الإسلام قدّم منظومةً متكاملةً عن الكون تدعو للمحافظة عليه
إنَّ القيم الإسلامية ترسم معالم طريق الخير والهداية أمام البشر أجمعين، وهي تقدم الحلول للمشكلات التي يعاني منها الفرد والمجتمع في إطار الكليات العامة لمبادئ الشريعة الإسلامية
شارک :
وكالة انباء التقريب(تنا): قال التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ان القيم الإسلامية هي جماع العقائد والمبادئ والأحكام الإسلامية، لأنها مستمدة منها وإليها مرجعيتها، وتنسجم تماماً مع الفطرة الإنسانية ومع السنن الكونية، ولا تتصادم مع القيم الخيّرة المستوحاة من الأديان الأخرى، ومن المذاهب الفلسفية، ومع جوهر الثقافات والحضارات الإنسانية، مادام القاسم المشترك بينها جميعاً، هو القيم الروحية والقيم العقلية والقيم الإنسانية ومكارم الأخلاق والفضائل التي لا خلاف حولها.
وأكد في بحث قدمه إلى المؤتمر العام الخامس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الذي عقد في عمان اول امس، أن القيم الروحية والأخلاقية هي قيم مشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات، وأن مصدر القيم المشتركة هو رسالة النبي الخاتم سيدنا محمد (ص)، التي هي للناس كافة. وقال:"إنَّ القيم الإسلامية ترسم معالم طريق الخير والهداية أمام البشر أجمعين، وهي تقدم الحلول للمشكلات التي يعاني منها الفرد والمجتمع في إطار الكليات العامة لمبادئ الشريعة الإسلامية، وإن مسؤولية الفرد المؤمن في وقاية نفسه وبيئته ومجتمعه من كل ما من شأنه الإضرار بالحياة الخاصة أو العامة، تنبع من الإيمان بالله والخشية من عقابه سبحانه، والامتناع عن اقتراف الموبقات والآثام التي تفسد هذه الحياة من الجوانب كافة، وليس فحسب من الجانب الذاتي، مما يجعل هذه المسؤولية الفردية تشمل الجوانبَ الخارجية أيضاً".
وأوضح أن القيم الإسلامية تعصم عن الفساد في الأرض، وتحول دون إفساد البيئة، وتجعل من حماية الأرض والمحافظة على البيئة واجباً شرعياً. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري: "إنَّ القيم الإسلامية في المحافظة على البيئة، تنبع من إيمان المسلم بأن اللَّه سبحانه وتعالى هو خالق الأرض، لأنه ما دام خالق الأرض هو اللَّه سبحانه، فالواجب الشرعي هو الحفاظ على سلامة هذا الكوكب الأرضي وحمايته من التلوث بشتى أشكاله".
وأضاف:"إنَّ التعاليم الإسلامية في مجال المحافظة على طهارة الماء، لا نجد لها مثيلاً في الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، مما يجعلها قيمة عظمى من القيم الإسلامية. لقد ذكر الماء في القرآن في ثلاثة وستين موضعاً، والماء أول الموجودات".
وذكر أن إصلاح فرد من الناس للأرض وغيرها وحرصه على تجنيب البيئة أخطار التلوث، لا يبلغان أغراضهما ما لم يكن التعاون وثيقاً بين الفرد وجيرانه، أو بين الفرد ومن يشاركهم في التعامل مع العناصر المتعددة للبيئة، موضحاً أن الإسلام يحض على التواصي والتناصح بالخير والتعاون عليه، وسلامة البيئة خير للناس كافة.