أعلن الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان ابراهيم المصري، أن "علاقة "الجماعة الاسلامية" مع حزب الله علاقة قديمة ولم تتوقف خلال كل الازمات العاصفة التي حلت بالساحة اللبنانية" مبدياً حرصه على تغطية "كل نقاط التباين في الرؤى السياسية التي نواجهها في هذه المرحلة".
وفي حديث لصحيفة "السفير" لفت المصري إلى أن العلاقة مستمرة مع الحزب موضحاً أن "الاخوة في الحزب يوغلون اكثر من "الجماعة" في الشأن السياسي وفي تبني او رفض ما يدور حولنا في العالم العربي مما يوحي ببعض التباين بين مواقف "الجماعة" ومواقف الحزب". نافيا أن "يكون هناك مانعا من اللقاء مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله".
من جهة أخرى رحّب المصري باستئناف الحوار من دون أية شروط، وأن "تناقش كل القضايا الخلافية من الاستراتيجية الدفاعية الى قانون الانتخابات، الى سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها حكومة نجيب ميقاتي وذلك حرصاً على المصلحة اللبنانية المشتركة التي يقول الجميع إنهم حريصون عليها".
الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان قال إنه "ليس هناك وسيلة أفضل من أية وسيلة أخرى للتخاطب السياسي. اما ان تستقيل الحكومة او لا تستقيل فهذا أمر خاضع للاكثرية النيابية، ولا ينبغي ان يغيب عن اذهان الجميع ان المجلس النيابي الحالي يعيش مراحله الاخيرة، وامامنا انتخابات نيابية، خلال سنة، ويستحسن ان تكون الحكومة التي تشرف عليها حيادية وغير منحازة وهذا ما يمكن معالجته على طاولة الحوار وليس عبر التراشق بالاتهامات في وسائل الاعلام".
وفي سياق منفصل، لفت المصري الى "أننا وتيار "المستقبل" نتحرك في ساحة واحدة، لذلك لا بد من تنسيق المواقف السياسية ومحاولة التفاهم على كل القضايا التي تعترضنا. الوثيقة المشتركة ما زالت قيد الدراسة وهي محاولة للوصول الى ما يحقق المصلحة الوطنية ازاء اي استحقاق مقبل على الساحة اللبنانية"، متابعا "هي وثيقة سياسية تركز على التنسيق والتفاهم، واذا ما وصل هذا التنسيق الى مستوى تحالف انتخابي، فلا بأس بذلك شرط أن يكون قائماً على رؤية سياسية واحدة نحاول الوصول اليها ان شاء الله"، وأعلن أن الجماعة لم تحدد موقفها النهائي من قانون الإنتخابات.
ورأى المصري أن "هناك تضخيماً لموضوع التيارات السلفية على الساحة اللبنانية، وما يجري على الساحة اللبنانية يشهد حراكاً شعبياً لرفع الصوت ضد ظلامات تنزل بالشارع المسلم سواء كان سلفياً او صوفياً او حركياً، وعلاقة "الجماعة" مع هذه التيارات لاسيما في طرابلس جيدة وتعقد بين الحين والآخر اجتماعات تنسيقية تضم ممثلين عن "الجماعة" وعن هذه التيارات.
من جهة ثانية، أوضح المصري أن الوثيقة السياسية الجديدة لـ"الجماعة"، تم تأجيل إقرارها حتى نهاية العام الحالي حيث ستجري انتخابات داخلية في التنظيم تمهّد لانتخاب امين عام جديد لـ"الجماعة"، مؤكداً أنه لن يترشح مجدداً لهذا المنصب.
وحول الأزمة في سوريا، ونظرة "الجماعة" لها، أوضح المصري أن "موقفنا منذ بداية الازمة في سوريا يتلخص بانها حريصة على الاستقرار وسلامة هذا البلد الذي نعتبره امتدادا لبلدنا لبنان، وقد اعلنت "الجماعة" منذ بداية الازمة انها تقف الى جانب مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية وتداول السلطة، من دون الدخول بالتفاصيل".
على صعيد آخر، تحدث الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان بثقة واطمئنان بأن مرشح "الاخوان المسلمين" في مصر محمد مرسي سيكون، بعد الدورة الانتخابية الثانية، رئيس مصر المقبل، مؤكداً ان "الاخوان" "مستعدون لكل التحديات المقبلة برغم ان قسماً كبيراً من قيادات الحركات الاسلامية لم يكونوا متحمسين لهذا الترشيح".