منعتنا تقوى بالتواصل والتشاور والانصهار في بوتقة الوحدة الوطنية
شارک :
وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة العاشر من محرم لهذا العام، وقال فيها:
"إن عاشوراء ذكرى تتجدد بخيرها مع التاريخ فيها الاستقرار والأمان والسلامة ، وهي تبرز في كل عام درسا وموعظة وموقفا وحكمة حيث تردد مع الزمن التضحية وأناشيد الحق لذلك علينا نتعامل معها بصدق وحكمة وروية.الإمام الحسين رجل الإنسانية والمواقف الصلبة والشجاعة فهو علمنا كيف نعيش ونحيا بعز وكرامة، فالحياة في ظلال مدرسة الحسين سعادة ومواقف شجاعة فهو بدد الظلمة وازاح العتمة وانتصر للحق فكان سيف الله القاطع، مواقفه كبيرة وعظيمة لذلك المطلوب منا تطوير هذه الذكرى لتكون مدرسة نقالة تقتحم الصعاب وتسير مع الحقيقة طالبة العدالة والخير".
اضاف:" إن الحسين كريم من بيت كريم، عظيم يجسد الحقيقة والخير والمعرفة، وحبنا للحسين لا يقتصر على العاطفة بل على التواصل والصلات المتينة والوثيقة، نحيي ذكراه لانها تعبر بنا إلى شاطئ السلامة وعلينا إن ندرس الحسين دراسة معمقة إذ ليس في مسيرته جشع ولا طمع ولا حب للدنيا بل كان همه إعادة المياه إلى مجاريها ووضع الحق في مواضعه لينتصب امام التحديات كالمارد ، ثورة الامام الحسين غير عادية وان كانت واضحة كوضوح الشمس نيرة كضياء النهار، وعلينا إن نتفاعل معها بصدق ومحبة وإنسانية نتعاطى معها بمصداقية وموضوعية ندرس جوانبها فلا نرى فيها اختراقات ولا شبهات ولا ظلام ولا فساد وكانت القمر الساطع والضوء اللامع والتوجه السليم والحق المستطاع لإنقاذ البلاد والعباد فاستشهاد الحسين وأصحابه كان واضحا كوضوح الشمس نيرا كضوء القمر فندرسه من كل جوانبه فلا نجد فيه مغمزا ولا ملمزا لانه مبارك واضح، نحب الحسين طمعا بلقائه ووصولا إلى ساحته لنتعلم منه الإباء والانفة والشجاعة فهو يجسد الحقيقة والعمل المخلص بدون لبس فهو شجرة الحق وفرع من الدوحة النبوية حيث سار على طريق جده وسلك مسلكه وحارب من اجل الحقيقة والحق متحديا الظلم والانحراف مطالبا بالعدالة وحسن الأخلاق والرجوع إلى أصول الدين وفروعه ومكارم الاخلاق والفضائل".
ودعا المؤمنين إلى "عدم التقصير في طلب الحق ونصرة المظلوم ولو احاطت بنا الشبهات وساءت الظروف، فالحقيقة تبقى ناصعة مستمرة في طلب العدالة وتحقيق الحق ،اطلبوا الحقيقة وسيروا على نهجها وطالبوا بالعدالة من منابعها وأدلتها ومن كل ما يوصلنا إلى الحقيقة فالله سبحانه وتعالى طلب منا الاعتدال لانه طريق النجاة والاستقامة لانها عين الكرامة، فنسلك مسالك العدالة للوصول إلى المآرب التي هدف اليها الإسلام، كونوا أمثلة حية لاستشهاد الحسين وعمله، إن ما نشاهده في ثورة الحسين من مواقف ومواعظ وحركات تصب في خانة الحقيقة والعدالة، نحن لسنا أعداء لأحد ولا نتحدى احدا ولا نظلم احدا ولا ننحرف عن طريق الحق وعدونا هو الباطل فحاربوه وكونوا دعاة خير ناطقين بالصوت والحكمة والموعظة الحسنة . إن اهل بيت العصمة هم السراج المتوقد والنور الساطع فلا تعادوا اهل البيت التزموا خطهم وابتعدوا عن ظلمهم كونوا معهم لأنهم اهل عدالة واستقامة وحكمة وموعظة، نحن نريد من ذكرى عاشوراء إن تبقى نيرة في وجودنا منيرة لقلوبنا وضاءة في طريقنا سليمة في مسلكنا نحبها لانها حق ونكره غيرها لانها باطل والحق احق إن يتبع والباطل إلى زوال، كونوا ايها المؤمنون رواد حقيقة وطلاب معرفة وابتعدوا عن الشك والوهن نريدكم كبارا في تفكيركم اصحاب مواقف صلبة ونيرة نريد لكم الخير والسعادة والبقاء، ان اهل البيت لا منصب عندهم ولا مال، لديهم مواقف وحكم واقوال حق وطريق مستقيم علينا إن نعود اليهم لنعود إلى الحقيقة دون إن نظلم احدا فالله معنا اذا كنا صادقين في قولنا وفعلنا مخلصين في توجهاتنا ومواقفنا".
وطالب السياسيين في لبنان إن "يكونوا حكماء أصحاب مواقف صحيحة وتوجهات سليمة فيحفظوا لبنان ويبتعدوا عن الفرقة والبغضاء والشقاق فيتقاربوا لبعضهم البعض ويتواضعوا لإخوانهم ليكونوا هداة لهذا الشعب فينتشلوه من بحر الفتن ليكون على خط السلامة وعلى شاطئ الأمان، وعلى الجميع مسؤولية التصدي للعواصف السياسية والطبيعية لان العواصف تضرب الجميع اذا هبت، فليبتعد السياسيون عن كل تشنج وإساءة ويقلعوا عن السجالات العقيمة ويبتعدوا عن الظلم والظلامة فيزيحوا العتمة عن عيونهم فيكونوا في رعاية الله بعيدين عن الظلم عاملين لوحدة وسلامة واستقرار وطنهم الذي نريده إن يكون مستقرا متعاونا قويا بمحبة أبنائه وحرصهم على حفظ سيادته واستقراره، فنقوي منعتنا الوطنية بالتواصل والتشاور والانصهار في بوتقة الوحدة الوطنية".
وختم:" نريد إن يكون لبنان والعالم العربي والإسلامي بعيدين عن التشنجات فما يجري في إيران وقبلها في العراق وباكستان من تفجيرات ضد الأبرياء، أعمال خارجة عن الدين والحق، وعلينا إن نحارب الظلم والفساد والباطل فالجميع مطالبون بحفظ الأمة فيكونوا في خط الاستقامة والاعتدال عاملين للخير متصدين للشر لان الانسان لا يصطحب معه الا الصدق والعمل الصالح فكونوا ايها العرب والمسلمون اخوة متعاونين على الخير ونبذ الشر والفرقة والفتن والله بعونكم ما دمتم بعون بعضكم البعض".