رحبت تل أبيب اليوم بالقرار الأميركي للتخلي عن جهود تجميد أنشطة الاستيطان الإسرائيلية والتركيز على ماوصفتها بحل القضايا الأساسية بصراع الشرق الأوسط.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكلمة أمام منتدى اقتصادي بتل أبيب "حتى نصل إلى السلام يجب أن نناقش القضايا التي تعطل السلام، بالفعل أرحب بحقيقة أننا سنبدأ الآن مناقشة هذه القضايا وسنحاول تضييق الفجوات".
وأعلنت واشنطن تخليها عن إقناع إسرائيل وقف أنشطتها الاستيطانية بالأراضي المحتلة التي يفترض أن تكون ضمن الدولة الفلسطينية، وهو شرط أساسي لديهم قبل إجراء أي مفاوضات.
وفي خضم ذلك ذكرت تقارير صحفية أن ميتشل سيجري مباحثات في القدس مع نتنياهو قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ونقلت وكالة رويترز عن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس قوله إنه من المتوقع أن يقدم ميتشل تفاصيل المقترحات الأميركية لاستئناف المفاوضات إلى الرئيس عباس.
وأضاف أبو ردينة أن الفلسطينيين سيقررون بشأن الخطوة المقبلة بعد اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري الأربعاء المقبل بالقاهرة.
وتأتي زيارة ميتشل بعد فشل واشنطن في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، ورفض الفلسطينيين الاستمرار في المفاوضات المباشرة بدون ذلك التجميد.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أشارت الجمعة إلى أن إدارة الرئيس أوباما ستتحرك مجددا بهدف تحقيق تقدم حقيقي الأشهر القليلة المقبلة تجاه التوصل إلى اتفاقية إطار للسلام.
واعتبرت كلينتون في كلمة ألقتها أمام المنتدى السنوي السابع لسياسة الشرق الأوسط -الذي ينظمه مركز "سابان" التابع لمؤسسة بروكينغز في واشنطن- أن الوقت بات مناسبا لطرح المسائل الرئيسية في النزاع مثل الحدود والأمن والمستوطنات والمياه واللاجئين والقدس، في إشارة إلى ما يعرف باسم قضايا الحل النهائي.
وفي هذا الإطار، التقت الوزيرة الجمعة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي قال عقب ذلك للصحفيين إن كلينتون طلبت منه نقل مجموعة من الرسائل إلى الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية.
وقلل مسؤولون فلسطينيون من المقترح الأميركي بشأن المفاوضات، حيث قال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريح صحفي "لم أجد شيئا جديدا من شأنه أن يدفعنا إلى رؤية جديدة ونهج أكثر جدية".
ونقلت عنه وكالة رويترز قوله "هناك ثغرات كثيرة فيما قالته –كلينتون- من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتقويض كل شئ".
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك للإذاعة الإسرائيلية، في تعليق على كلمة كلينتون، إنها تحدثت عن مسائل "بديهية".
وكانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأولى منذ سنتين، انهارت بسبب رفض إسرائيل تجميد الاستيطان بعد انتهاء صلاحية التجميد يوم ۲۶ سبتمبر/ أيلول الماضي بعيد انطلاق المحادثات.
وفي سياق متصل، يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا اليوم في بروكسل يتوقع أن يتناول المأزق الذي تمر به عملية سلام الشرق الأوسط وإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويأتي الاجتماع بعد اتهام الاتحاد إسرائيل بالمسؤولية عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب موقفها المتعنت فيما يخص الاستيطان.
ويتزامن أيضا مع دعوة نحو ثلاثين مسؤولا سابقا بالاتحاد الأوروبي -من بينهم رؤساء دول وحكومات أوروبية سابقون- الأمم المتحدة لفرض عقوبات على إسرائيل لاستمرارها في بناء المستوطنات معتبرين ذلك انتهاكا للقوانين الدولية.
وطالبوا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالتأكيد، في اجتماعهم اليوم، على ضرورة تمتع الدولة الفلسطينية المرجوة بالسيادة والسيطرة على أرض تساوي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام ۱۹۶۷. وفي خضم ذلك، أعربت إسرائيل عن قلقها من إعلان الوزراء عن استعدادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد.
وبموجب الاقتراح الذي قدمته ألمانيا إلى الاتحاد، سيعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا لم يفلح الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني في التوصل إلى اتفاق سلام في غضون عام واحد.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية اليوم عن مصدر سياسي أن قرارا من هذا القبيل في حال اتخاذه سيؤدي لوقف عملية السلام والقضاء على مسار السلام الذي تدفعه الإدارة الأميركية، مرجحا أن تواجه الخطوة الأوروبية معارضة أميركية.
وفي نفس الإطار أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال استقباله بالعاصمة عمّان وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود، أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، هو مدخل تحقيق السلام الشامل بالمنطقة.