى"؟!
في سياق آخر، عزى الشيخ النابلسي التلاعب بقانون الإنتخاب كلما حان الإستحقاق الإنتخابي إلى بقاء الزعيم في السلطة،وبقاء حياة الناس على ما عليه من العنت والمذلة.
كذلك إستهجن الشيخ النابلسي المشهد المحلي اللبناني الرديء الذي نجد الزعيم فيه يعيش برفاهية ورخاء فيما المواطن ولقمة عيشه يأتيان في آخر الحسابات السياسية للسلطة،واصفاً المشهد بالواقع الذي لا يعبر إلا عن ثقافة سياسية مشوهة وناقصة وبعيدة عن أخلاقيات الحكم .
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الوتيرة نفسها،حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان اللبنانيين من الوقوع ضحية الصراعات الاقليمية والدولية، داعياً الجميع إلى عدم تحميل البلد ما لا طاقة له به،مضيفاً " فلتُوحّد الصفوف وليقتنع الجميع بأن المقاومة ركنٌ أساسي في قوة ومنعة لبنان، وأن الضرورة ماسّة للتمسك بها وتحييدها عن التجاذبات السياسية والطائفية والمذهبية".
إلى ذلك،قال الشيخ قبلان" لذلك ومن باب المصلحة الوطنية والنصح نتوجّه إلى المشكّكين والمتطلعين إلى المقاومة بعين المذهبية والمعايير الطائفية، لنقول لهم "إرحموا هذا البلد وأوقفوا كل بازارتكم وسمسراتكم، وكونوا في الموقع الذي يحصّن بلدكم ويوحّد صفوفكم ويجمع كلمتكم، على اعتبار مصلحة لبنان فوق كل الحسابات، وأن الكفّ عن سوق الاتهامات باتجاه المقاومة وتوصيفها بما لا يليق هو من مصلحة الجميع، ويخدم مشروع قيام الدولة الذي نأمل ان نكون جميعاً على مساره الصحيح" .
في المقابل،دعا المفتي الجعفري الممتاز إلى "التوجه لترتيب أوضاعنا الداخلية والإهتمام بشؤون الناس، ومعالجة أمورهم الحياتية من كهرباء ومياه وفرص عمل وملاحقة المحتكرين والمفسدين والناهبين للمال العام، والضرب بيد من حديد كل من يحاول زعزعة الاستقرار والعمل بمصداقية على اثبات هيبة الدولة في كل المناطق وبخاصة في المناطق التي تشهد حضوراً خجولاً للدولة ومؤسساتها".
وعن قانون الإنتخاب اللبناني قال سماحته "إن ما يجري حوله من حراكٍ يطغى عليه طابع التجاذبات المصلحية والكسبية بمختلف العناوين السياسية والطائفية والمذهبية، وتتحكّم به موازين الربح والخسارة على حساب المصلحة الوطنية"،مضيفاً "إننا نقول لكلّ القيادات السّياسيّة والحزبية والنيابية إذا كنتم تريدون فعلاً بناء دولةٍ وحفظ وطنٍ لا بد لكم جميعاً من سلوك الإتجاه الصحيح والواضح، الذي يتجلّى بقانون إنتخابي يعزّز الثقة والشراكة الوطنية ويسمح بإختيار مجلسٍ نيابيٍّ يجسّد آمال الناس وطموحاتهم قولاً وفعلاً".
تجمع العلماء المسلمين في لبنان من جهته،تطرق تجمع العلماء المسلمين في لبنان إلى السِّجال الحاصل في موضوع طائرة أيوب قائلاً "أن الخطر القادم من قبل العدو الصهيوني والإدارة الأميركية والدول الأوروبية في نشر الفتن هو أمر نتوقعه دائماً،أما أن نساهم نحن في الفتنة من خلال ممارساتنا ومواقفنا السياسية وتحويل الإنجازات العظيمة في صراعنا مع العدو الصهيوني كالاختراق الرائع لطائرة أيوب إلى إنجاز لفئة مذهبية على حساب فئة أخرى وإدخال ما هو واجب المقاومة في بازار الخلافات السياسية فهو أمرٌ غير طبيعي".
في هذا السياق أضاف بيان تجمع العلماء المسلمين " سمعنا من البعض إستنكاراً لعملية الطائرة ما لم نسمعه من الكيان الصهيوني نفسه، فإذا بأحدهم يعتبره خرقاً للـ ١٧٠١ فيرى هذا الخرق متناسياً عشرين ألف خرق وأكثر لا يعير لها بالاً ولا يستنكرها بل لعله يرحب بها، وترى آخر يسارع إلى اعتبارها نسفاً لهيئة الحوار الوطني، فيما نجد في عبارات ثالثٍ ما يشبه الإعتذار من الكيان الصهيوني"!
في المقابل،أعلن التجمع وبشكل واضح أن "طائرة أيوب إنجازٌ إستراتيجي يجب أن يتكرر ويطّور لخدمة الإستراتيجية الدفاعية للبنان"،موضحاً أن "على الذين يريدون من طاولة الحوار أن تكون سبباً لنـزع سلاح المقاومة أن يبحثوا عن طريق آخر فلو أرادت المقاومة تسليم سلاحها وهي لا تريد فإننا لا نجيز لها ذلك لا شرعاً ولا قومياً ولا وطنياً ونعتبر ذلك خيانة لله وللوطن وللأمة".
وللمقاومة يقول بيان التجمع " إمضوا في تطوير إمكاناتكم ولا تلتفتوا للناعقين فإنكم تصارعون عدواً يمتلك أحدث التقنيات والحرب اليوم هي حرب أدمغة أكثر مما هي حرب في المواقع والمواجهات على الأرض".