رسالة الحقوق للإمام زین العابدین (ع) من أجلى النصوص التی وضعت بین أیدی البشریة، وهی تهدف إلى تنظیم الأخلاق والسلوک الفردیة والاجتماعیة من خلال بیان الحقوق المتنوعة فی المجال الشخصی والاجتماعی، بغیة الوصول إلى الإنسان المثالی فی المجتمع المثالی.
كتاب : نص وترجمة رسالة الحقوق للإمام السجاد علیه السلام، صدر عن دار العلامة وحید البهبهانی للنشر، بجهود حجة الإسلام والمسلمین محمد جواد خلیلی.
فمن جملة الأهداف الکبرى للأدیان الإلهیة، بناء عالم مبنی على الأخلاق الحسنة، وقائم على أسس المدینة الفاضلة، التی یشرف فیها الرقیب الباطنی والوجدانی على سلوک أعضاء المجتمع، کما لا یمکن أن یُنکر دور الأدیان السماویة وأولیاء الله فی التبلیغ لهذا المجتمع الهادف وقواعده وقوانینه؛ من أجل تحقیق هذه الأهداف. ومجموعة الروایات الکثیرة الواردة عن المعصومین (ع) فی مجال الأخلاق الفردیة والاجتماعیة، تکشف عن الأهمیة الکبیرة للأخلاق لدى روّاد هذا المذهب. إنّ رسالة الحقوق للإمام زین العابدین (ع) من أجلى النصوص التی وضعت بین أیدی البشریة، وهی تهدف إلى تنظیم الأخلاق والسلوک الفردیة والاجتماعیة من خلال بیان الحقوق المتنوعة فی المجال الشخصی والاجتماعی، بغیة الوصول إلى الإنسان المثالی فی المجتمع المثالی. وبالنظر للاستقبال الواسع التی حازت علیه رسالة الحقوق، التی تهدف إلى نشر وترویج الثقافة الأخلاقیة، قامت دار العلامة وحید البهبهانی للنشر بإصدار نص هذه الرسالة مع الترجمة، بالإضافة إلى مقدمة حول الحیاة السیاسیة والفکریة للإمام السجاد (ع) وتقریر مختصر حول ولادته حتى شهادته، ووضعه السیاسی والاجتماعی، وتأمل فی حیاته السیاسیة، والمواجهة الفکریة والعلمیة التی تبناها، وجانب من خصاله وسجایاه، بالإضافة إلى لمحة مختصرة عن نص وسند رسالة الحقوق. لقد تمّ أخذ النص العربی لرسالة الحقوق من نص کتاب تحف العقول لمحمد حسن الحرانی أو الحلبی، المعروف بابن شعبة، وهو من العلماء البارزین فی القرن الرابع الهجری القمری، وکذلک من نص کتاب من لا یحضره الفقیه، تألیف أبی جعفر محمد بن علی بن بابویه القمّی، الملقّب بالشیخ الصدوق. إنّ رسالة الحقوق تشتمل على مجموعة مواضیع، مثل: حقّ الله، وحقّ النفس، وحقّ الصلاة، وحقّ الصوم، وحقّ الصدقة، وحقّ الأضحیة، وحقّ القیادة، وحقّ المعلم، وحقّ المالک، وحقّ الخادم، وحقّ الزوجة، وحقّ الأب والأم، وحقّ الجار، وحقّ إمام الجماعة، وأمثال ذلک. نقرأ فی الفصل الذی تناول حقّ إمام الجماعة: (وأمّا حَقَّ إمامک فِی صَلاَتِک: فَاَنْ تَعْلَمَ اَنَّهُ قَدْ تَقَلَّدَ الْسِّفَارَةَ فِیمَا بَیْنَکَ وَبَیْنَ اللهِ. وَالْوِفَادَةَ إلى رَبِّک، وَتَکَلَّمَ عَنْکَ وَلاَ تَتَکَلَّمُ عَنْه، وَدَعَا لَکَ وَلَمْ تَدْعُ لَه، وَطَلَبَ فِیکَ وَلَمْ تَطْلُبْ فِیه، وَکَفَاکَ هَمُّ الْمَقَامِ بَیْنَ یَدَیِ اللهِ والْمَسْاَءَلَة لَهُ فِیکَ، وَلَمْ تَکْفِهِ ذَلِک).