اكاديمي تونسي يحذر من ظهور "الدولة الاسلامية المتطرفة" في بلاده
تنـا
د. مولدي لحمر : تنظيم أنصار الشريعة لديه مخطط سياسي ثقافي متكامل يرمي في نهاية المطاف إلى إرساء نظام متطرف في البلاد.
شارک :
اكد الخبير السياسي التونسي "الدكتور المولدي لحمر"*، أستاذ علم الإجتماع السياسي بالجامعة التونسية ومؤلف كتاب "الجذور الاجتماعية للدولة الحديثة في ليبيا"، اكد أن تنظيم "انصار الشريعة" المحظور يسعى لاقامة دولة اسلامية على الطريقة الداعشية؛ مشيرا الى ان "أسباب تصاعد الإرهاب في تونس ليست ظرفية؛ إذ أن تنظيم أنصار الشريعة لديه مخطط سياسي ثقافي متكامل يرمي في نهاية المطاف إلى إرساء نظام متطرف" في البلاد.
واضاف لحمر في حديث لصحيفة القدس العربي، أن "أجندة هذا التنظيم مستقلة إلى حد ما عن أجندات بعض التيارات السياسية التي تتقاطع الخلفيات الإيديولوجية لبعض متشدديها مع أفكار هذا التيار"؛ مبينا ان "التصعيد الذي يقوم به تنظيم أنصار الشريعة الآن قد لا تكون له أية علاقة بالنشاط الحالي للأحزاب السياسية العاملة في الساحة".
ويرى الباحث الاكاديمي التونسي انه من الضروري ان تعي الاحزاب الاخرى المطروحة على الساحة السياسية في تونس هذا الظرف الحساس بالذات وتدرك بأن مصلحتها الحياتية تكمن في أن لا تحاول الاستفادة من الوضع الراهن لتحقيق مكاسب ظرفية، كي يتسنى لها التصدي للإرهاب في اطار أوسع ما يمكن من الشرائح الاجتماعية والسياسية.
وتابع لحمر، ينبغي للاحزاب والتيارات السياسية التي تتقاطع في نظرتها الاستراتيجية لمستقبل مجتمعاتنا مع طروحات أنصار الشريعة، أن تدرك خطورة الموقف وأن تنأى بنفسها عن كل ما يقربها من هذا التنظيم المتطرف المحظور.
كما دعا الخبير السياسي التونسي شعب بلاده "بكل أطيافه السياسية، مهما اختلفت توجهاتها الإيديولوجية، إلى الخروج في مظاهرات عارمة وموحدة ضد الإرهاب ومساندة قوى الأمن والجيش في تصديها لهذه الآفة".
واعتبر الدكتور لحمر أنه "إذا تصدعت قوة الدولة فإن هناك من سيحاول الربح السياسي الرخيص من ذلك، على حساب المدنية والحداثة الاجتماعية، أي على حساب المستقبل".
هذا، وشهدت تونس جدلا واسعا خلال اليومين الماضيين حول ظاهرة الإرهاب نظرا للاحداث الجارية على الحدود المشتركة مع الجزائر ومقتل العشرات من الجيش التونسي في مواجهات عنيفة مع عناصر انصار الشريعة.
وتعددت آراء المحللين والخبراء لتشخيص اسباب ظاهرة الارهاب، وطرح الحلول لمعالجتها وكيفية توقي الأخطار القادمة الناجمة عنها؛ حيث ذهب البعض منهم إلى الربط بين العمليات الإرهابية الاخيرة وبين الإنتخابات التي ستشهدها تونس بداية تشرين الأول/ اكتوبر المقبل؛ متهمين الجهة التي تقف خلف الارهاب بمحاولة تعطيل إجراء الإنتخابات.