تاريخ النشر2010 4 August ساعة 15:18
رقم : 22505

بماذا يختلف رمضان المقبل عن شهور الصوم السابقة؟

بعد عشرة أيام، عن شهور الصوم في السنين السابقة؟ هذه المرة سيتم الكشف بكامل الشدة عن عمق الهوة بين الاغنياء الفاسدين في قمة السلطة وبين المعدمين الذين يزداد عددهم ليصبح مخيفا
بماذا يختلف رمضان المقبل عن شهور الصوم السابقة؟

وكالة انباء التقريب(تنا):

الطلقة الافتتاحية المبكرة استعداداً لشهر رمضان أتت، أول من أمس، من مصر، حيث سقطت خمسة صواريخ غراد على ايلات والعقبة. لم يكن التوقيت والمكان والأهداف صدفة. من السخرية أن تقليد اطلاق القذائف، إشعاراً بانهاء الصوم اليومي، قد ولد في مصر خاصة. فقد اختار الحاكم التركي آنذاك اجراء تجربة بمدفع من انتاج المانيا في ساعة "الافطار". أثارت أصوات الانفجار انطباع الجمهور، ومنذ ذلك الحين استمروا في اطلاق قذيفة ليهرع الملايين الى بيوتهم، حيث يكاد يغشى عليهم من الجوع. لكن صوم رمضان في الأساس أحد الفروض الخمسة الالزامية في الاسلام، يرمي الى أن يكون فرصة متكررة كل سنة لمحاسبة النفس مع المحيط القريب والبعيد: أين أخطأنا وأين ضللنا، وكيف نبدو وكيف نرى "الآخر"، ومن يجب أن نصالح وما هي احتمالات تحسين سلة الغذاء وحقوق المواطن الصغير في ظل النظم الديكتاتورية. بماذا يختلف رمضان، بعد عشرة أيام، عن شهور الصوم في السنين السابقة؟ هذه المرة سيتم الكشف بكامل الشدة عن عمق الهوة بين الاغنياء الفاسدين في قمة السلطة وبين المعدمين الذين يزداد عددهم ليصبح مخيفا. وتتغلغل الهوة ايضا بين العلمانيين المعتدلين الذين أخذ صوتهم يضعف وبين المتطرفين المتشددين الخطيرين، وبين اليائسين قليلا واليائسين الخلص، المستعدين لحمل السلاح عوض الدفع، لا من أجل العقيدة والعياذ بالله. إن القلة العلمانية التي ستتدفق على المساجد ستجد هناك شباناً غارقين في أحلام وردية. في حالة ايران، لا يبدو ثمة تحول حتى رمضان القادم أيضا. فالحركة الخضراء تنجو الان بنفسها، وفرغت الشوارع مرة واحدة. فلا تظاهرات، فقد انتصر آيات الله. وفي حالة لبنان، لن يترك الامين العام نصرالله لحظة راحة. فسيرسل بأناسه للتهديد بحرب أهلية، ولتفجير اقتصادي مدو، ولابطال ذروة موسم السياحة الذي يدرّ مالا كثيرا. فهذا لا يهم "حزب الله" لان نفقته تأتي من طهران بلا مشكلات. سيكون هذا الشهر، هذه المرة، في جميع أنحاء العالم الاسلامي شهر التشدد في النقاب. فالفتيات الشابات يصررن على تغطية كل شيء، حتى العيون، احتجاجا على القوانين التي صاغها "الكفار" في اوروبا. وسيكون هذا أيضا شهر الصفعة المدوية لحياة صناعة السينما والتلفاز في مصر، حيث ستنقض مسلسلات ذات ميزانية ضخمة من سورية وتركيا على مئات ملايين الشاشات. سيكون هذا لمن أراد عكس مكانة اردوغان وبشار الاسد التي تقوى في العالم الاسلامي على حساب صوت المعسكر المعتدل. سيكون هذا آخر رمضان لـ ۲۰ ألف جندي من الجيش الاميركي في العراق. إنهم يشتهون جدا الهرب أحياء الى بيوتهم، ويدعون الله ألا تصيبهم في آخر لحظة شحنة ناسفة او سيارة مفخخة. وستكون هذه فرصة لملايين القلقين في العالم الاسلامي كي يحللوا طولاً وعرضاً الآمال التي تحطمت في باراك حسين اوباما، الذي وعد وتملق وأخطأ جميع الاخطاء تقريبا، ويحاول الآن أن ينسى الصداع العربي. في أحسن الحالات سيغرق الجنود الاميركيون افغانستان. وفي أسوئها لن ينجحوا مرة اخرى في أن يجدوا بن لادن. رغم الصوم فان رمضان هو شهر الأكل المفرط للمأكولات الدسمة والحلوى. فهم يأكلون أكثر، ويكونون مشوشي الحس بسبب العطش، ويؤجلون جميع القرارات كما يحدث عندنا بالضبط حتى "آخر الاعياد". بعد الأعياد ستأتي نوبة المعسكرات. فالبعض سيقومون في المعسكر السليم العقل، والجزء الأكبر سيجهد نفسه في الافساد. وفي منتصف الطريق، إزاء عدسات التصوير، وفي ذروة التظاهر، لن ينسوا أن يهنئ الرجل عدوه بقوله "رمضان كريم".
https://taghribnews.com/vdcfttd0.w6d0xaikiw.html
المصدر : جريدة الايام "رام الله"
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز