رمضان شهر الخير والبركة له نكهة خاصة في قلوب كل المسلمين ..
وفي كل دولة ..
بل في كل مدينة من تلك الدول ولكل دول دولة عادات وتقاليد
متبعة لاستقبال الشهر الكريم .
رمضان شهر الخير والبركة له نكهة خاصة في قلوب كل المسلمين .. وفي كل دولة .. بل في كل مدينة من تلك الدول ولكل دول دولة عادات وتقاليد متبعة لاستقبال الشهر الكريم .
ومن المدن الليبية التي تتفرد بطابع خاص ومميز في شهر رمضان مدينة طرابلس .. وذلك من ناحية استقبال الناس لشهر الصيام .
أهالي مدينة طرابلس على مر العصور توارثوا عادات وتقاليد تشمل ( التراث ـ التسامح ـ العلاقات الاجتماعية ـ والشعائر الدينية التي منها شعائر شهر رمضان ) وبالتالي ورثوها لأبنائهم .. إلا أنه بمرور الزمن وتوسع دائرة المدنية أوشكت هذه العادات والتقاليد السمحة والتي تميز المدن عن بعضها البعض أن تندثر
رؤية الهلال شهر الصيام يُعتمد في صومه على رؤية الهلال من عدمه .. ورؤية الهلال لها طابع مميز .. ففي القديم كان الناس يترقبون الهلال وذلك بأن يصعد أحدهم إلى أعلى جبل ليتمكن من الرؤية .. ويكون هذا الشخص معروف في قومه بالصدق .. وعندما تتأكد رؤية الهلال يتم الإعلان عن قدوم أول أيام شهر رمضان المبارك وكانت هذه المهمة غالباً ما توكل للمشايخ في المساجد .. وبعدها تولى أمرها دائرة الأوقاف.
وأصبح الهلال الآن يقاس بعمليات حسابية فلكية .. تبين ولادته من عدمها .. ويتم شيوع رؤيته عبر وسائل الإعلام .. وبهذا يكون أول أيام شهر رمضان المبارك.
شهر رمضان له نكهة خاصة في قلوب الناس في مدينة طرابلس ويتم استقباله بطريقة خاصة جدا من جميع النواحي سواء أكانت النفسية أو المادية وحتى الاجتماعية .
يبدأ الناس في التحضير للشهر الفضيل من قبل أن يحط رحاله بشهر على أقل تقدير .. وذلك بأن تكثر الحركة وتبدأ التحضيرات أولاً في المنازل .. حيث يحلو للغالبية طلاء بيوتهم قبل رمضان وفرشها بفرش وأثاث جديد .. ناهيك عن التسوق .. الذي يعتبر فيه شهر رمضان أكبر موسم للتسوق في جميع أشكاله ومنها ( الطلاء ـ السجاد ـ المواد المنزلية والكهربائية ـ المواد الغذائية ـ الملابس ـ الأحذية ـ الخ ) وغيرها من المواد الأخرى .. نستطيع القول بأن رمضان يعتبر مهرجان للتسوق العائلي .
ومن ضمن التحضيرات لشهر رمضان تجد المحلات التجارية متأهبة لاستقبال الشهر الكريم بأن تزود نفسها بعدد أكبر من البضاعة نظرا ً لزيادة الطلب .. وتتأهب المساجد لإحياء ليالي رمضان وإقامة المسابقات الدينية .
يهل رمضان وفي جعبته الكثير من الخير لأنه شهر الله وفيه تكون طريقة إعداد الطعام مختلفة عن سائر الأيام .. حيث يشتهي الصائم أصناف عديدة ..
وعند دخول وقت المغرب يبدأ الجميع ينتظرون انطلاق مدفع الإفطار الذي يبين انتهاء يوم من أيام رمضان ويشرع لنا بداية الفطر في ذلك اليوم .
ومدفع الإفطار كان مميز حيث كان الناس في طرابلس يسمعونه من وراء جدران السراي الحمراء حيث ينطلق المدفع منبهاً أهالي المدينة بوجوب الفطر لدخول وقت المغرب .. ومع ازدياد عدد السكان وتوسع دائرة المدنية أًصبحت هذه العادة غير متوفرة وغير موجودة الآن في طرابلس .. وبذلك يعتمد الناس في فطرهم على التلفزيون أو الراديو الذي يطلق فيه مدفع الإفطار ويليه أذان صلاة المغرب .
مائدة رمضان تختلف عن موائد الأيام العادية ..
موائد الرحمن هي تلك الموائد التي يقدمها أهالي طرابلس للغريب وعابر السبيل .. وهذه ميزة يتميز بها كل أهالي ليبيا .. وتقدم هذه الموائد لمن يستحق في الطرقات سواء الداخلية أو حتى الساحلية.. وكذلك يقوم الأهالي بتقديم الفطور لدوريات الشرطة والمرور الذين لم يغادروا أماكن عملهم .. كذلك هناك موائد إفطار تكون في المساجد حيث يقدم الحليب واللبن والشامية والحلويات والأكل الطرابلسي الشهي .. وكل ذلك طمعا في الأجر من الله سبحانه وتعالى .
المسحراتي عادة المسحراتي ذاك الرجل الذي يقوم بتنبيه الناس لموعد السحور كانت موجودة في مدينة طرابلس .. والآن غاب المسحراتي من ذاكرة طرابلس .. حيث كان الناس ينتظرون قدومه وقرعه لأبواب بيوتهم .. معلناً لهم بداية السحور قبل أن يبدأ الفجر حضوره عليهم .. وكان المسحراتي يجوب طرقات المدينة حاملاً بين يديه طبل يدق عليه وينشد بصوت مرتفع " أصحى يا نايم .. وحد الدايم " وكان يقول أيضا ً " سهر الليل يا سهر الليل .. عادة حلوة وفعل جميل " وغيرها من العبارات الجميلة التي كان الناس ينتظرونها في شوق .
المساجد مساجد مدينة طرابلس كثيرة ومتعددة منها على سبيل الذكر لا الحصر ( مسجد مولاي محمد ـ مسجد القدس ـ مسجد العنقودي ـ مسجد الناقة ـ مسجد ميزران ـ مسجد سيدي أبومنجل ) وغيرها من المساجد العريقة والعتيقة التي تفتخر بها مدينة طرابلس .. وتقوم هذه المساجد في رمضان بتهيئة المكان وتوسعته لاستقبال أعداد كبيرة من المصلين لأداء صلاة التراويح والقيام .. بالإضافة إلى أنها تقوم بالإعداد للمسابقات الدينة في التلاوة والذكر الحكيم .
الشارع الطرابلسي في رمضان .. نستطيع وصفه بالهادئ جداً أثناء الفترة الصباحية .. وأغلب المحلات التجارية مغلقة ولا تفتح أبوابها عادة إلا بعد صلاة الظهر .. مع التنويه إلى أن هذا الهدوء سرعان ما يتحول إلى زحمة وربكة مرورية في النصف الأخير من رمضان .
أما الشارع في الليل فإنه شارع حركي ممتلئ بالصخب والضجيج وفيه يزداد عدد السيارات .. وعدد الناس الذين يسيرون على أرجلهم لدرجة الربكة في السير .. وممكن وصفه بأنه شارع لا ينام .. خاصة بعد المنتصف من شهر الصيام حيث يبدأ الناس في التجهيز لعيد الفطر المبارك . وكل رمضان و أنتم بخير وصحة وعافية ..