تاريخ النشر2016 19 July ساعة 13:09
رقم : 238779

خبير في شؤون تركيا يستعرض اسباب وتداعيات الانقلاب الفاشل

تنا - خاص
استعرض الباحث والخبير في شؤون تركيا رحمة الله شريفي اسباب محاولة الانقلاب العسكري وانعكاساته على الصعيد الداخلي والخارجي.
الخبير في الشؤون التركية رحمة الله شريفي
الخبير في الشؤون التركية رحمة الله شريفي
وفي جلسة حوار خصصتها وكالة انباء التقريب (تنا) في طهران لدراسة ابعاد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، صرح شريفي بان هذا الحدث التاريخي سيؤثر سلبا على العلاقات بين انقرة والاتحاد الاوروبي بالاضافة الى بعض التدهور في العلاقات التركية الامريكية بسبب اتهام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لواشنطن بضلوعها في الانقلاب وايوائها فتح الله غولن الذي وصفه اردوغان بانه من دبر وقاد محاولة الانقلاب العسكري.

يذكر ان امريكا نفت ان يكون لها اي دور في الانقلاب الفاشل مبدية رغبتها مساعدة تركيا في البحث عن اسباب وتداعيات الانقلاب، كما ان الاتحاد الاوروبي عبر عن قلقه ازاء ما قام وماسيقوم به اردوغان حيال معارضيه.

وفيما ادان الاتحاد الأوروبي، محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، معربًا عن دعمه لمؤسسات الدولة المشروعـة في بيان نشره امس الاثنين، شدد، على "احترام حق المحاكمة العادلة، في إطار الاتفاقيـة الأوروبية لحمـاية حقـوق الإنســان والحـريات الأســاســية، وبما فيها البروتوكل 13 المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام".

وفي المجال السوري استعرض شريفي خلفية الصراع التركي السوري خلال السنوات الخمس الاخيرة وفشل تركيا في دعمها للمجموعات الارهابية، رجح شريفي ان تشهد العلاقات الثنائية تطورا ايجابيا نظرا لتزايد الضغوط العسكرية والحزبية والشعبية على اردوغان لقطع اسناد هذه الجماعات، مشددا على ان الشعب لايرغب بالتوتر في المنطقة وهذا مايستوحى من تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الذي اعلن عن نية بلاده ازالة التوتر مع بلدان الجوار واقامة علاقات حسنة مع العراق وسوريا.

وتابع شريفي قائلا ان الشعب التركي يطالب اردوغان بالاعتذار من الشعب السوري لتحميله القتل والدمار والتشريد والمحن عوضا من ان يعتذر لبوتين (بسبب مقتل طيار روسي على يد احد الاتراك حين سقوط طائرته في شمال سوريا).

وعلى الصعيد الداخلي اكد على ان احد تداعيات الانقلاب الفاشل هي الفصل بين الجيش والحكومة من جهة وبين الحكومة والسلطة القضائية من جهة اخرى وذلك بسبب توقيف اكثر من 50 من الجنرالات والاميرالات و100 طيار واقالة نحو 300 من القضاة والمدعين العامين واعضاء في المحكمة الدستورية العليا و9 ألاف موظف وقتل العشرات وامتعاض هؤلاء وعوائلهم واقاربهم من الحكومة.

ومن التداعيات الاخرى للانقلاب التركي الفاشل حسب المحلل السياسي شريفي هو ان الايام والاسابيع القادمة ستشهد مكافحة "التنظيم الموازي" او "الكيان الموازي" في تركيا والذي يتكون بصورة اساسية من متنفذي تيار فتح الله غولن (المعارض المقيم في امريكا) وبعض التيارات المعارضة الاخرى.

واضاف شريفي ان فترة مابعد الانقلاب الفاشل في تركيا ستشهد انهيار في الهيكل العسكري وخاصة في القوة الجوية الذي شارك عدد لايستهان به من عناصرها في الانقلاب وكانوا اشد عنفا من القوات العسكرية الانقلابية الاخرى كالقوة البرية.

وحول اسباب فشل الانقلاب العسكري قال ان احد الاسباب هو إن الانقلاب العسكري لم يحظى بقائد من العيار الثقيل يقوده بثقة نفس عالية وظل القادة الكبار خارج المحاولة الانقلابية.

واشار الى ان السبب الثاني هو عدم قدرة الانقلابيين على الوصول إلى الرئيس التركي أردوغان، الذي ظل حرا يقاوم الانقلاب ويدعو الشعب للخروج إلى الشارع وان السبب الاخر هو رفض الأحزاب السياسية المعارضة للحكومة لتوفير غطاء سياسي له.

واضاف ان من الاسباب المهمه في فشل الانقلاب عدم سيطرة الانقلابيين على وسائل الاتصال ووسائل الإعلام باكملها حيث احتلوا مبنى التلفزيون الرسمي (تي آر تي) لفترة وجيزة واذاعوا البيان رقم واحد في حين ظلت باقي وسائل الاعلام لاسيما الخاصة منها خارج السيطرة بالاضافة الى انهم لم يقطعوا اجهزة الاتصال والانترنت، واصفا الانقلاب بما يشبه بانقلابات العقد السادس من القرن الماضي حيث لم يكن ظهور للهواتف النقالة ولا الفضائيات ولا الانترنت وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.

واشار الى ان وسائل الاعلام التركية كانت نافذه لظهور اردوغان ورئيس الوزراء التركي وعدد من القيادات السياسية والعسكرية الرافضة للانقلاب وقد تواصل اردوغان مع قناة سي ان ان التركية (المعارضة له) .

ومن العوامل الاخرى المهمة التي ساعدت على فشل الانقلاب حسب رأي شريفي، قدرة حزب العدالة والتنمية على التعبئة وامتلاكه لبنية تنظيمية قوية استطاع أن يحركها بسرعة للتصدي للانقلاب ويوجه الجماهير لخروجها الى الشوارع وبهذه السياسة ظهر اردوغان رابط الجأش وعلى ثقة بنفسه والشعب.
 
وخلص الخبير في شؤون تركيا للقول ان علاقة الحكومة التركية الحالية باركان البلاد قد تغيرت ولايعتقد ان تجري الامور كما في السابق وعلى ساسة تركيا ان يتعاملوا مع الساحة الداخلية وخاصة الاحزاب والاصوات المعارضة بحكمة وان يعيدوا حساباتهم الداخلية والخارجية.
https://taghribnews.com/vdcfecd01w6dmea.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز