تاريخ النشر2011 8 January ساعة 09:20
رقم : 36064

علماء لبنان حذروا من مخطط التفتيت والتمزيق للبلاد الاسلامية

خطباء الجمعة في لبنان حذروا من مؤامرات الفتن الطائفية بين المسلمين انفسهم من جانب والمسلمين والمسيحيين من جانب اخر لتقسيم الاوطان الاسلامية الى دويلات .
علماء لبنان حذروا من مخطط التفتيت والتمزيق للبلاد الاسلامية
 وكالة أنباء التقریب (تنا): 

أعرب مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني عن ثقته بأن نتائج المسعى السعودي-السوري الايجابية، ستظهر في القريب العاجل، داعياً إلى تحصين الوحدة الوطنية الداخلية وعدم الانجرار وراء النزاعات الطائفية، معتبراً أن الظروف في لبنان تفرض على قياداته سرعة الخروج من الخلافات والتجاذبات، مؤكدا أن الاعتداءات الإجرامية بحق المسيحيين في مصر والعراق ليست من الإسلام وتعاليمه• 

وقال مفتي الجمهورية في خطبة الجمعة أمرنا الله بالعيش في حوار مع أهل الكتاب، ومنهم أهل الإنجيل، فقال لنا في القرآن الكريم "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا" (آل عمران۶۴)؛ ودلنا في ذلك على الحوار الذي يصلح ولا يفسد فقال "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"• وأمرنا بالعيش معا في وئام وأمان، يأكلون من طعامنا ونأكل من طعامهم، فقال لنا في القرآن الكريم "وطعام أهل الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم" المائدة۵• وأمرنا بمعاملتهم بالبر والعدل وبالصدق والأمانة، وبالأخلاق الكريمة الفاضلة، ونهانا عن إيذائهم أو الإضرار بهم بسبب اختلاف الدين والعقيدة، فقال لنا في القرآن الكريم "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركمأن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" (الممتحنة)•

وسأل كيف الحال إذا كنا نعيش معا مسلمين ومسيحيين، شعبا واحدا في وطن واحد، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، متعاونين معا في عيشنا المشترك الواحد في هذا الوطن أو ذاك، في لبنان وسوريا، ومصر والعراق وفلسطين وغيرها من بلاد العرب، يوحدنا في أوطاننا عهد وميثاق وطني مشترك واحد؟ لذلك فعلينا جميعا مسلمين ومسيحيين في هذا الشرق العربي، أن نحافظ في أوطاننا على هذا العهد والميثاق بيننا، وأن يقدم كل واحد منا في تعامله مع الآخر، أفضل ما عنده من أخلاق وقيم، وصدق وأمانة وأمان، وعهد ووفاء للآخر •

وأكد ان الاعتداءات الإجرامية، التي استهدفت الأقباط المسيحيين الآمنين والكنيسة في مصر والعراق، ليست من الإسلام وتعاليمه في شيء، والمسلمون بكليتهم أبرياء من هذه الجرائم أن تنسب إليهم، واتهام الإسلام والمسلمين بالوقوف وراء هذه الجرائم المتنقلة هو سقوط في أهداف المؤامرة، ووقوع في فخها، وهو ما يريده المجرمون الحقيقيون المخططون لهذه الجرائم، فوراء هذه الجرائم العدوانية على المسيحيين والكنائس في مصر والعراق في نظرنا، يد أجنبية عنا جميعا، تخطط لتوريط المسلمين والمسيحيين في ردود فعل متقابلة، ونزاعات طائفية مستمرة، تنفيذا لإرادة خارجية في جر المصريين إلى نزاعات وصراعات طائفية، وزرع مناخات الكراهية والتجزئة في مصر، لإخضاعها للاملاءات والشروط الخارجية في قضايا عدة، ليس آخرها أو جديدها فقط فرض تخلي مصر عن جزء من أرضها في سيناء لنقل الفلسطينيين إليها، وإقامة الدولة الفلسطينية في غزة الكبرى عوضا عن فلسطين، واغتيال القضية الفلسطينية، وترسيخ يهودية الدولة في إسرائيل•

ورأى ان الخطر الذي يتهدد المسيحيين اليوم في المشرق العربي، هو الخطر ذاته الذي يتهدد المسلمين فيه، فالخطر الحقيقي اليوم يتهددنا جميعا في أوطاننا العربية، والعاقل هو الذي يدرك أن هذه الاعتداءات الإجرامية مقدمة لتبرير المخطط المرسوم لتغيير وجه المنطقة العربية عبر تقسيمها وتغيير هويتها .

وأضاف لبنان لا ينهض إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، والظروف التي يمر فيها لبنان تفرض على قياداته سرعة الخروج من الخلافات والتجاذبات، ليعود سليما ومعافيا رحمة بأبنائه الذين ينتظرون الحلول لينهضوا بوطنهم ومستقبل اجيالهم، ونحن على ثقة بان المسعى السعودي - السوري لمساعدة لبنان ستظهر نتائجه الايجابية في القريب العاجل .

وألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة ، وتساءل ماذا جرى لهذه الأمة حتى تفككت أوصالها واصبحنا فرقا وشيعا وأمما ودويلات، فلماذا أصاب الوهن الأمة الإسلامية ولماذا الهجمة علينا؟ أوليست من تقصيرنا وسوء أعمالنا؟

اليوم نسمع عن انفصال جنوب السودان بعد أن كانت مصر والسودان دولة واحدة تعمل في نطاق الوحدة حتى انقسمت السودان عن مصر والسودان اليوم على حافة الانقسام فلماذا ؟ وهناك اليوم حركة مسيئة لمصر ولوحدة المصريين ولم يكتشف الخلل والمرض بعد، قد يكون هناك تقسيمات جديدة ومزارع جديدة ودويلات جديدة تنشأ على أرضنا، منذ نشوء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين بدأت المؤامرات تحاك ضد المسلمين وتضرب وحدتهم•

وطالب الجامعة العربية بالعمل على الوحدة والتضامن والتكافل، ولكن أي دور للجامعة العربية اليوم هل أصيبت بالسبات والنوم ولم تتحرك لا في مصر ولا في السودان او العراق او لبنان، فلماذا لا تتحرك وهي وجدت لتحمي العرب؟ وما دور منظمة المؤتمر الإسلامي التي أصبحت مهملة ومتروكة للأهواء، فلماذا لا نهتم بوضعنا ونبقى نعتمد على الدول العربية الكبرى؟ وطالب الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك السريع لوأد الفتن ومنع التشتيت والتقسيم والدفاع عن الشعوب وحماية حماها•

ولفت العلامة الشيخ عفيف النابلسي أنّ كل ما يجري اليوم في المنطقة من توترات واضطرابات أمنية وسياسية يجب أن ينبّهنا كلبنانيين من مخاطر مجاراة السياسات الأميركية في خططها للهيمنة، فعلى الصعيد الداخلي، يجب الحد من قابليّة ملف المحكمة الدولية للتوظيف الخارجي واستخدامها كأداة للحصول على مكاسب سياسية•

وإعتبر ان ما حصل في مصر قبل أيام رسالة موجهة إلى كل بلد في هذه المنطقة يقوم على التعددية الدينية والقومية والعرقية•

واعتبر العلامة السيد علي فضل الله، أن الفتنة الطائفية تطل على العالم العربي والإسلامي لتضرب في قلب مصر، لتزيد جراحات شعبها وجراحات الأمة، ولتوحي إلى الجميع بأنكم ضعفاء، وعليكم أن تبقوا ضعفاء، تكتوون بنار الفتن الطائفية مرة، وبالمذهبية أخرى، وبالصراعات العرقية والداخلية، ليكون الثمن الأكبر هو تمرير التقسيم القادم إلى السودان، كمقدمة لضرب وحدة الدول، وتفتيت وحدة الشعوب•

وأكد على المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، أن تتنبه جيدا إلى الأخطبوط الذي يدير اللعبة من بعيد، والذي يريد للمنطقة كلها أن تتمزق طائفيا ومذهبيا لتدعم فكرة قيام الكيان اليهودي الخالص•
https://taghribnews.com/vdcaywne.49nii1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز