الرئيس روحاني: صانعو الارهاب يخططون لاثارة ازمات جديدة في المنطقة
تنا
اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان صانعي الارهاب يخططون لاثارة ازمات جديدة بالمنطقة، لافتا الى ان ايران كانت اول دولة استجابت لنداء الشعب السوري في التصدي للجماعات التكفيرية الارهابية.
شارک :
واشار الرئيس روحاني في القمة الثلاثية التي جمعته مع الرئيسين الروسي والتركي في مدينة سوتشي الى الجهود الواسعة التي بذلتها ايران وروسيا وتركيا في مجال مواجهة الارهاب والتطرف، والنجاح الى توفير ارضية ايجاد حل سياسي للازمة السورية، وفتح آفاق جديدة لانهاء الازمة السورية، مؤكدا على وحدة تراب وسيادة واستقلال ووحدة سوريا، والالتزام باحلال السلام والاستقلال في سوريا عن طريق التعاون الوثيق.
واشار روحاني الى ان الازمة السورية بدأت بالتدخل الاجنبي المباشر عن طريق تسليح وتمويل ودعم الجماعات المسلحة والتي نتج عنها تأسيس داعش وجبهة النصرة، وقاموا بنشر الارهاب والتطرف مما ادى الى اطالة امد الازمة.
وقال : لحسن الحظ فان ركائز داعش قد انهارت وان بقية الجماعات الارهابية ايضا على وشك الانهيار.
واضاف : ان هذا الانتصار بلاشك رهن ببطولات وتضحيات الشعبين العراقي والسوري والمتطوعين والجنود والشبان الشجعان الذين دمروا قلاع الارهاب الشريرة، واخمدوا نيرانها، فكانوا طلائع المجتمع الدولي في محاربة البربرية المثيرة للاشمئزاز التي هددت الحضارة البشرية.
واكد الرئيس الايراني على ضرورة استمرار مكافحة الارهاب حتى اجتثاث آخر خلايا الارهابيين التكفيريين في سوريا كي لايتعرض الشعب السوري مرة اخرى لهيمنة الارهاب والاعمال الارهابية.
وشدد على اهمية ان تستخلص شعوب ودول المنطقة الدروس والعبر من الازمة المفتعلة في سوريا، وتدرك ان بعض القوى التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان سوف تستخدم حتى الارهاب والعنف لتحقيق اهدافها القصيرة النظر، مشيرا الى ان هذه القوى لم تأخذ العبر من ان نتائج وتبعات الارهاب والتطرف لن تقتصر على منطقة معينة، وان اقصى مناطق العالم لن تكون في مأمن من هذه الظاهرة المشؤومة.
ومضى قائلا: ان المنطقة على اعتاب ظروف جديدة من ازالة العنف، وان صانعي الارهاب من شعورهم بالقلق والخشية من هزيمة داعش وانتقال التطرف العنيف الى داخل بلدانهم، يحاولون من خلال اثارة الازمات والتشكيك حيال محاولات ارساء الاستقرار في دول المنطقة بما في ذلك ايران، ومواجهة اجراءات قوات المقاومة ومن بينها الجمهورية الاسلامية الايرانية.
واشار الى ان الشعب السوري ومنذ اكثر من ست سنوات عانى من الارهاب التكفيري الاعمى المدعوم ماليا وتسليحيا ومخابراتيا من قبل الاجانب، وفي هذه المواجهة غير المتكافئة فان سوريا كانت بحاجة الى دعم الدول والشعوب الصديقة للتصدي لهيمنة الارهابيين وحماتهم.
واكد روحاني ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت اول دولة استجابت لنداء الشعب والحكومة السورية للمساعدة في مواجهة الارهابيين، وبدعوة من الحكومة القانونية السورية قدمت ايران مساعداتها الى الشعب السوري من اجل اعادة السلام والامن الى بلادهم، وبهدف مواجهة ومحاربة الارهابيين والحيلولة دون تكرار انموذج زعزعة الاستقرار في دول المنطقة مثلما حدث في افغانستان والعراق.
واكد روحاني ان ايران جادة في محاربة الارهاب الدولي وعلى استعداد للمساعدة في هذا المسار في حالة طلب دول المنطقة الاخرى منها.
واعرب عن أسفه لان بعض دول المنطقة باقتدائها باميركا والكيان الصهيوني تحاول اثارة الخلافات والانقسام بين شعوب المنطقة، وعليها ان تتحمل مسؤولية نتائج سياساتها المضرة ومن بينها نشر النزعات الطائفية والعرقية.
واوضح روحاني ان سياسات ايران قائمة على الحضور النشط في عملية آستانا باعتبارها احد مظاهر مواجهة مثيري الفرقة والفوضى، وقال: ان استراتيجية ايران في المنطقة تقوم على اساس التعاون وليس التنافس، والتنسيق وليس المواجهة، ومواكبة ارادة الشعوب وليس اتباع الدول الاجنبية، والدعوة الى السلام وليس اشعال الحروب.
واضاف: اعلن من هنا ان جميع مساعي الجمهورية الاسلامية الايرانية تتطابق مع المبادئ والمعايير الدولية وميثاق الامم المتحدة، وتطوير التعاون المشروع من اجل دعم استقرار المنطقة، وان محادثاتنا في هذا الاجتماع ايضا تبين كيف ان الدول الثلاث استطاعت من خلال التعامل والصداقة والتعاون من طرد جرثومة الفساد والارهاب والوحشية من اراضي سوريا، وتحطيم سيطرة داعش في هذا البلد، ورسم صورة لآفاق مستقبل مشرق في المنطقة.
واكد روحاني ان المسؤولية الكبرى لدول المنطقة لا تنحصر في محاربة الارهاب فحسب وانما بذل جهود واسعة لاجتثاث جميع اشكال التمييز والفقر والعنف في انحاء المنطقة.
واعتبر الرئيس الايراني ان محاربة الارهاب لم تنته بعد، ويجب عدم التغافل عن خطر الارهابيين التكفيريين في سوريا بالرغم من الانتصار الاخير على داعش، لذا من الضروري مساعدة الشعب السوري حتى يتمكن من خلال الانسجام التام من هزيمة الارهاب بشكل تام مع احترام السيادة الوطنية السورية، مشيرا الى انه لا توجد حاليا اي ذريعة لوجود عسكري اجنبي في الاراضي السورية بدون موافقة الحكومة الشرعية في هذا البلد.
واشار الى ان السوريين في وضع يمكنهم الاستفادة من الظروف الجديدة لبناء مستقبلهم، الذي يضمن فيه الحريات الأساسية، واحترام التنوع العرقي، وتكريس الديمقراطية، كما ان الشعب السوري لن يسمح للاجانب بالتدخل في شؤونه الداخلية، وسيتصدى لاي محاولة تمس وحدة اراضيه وسيادته الوطنية واستقلال بلاده.
وشدد الرئيس الايراني على اهمية دور المجتمع الدولي في مستقبل سوريا من خلال مساعدة شعبها في استعادة الاستقرار وتخفيف الآلام واعادة بناء البلاد، وايجاد اجواء آمنة لعودة اللاجئين الطوعية الى ديارهم.
واختتم روحاني قائلا: ان اجتماع اليوم هو بداية لمرحلة جديدة، وان جهودنا المشتركة خلال 11 شهرا الماضية تدل على اننا تمكنا عن طريق التعاون والتنسيق السياسي والميداني في مسار تنفيذ التوافقات، من تحقيق نجاحات ملحوظة لوقف الاشتباكات في سوريا، وان المرحلة الجديدة لتسهيل الحوار الوطني تتطلب ايضا على غرار عملية آستانا الناجحة، استمرار المشاورات والتنسيق والتعاون بين الدول الثلاث على مختلف المستويات.
/110