وخلفت هذه معارك ما لا يقل عن ١٢ قتيلا؛ الامر الذي يمثل اختبارا جديدا لحكومة البلاد؛ بحسب ما يراه مراقبون للوضع الليبي مابعد القذافي.
وقال محمد الحجازي بصفته "المتحدث" لما يسمى بـ "الجيش الوطني الليبي"، أن "مقاتلين غير نظاميين بقيادة اللواء خليفة حفتر قصفوا قواعد لجماعة أنصار الشريعة وجماعة إسلامية أخرى في بنغازي".
ودفعت أعمال العنف رئيس الوزراء، عبد الله الثني، لإصدار أمر للجيش النظامي بالسيطرة على أي مجموعات مسلحة بما فيها قوات حفتر في المدينة الشرقية حيث كثيرا ما يشتبك المسلحون مع الجيش وتكثر الاغتيالات والتفجيرات.
وفي علامة أخرى على اضطراب الأوضاع، قال مسؤولون ومصدر أمني، الجمعة، أن "الجزائر أرسلت فريقا من القوات الخاصة لإجلاء سفيرها وموظفي السفارة من ليبيا في طائرة عسكرية بعد أن وجه متشددون تهديدا للسفارة".
وقال محمد بو قفة، الناطق باسم كتيبة ١٧ فبراير ببنغازي، شرقي ليبيا، أن "مقر الكتيبة بالمدينة تعرض لقصف جوي من قبل طائرات عسكرية مجهولة الهوية".
وأوضح بوقفة ان "طائرات مجهولة قصفت مقر الكتيبة دون أن يسفر الهجوم عن إصابات بشرية؛ مضيفا أن "آثار الصواريخ التي أصابت مقر الكتيبة لازالت موجودة"؛ مشيرا الى ان "عناصر الكتيبة تمكنوا من إصابة طائرة هليكوبتر واسقاطها في منطقة الطلحية غربي بنغازي".
من جهة أخرى، نقلت وكالة الانباء الليبية عن مصدر مسؤول بقاعدة بنينا الجوية في بنغازي، أن "طائرات عسكرية أقلعت صباح الجمعة من القاعدة وقامت بقصف عدة مواقع محددة في ضواحي مدينة بنغازي".
وفي وقت سابق من يوم الجمعة ايضا، قال رئيس الوزراء المؤقت عبد الله الثني، أن "طائرة واحدة فقط خرجت من قاعدة بنينا، دون أوامر من رئاسة الأركان".
الى ذلك، صرح بشير الكبتي، المسؤول العام للإخوان المسلمين في ليبيا، ان "الدماء الليبية التي سالت ليوم تتحمل مسؤوليتها الحكومة الضعيفة وأصابع خارجية لدول تتحرك وتتلاعب بمصير ودماء الليبيين لتقضي على ثورة ١٧فبراير/شباط ضمن موجة مبرمجة لمحاربة ثوراث الربيع العربي في المنطقة".
واستنكر الكبتي تآمر أطراف ليبية ضد ابناء وطنهم مع دول خارجية في الوقت الذي كان ينبغي ان يجلس الحكماء من العقلاء من الطرفين لحل كل المشاكل العالقة والتي تعيق بناء ليبيا وتعبر بها الى بر الأمان.
هذا، و وجه الكبتي دعوة للموالين لنظام القذافي المنهار ان "يعودوا الى وطنهم ويكونوا ضمن المنظومة لليبيا اليوم ويتناسوا الماضي الذي لن يعود وعليهم فقط ان ينظروا الى الامام في عهد ديمقراطي جديد يتسع للجميع ولتكن البداية بحوار نشارك الآخرين الذين يدعون الى آلية في طاولة حوار تجمع الجميع دون استثناء ونتفق فيه على ثوابت ان الوطن خط احمر لايمكن المساس به".
الى ذلك قال رئيس الوزراء الليبي المؤقت، عبد الله الثني، "إن التحرك العسكري في مدينة بنغازي خارج عن شرعية الدولة".
وتابع الثني في مؤتمر صحافي بطرابلس، أن "١٢٠ آلية عسكرية فقط دخلت بنغازي، وهذا لا يشكل تهديدا"؛ مضيفا أن "طائرة واحدة تحركت من قاعدة بنينا ببنغازي، دون تعليمات من رئاسة الأركان الليبية".