ندوة فكرية- سياسي، بعنوان "الإصلاح والوحدة في ثورة عاشوراء،
وكالة انباء التقريب تنا - ۱۹/۱/۲۰۱۱
شارک :
أقامت "جمعية الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي"، ندوة فكرية- سياسي، بعنوان "الإصلاح والوحدة في ثورة عاشوراء، من خلال فكر وفقه العالمين الكبيرين الإمام السيد موسى الصدر والعلامة الشيخ عبدالله العلايلي"، مساء أمس، في قاعة الإحتفالات في مقر المجلس الإسلامي الشيعي في حارة حريك. تحدث في الندوة عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ حسن بغدادي،، إمام مسجد القدس في مدينة صيدا الشيخ ماهر حمود، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، في حضور النائب السابق حسن يعقوب، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد حسين ريس زاده ممثلا السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، الشيخ عبدالرحمن جبيلي والشيخ محمد حسونة ممثلين الأمين العام لحركة الأمة الشيخ عبدالناصر جبري ورئيس المحاكم الشرعية الجعفرية في لبنان سابقا الشيخ حسن عبدالساتر، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية رئيس بلدية الغبيري محمد الخنسا، السيد صدر الدين موسى الصدر، بالإضافة الى حشد من مفتي المناطق والقضاة الشرعيين ومشايخ ورجال دين من السنة والشيعة والدروز، وفاعليات ثقافية ونقابية واجتماعية وتربوية ووفود شعبية وجمهور من المهتمين.
بداية الإفتتاح بالنشيد الوطني، ثم آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ علي الفقيه، ثم قدم الخطباء عارف تركي، تحدث بعد ذلك بغدادي عن الوضع في لبنان فقال: "إذا كان الذين فعلوا كل هذه الجرائم وحرفوا الأمور عن مواضعها هم شهود الزور الذين زوروا الحقائق وضللوا الناس. وشاءت الإرادة الإلهية أن تكشفهم على حقيقتهم. وهذا النمط من شهود الزور موجود في كل زمان ومكان، شغلهم التضليل والتعمية على الحقائق وإبعاد الناس عن مسؤولياتهم الأساسية، مستغلين شعارات وأضاليل وأكاذيب قد تنطوي على الكثيرين في لحظة من اللحظات. ولكن أقول كما قيل : "انك قد تستطيع أن تضلل كل الناس في بعض الوقت، كما انك قد تستطيع أن تضلل بعض الناس في كل الوقت، لكنك لن تستطيع أن تضلل كل الناس في كل الوقت". وهذا ما حدث معنا في لبنان في قضية شهود الزورالذين ضللوا قسما من الناس طوال خمس سنوات وما تبع هذا التضليل من ظلم وويلات على مساحة كل الوطن، ولكنهم لن يستطيعوا أن يكملوا هذا التضليل وهناك أعين ساهرة على مصلحة هذا الوطن".
أضاف: "نحن لا زلنا نصر على كشف ملف شهود الزور. فكشف شهود الزور هو الطريق الوحيد الموصل الى الحقيقة، والذي يقطع الطريق على الأميركيين والإسرائيليين من الإستفادة من هذا الملف الذي هو صنيعة أيديهم، ومن خلال ملف شهود الزور أساؤوا الى العلاقات اللبنانية- السورية، وألحقوا الضرر فيها طوال خمس سنوات، وعطلوا عمل الدولة والمؤسسات، ولم يقبلوا بإحالة هذا الملف الى المجلس العدلي. هؤلاء الذين صبرنا معهم، وتحملنا شهورا طويلة من اجل تفاهم واتفاق سعودي- سوري، لكنهم عادوا وانقلبوا على كل شيء. ونقول لهم لن نتخلى عن ملف شهود الزور، وسنبقى متمسكين بهذاالحق، مهما تشكلت أية حكومة مقبلة، سواء كانت من المعارضة، أو من الموالاة، فإن ملف شهود الزور، سيبقى حيا ومتابعا وملاحقا وحاضرا، ولن نتخلى عنه، بل أكثر من ذلك، ملاحقا من قبل "حزب الله" ومن قبل المعارضة، لأن الذي يستطيع أن يصل الى حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري، لا بد أن يصل الى وحدة البلد وتفعيل دورالمؤسسات وقيام الدولة، ولكن من خلال محاكمة من فبرك شهود الزور في لبنان. ومهما تهرب البعض ومهما فعل فسوف نبقى نطالبهم، ومصرين على التمسك بهذا الخيار، لأننا لن نقبل اليوم أن يزورالتاريخ كله، خصوصا في هذه المرحلة الراهنة التي نعيش فيها".
ثم تحدث إمام مسجد القدس في مدينة صيدا فتحدث عن ميزة ثورة الإمام الحسين، وقال: "ان أهل الإيمان الذين آمنوا بخط ونهج الإمام موسى الصدر يحملون السلاح في جنوب لبنان، ويحررون ويحمون هذا الوطن، ويغيرون وجه لبنان الذي أرادوه جزءا من منظومة غربية وإسرائيلية. فتحرير لبنان في العام ۲۰۰۰ والإنتصارات التي تحققت للمقاومة الإسلامية في لبنان، إنما انطلقت من فكر ونهج الإمام الصدر، ومن رحم حركة المحرومين "أمل" ومن مدرسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومن خط مجلس نصرة الجنوب الذي ضم رجالا مسيحيين كبار، أمثال البطريرك خريش وغيرها من المؤسسات الكثيرة في لبنان وخارجه، وبل كان من أسس جذور المقاومة في هذا الوطن، واطلقت شعارات مشهورة ومنها "إسرائيل شر مطلق"، "التعامل مع إسرائيل حرام" والتي أطلقتها كشعارات إسلامية، فيما تخلى عنها آخرون في مراحل سابقة".
ورأى المفتي قبلان "أننا لا نحسد على واقع أمتنا وعلى وحدتها المكشوفة والمهددة باستمرار، والتي تنذر بأفدح الأخطار والمهاوي إذا ما استمرت بهذه الوتيرة من الفوضى والتفلت وعدم التزام دينها وتراثها وقيمها، وإذا لم يبادر الغيارى والحرصاء على هذه الأمة ومستقبلها إلى إعلان حال الطوارئ لوقف هذا النزف الحاد في شرايين الأمة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من براثن الحكام المستبدين والمستأثرين بالفيء".
وقال: "إن الحاجة شديدة للم شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم ووصل حبل الشمل، وتجاوز كل أحقاد الماضي والحاضر، والتهيؤ لملاقاة المستقبل بروح إيمانية راسخة، وأخوة إسلامية لا انفصام ولا انفصال بعدها، والتي هي من أوجب واجبات كل مسلم ومسلمة، وذلك على قاعدة أن يحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها. ندعو المسلمين إلى التواد، والتصافي والتلاقي، والانطلاق معا في كل دولهم وبقاعهم لإحداث التغيير الجذري وإعزاز دورهم الريادي في تثبيت المفاهيم الإيمانية والإنسانية والأخلاقية التي على أساسها تقوم المجتمعات وتتكامل في ما بينها".
وأضاف: "في نظرة سريعة الى واقعنا العربي والإسلامي ماذا نرى؟ نرى التخلف والجهل، الفوضى والتفلت، الجوع والفقر والتسلط، نرى الحكام يتقاتلون على الدنيا ويتهالكون على الخسائس والعدو على أبوابهم، فهذه فلسطين وهذه العراق، وهذه السودان، وهذه تونس، حتى يصل العد إلى كل دولة اسلامية وعربية، ماذا نجد؟ الصورة قاتمة والمستقبل مجهول والرزايا قد حطت بكل أثقالها وأعبائها على كاهل هذه الأمة".
وتابع: "لا يمكننا أن نتحدث عن الوحدة والإصلاح ولا نتطرق إلى واقعنا اللبناني، إلى هذا الواقع المتأزم إلى درجة الانفجار، هذه الحالة التي نعيشها منذ سنوات عديدة ونحن نحلم ونأمل بأن الفرج قريب والمخرج من المأزق الذي نحن فيه بات متيسرا، ولكن فجأة تنقلب الأمور وتعود بنا إلى مرتبة الصفر لتبدأ الرواية مجددا، سيادة واستقلال ووحدة وعيش مشترك وحقيقة واستقرار وعدالة وتوازن طائفي ومشاركة وميثاق وكل هذه الهمروجة من العناوين والمعزوفة من الشعارات التي كادت أن تتحول إلى كلمات مبتذلة لم تعد تعني المواطن بشيء، فهي لن تقدم ولن تؤخر في مسار هذا البلد ومسيرته، إذا لم نخرج جميعا من هذا النفاق، وهذا التكاذب وكل هذه السياسات التلفيقية والتحايلية والإفسادية التي تمارس بشكل فاضح وواضح وعلى كل المستويات، والناس عنها ليسوا بغافلين".
وختم: "لقد بتنا جميعا ندرك أن البلد في مهب الريح، فوحدته في خطر، وأمنه في خطر، واستقراره في خطر، واقتصاده في خطر، وكيانه في خطر، إذا لم يسلم الجميع ولا سيما الذين يراهنون على المحكمة الدولية وعدالتها المزعومة بأنها فتنة حقيقية يراد من خلالها أخذ البلد إلى الفصل الأخير من فصول المؤامرة ليس على لبنان فحسب، بل على كل دولة عربية وإسلامية، لا نقول هذا من باب التهويل بل من باب التحذير ورفع الصوت عاليا، نقول هذا لننبه الجميع ونلفت اللبنانيين المضللين والمسترهنين للاملاءات الأميركية، وبالأخص الرئيس سعد الحريري لعله يستدرك قبل فوات الأوان فيعود إلى حيث يجب أن يكون بين أحضان أهله وشعبه وأمته، واضعا حدا لهذه المسرحية التي أسمها المحكمة الدولية، متحررا من كل الابتزازات والضغوط الأجنبية ومعلنا بصدق وإخلاص وثبات عن انطلاقة مسيرة وطنية فعلية لا طائفية ولا مذهبية يتلاقى فيها الجميع ويتشاركون في حمل المسؤوليات الكبرى التي تحصن البلد وتعيد الأمل إلى اللبنانيين بإعادة بناء دولتهم القوية القادرة على حمايتهم وحفظ حقوقهم وصون سيادتهم والذود عن استقلالهم، هذه الدولة لا تقوم ولن تقوم إلا وفق معادلة واحدة ووحيدة "الجيش والشعب والمقاومة".