توزّع اهتمام الصحف الصّهيونيّة الصادرة يوم الجمعة، ما بين استمرار تناول فشل القبّة الحديدية، وأجهزة المخابرات في حرب الجرف الصّامد، وتناول لخطة محمود عباس.
شارک :
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقالة بعنوان "المخابرات: عشرة عرب إسرائيليين على الأقل في صفوف داعش"، تحمل في طيّاتها إشارة ما إلى حملة صهيونيّة ضدّ فلسطينيّي الأراضي المحتلّة عام ١٩٤٨؛ إذ نقلت تقديرًا "لجهاز الأمن العام" (الشّاباك) الاسرائيلي، يؤكد بأنّ "عشرات العرب الإسرائيليّين انضموا إلى مجموعات الثّوار المختلفة الّتي تقاتل ضدّ قوّات الجيش السّوريّ، وأنّ عشرة على الأقلّ انضموا إلى تنظيم داعش؛ وقد رُفعت معلومات عن ذلك مؤخّرًا إلى قادة الدولة وفي المداولات المغلقة في جهاز الأمن"؛ وفق ما ذكرت الصحيفة العبرية.
واضافت "اسرائيل اليوم" : توجد معلومات ملموسة تشير إلى ان ما لا يقلّ عن ٢٥ اسمًا من العرب الاسرائيليّين معروفون كذوي ايديولوجيا متطرّفة سافروا إلى سوريا للمشاركة في حرب "الجهاد".
وفي سياق المقالة، أشارت الصّحيفة إلى "ضعف المجموعات (المسلحة الاخرى) مقابل تعزّز قوّة داعش وجبهة النصرة الّلتين تنتميان إلى مدرسة القاعدة.. وان في الأشهر الأخيرة فقدت النّصرة من لمعانها لصالح داعش الّتي أجرت حملات احتلال واسعة، وإعدامات بالجملة لمسلمين شيعة، وأكراد، ومسيحيين ومن أبناء الطّائفة الايزيديّة".
من جهة اخرى، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تصريحا لرئيس شعبة الإستخبارات العسكريّة السّابق في كيان العدو "عاموس يدلين"، يقول فيه أن "داعش لا يشكّل خطراً على إسرائيل"، وأنّ "بضعة آلاف من الإرهابيّين المتطرّفين لن يثيروا قلقها"؛ مبررا قوله بأن "داعش لا يختلف عن تهديد تنظيم القاعدة الّذي تتعايش إسرائيل معه منذ أكثر من عقد".
واضاف يدلين: في حال تحوّلت جهود داعش من العراق إلى إسرائيل، فسيتحوّل إلى فريسة للاستخبارات الإسرائيليّة وطائرات سلاح الجوّ، وسلاح القوّات البريّة..؛ فضلًا عن أنّ داعش ينشغل بعددٍ غير نهائيّ من الأعداء، وبعضهم يقف كحائط يصدّ بين الجيش الإسرائيليّ والتنظيم، مثل جيوش العراق والأردن ولبنان، وحزب الله؛ على حد قوله.
وفي تداعيات الحرب على غزّة، أقرّت صحيفة "معاريف" ـ في مقال بعنوان "من خلف القبّة"، بنجاح "حماس جزئيًّا، عندما كفّت شركات طيران غربيّة عن الطّيران من وإلى اسرائيل أثناء الحرب".
وبعدما عرضت لحسابات وأرقام "منظومة القبّة" وأهميّتها في عمليّة الدّفاع، اكدت الصحيفة ان "اليوم يعترفون في الجيش الإسرائيلي على رؤوس الأشهاد بأنّ منظومة القبّة الحديديّة لا يمكنها أن تعترض صواريخ، أو قذائف هاون طيرانها حتّى ٣٠ ثانية ومداها نحو ١٠كم؛ حماس تعرف ذلك، ولهذا فقد أكثرت من اطلاق الصّواريخ وقذائف الهاون نحو غلاف غزّة".
في السّياق نفسه، وفي مقال حمل عنوان "الجبهة الإستخبارية"، لفتت صحيفة "هآرتس" إلى "جدال شديد حول الحرب في قطاع غزّة بين شعبة الإستخبارات العسكريّة "أمان" وجهاز "الشّاباك"؛ وقالت "فهم ينقسمون في ثلاثة مجالات مركزيّة: جودة المعلومات الإستخباريّة الّتي كانت تحت تصرّف اسرائيل عن مشروع حماس في مجال الأنفاق الهجوميّة، وتحليل نوايا المنظّمة في الخروج إلى الحرب والتّقديرات بشأن مدى تصميمها على مواصلة القتال على مدى خمسين يومًا من المواجهة"؛ لافتة إلى أنّ جهازي "امان" و"الشاباك" ومنذ بداية العام ٢٠١٣ وزّعا على رئيس الوزراء، و وزير الدفاع، ورؤساء أذرع الأمن تقريرًا شهريّا موسّعًا، وفيه معلومات كثيرة ومفصّلة عن الأنفاق. ولكن توجد نقطتا ضعف في قضيّة الانفاق: الأولى تتعلق بعدم ترجمة المعلومات إلى خطّة عملياتيّة شاملة وجدّية لتدميرها؛ وعندما دخلت القوّات إلى القطاع اكتشفت فجوات في العتاد، والتّدريب وعقيدة القتال لمعالجة الأنفاق".
أمّا نقطة الضّعف الثّانية ـ تضيف هاآرتس ـ فتتعلق بالصّلة بين الإستخبارات والقيادة السّياسيّة. ففي نيسان ٢٠١٤، أصدر "الشّاباك" وثيقة إخطار إلى القيادة السّياسيّة والإستخبارات عن نيّة حماس تنفيذ عملية واسعة النّطاق، على ما يبدو ضدّ بلدات ومواقع الجيش في منطقة كيبوتس كرم سالم...وفي نهاية ايّار عاد "الشّاباك" وأكّد تقديره. الجيش اتّخذ خطوات من جانبه. واستغل الوقت للإستعداد لغزّة؛ لكنّه الجيش لم يبث نحو الكابنيت الحاحًا خاصًا حول غزّة عمومًا، والنّفق الى كرم سالم خصوصًا... فلا "الشاباك" ولا الجيش حذّرا أنه يحتمل أن تكون اسرائيل تشعل النّار باعتقال مئات النّشطاء من حماس بمن فيهم من تحرّروا في صفقة شاليط....
وعلى خلاف كلّ الحديث عن القلق الصّهيونيّ من الموقف الأميركيّ في حال طرح محمود عباس خطته للتّسوية في مجلس الأمن، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ـ في مقال بعنوان "مناورة أبو مازن" ـ إلى أنّ الأميركيّين لا يقبلون توجّه الفلسطينيّين إلى مجلس الأمن؛ وقالت: الفيتو مطلوب، وبالذّات الآن عشيّة إنتخابات الكونغرس...وإذا استخدمت اميركا الفيتو سيتوجّه أبو مازن إلى الهيئة العامّة ومحكمة الجنايات الدّوليّة في لاهاي"؛ لافتة الصحيفة العبرية ذاتها، إلى رسالة عبّر عنها نتنياهو بإعلانه رفض اطلاق سراح أسرى...وحكومة اسرائيل ليس لديها نيّة الذّهاب الى المفاوضات مع أبي مازن"؛ ومن هنا اعتبرت هاآرتس "الحديث عن أفق سياسيّ جديد مجرد كلام منمّق، وأشعار هنديّة. العمليّة انتهت واسرائيل عادت إلى مواقفها عشيّة العمليّة، هي مع سلطة حماس في غزّة شرط أن تكون ضعيفة ومخنوقة، هي مع سلطة فتح في الضفة بشرط أن تكون ضعيفة ومتعاونة، تلك المفاهيم التي استدرجت اسرائيل الى المواجهة في غزة ستستدرجها الى المواجهة القادمة في الجولان، في الضفة، في لبنان أو في غزة..".