شهدت الاوساط الدينية في ايران استحسانا كبيرا للنهضة الشعبية في تونس نظرا لما آلت اليه من انهيار لنظام ديكتاتوري حكم البلاد اكثر من اربعة وعشرين عاما وفق معايير استبدادية وبعيدة عن اي مقاييس شعبية او ديمقراطية.
شارک :
وكانت من اهم التصريحات التي صدرت اجلالا واستحسانا بالنهضة الشعبية التونسية هو بيان صدر عن المرجع الديني الكبير اية الله نوري همداني والذي وصف الثورة التونسية بأنها يقظة الشعب التونسي التي اثارت الرعب في قلوب الكثير من الحكام الذين لايهمهم الا مصالحهم ولم يلتزموا في حكمهم باي عهد تجاه شعوبهم المضطهدة.
واعتبر سماحته بان الشعب التونسي قد استوحى نضاله من الثورة الاسلامیة في ايران. واصفا الحکومة السابقة فی تونس بأنها کانت عمیلة للولايات المتحدة وحلفائها.
ومن جانبه اصدر سماحه اية الله صافي كلبايكاني، الاستاذ بالحوزة العلمية واحد المراجع الكبار في مدينة قم المقدسة، بيانا بهذه المناسبة هنأ فيه الشعب التونسي وعلماء واساتذة جامعة الزيتونة وباقي المراكز الاسلامية في هذا البلد على هذا النصر الكبير، واصفا النهضة التونسية بأنها صحوة الشعب التونسي الشجاع وعودته الى هويته الاسلامية الاصيلة.
وقال: ان النصر الذي حققه الشعب التونسي في اسقاط الحكم السابق، الذي استضعف شعبه واجار عليه الظلم والاستبداد لعدة سنوات ولم يراعي حرمته، يعد انتصارا للدين ورفع الراية الاسلامية في تونس، وكرامةً للشعب التونسي.
واردف اية الله صافي كلبايكاني: ان الشعب التونسي اليوم برهن شجاعته وحماسه للعالم ليكون قدوة لباقي الشعوب المضطهدة كما فعل الشعب الايراني قبل ثلاثين عاما عندما ثار بوجه الاستبداد مظهرا للشعوب والمستضعفين عزمه وشجاعته في هذا النهج العظيم.
وفي الختام توجه سماحته الى التونسيين قائلا: ان المسلمين كافة يفخرون بعودتكم الى هويتكم الاسلامية الاصيلة متمنين لكم دوام الانتصار والازدهار، داعيا اياهم "الاعتصام بالقران وهو كتاب المسلمين جميعا واتباع الحق والالتزام بتعاليم الاسلام المبين"؛ [ ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فی الآخرة من الخاسرين].
وبدوره اشاد المرجع الديني الكبير اية الله مکارم الشیرازی بثورة الشعب التونسي وناشد زعماء الدول الاسلامیة بطرد الأجانب من بلدانهم والاعتماد على شعوبهم.
وأکد سماحته على أن ما حدث فی تونس یحمل دروساً کبیرة، وقال: حدثت فی تونس ثورة عظیمة تشبه الى حد بعید الثورة الاسلامیة فی ایران، فبعد أن اعتمدت الحکومة هناک على الأجانب اعتماداً تاماً ثار الشعب علیها وأجبرها على الفرار من هذا البلد.
ولفت سماحته الى أن الثورة الشعبیة التی ظهرت فی تونس تحمل رسائل عدیدة الى بعض زعماء البلدان الاسلامیة، وقال: لیعلم حکام بعض الدول الاسلامیة بأن زمن الاعتماد على الأجانب قد ولى، وعلیهم أن یعولوا على شعوبهم ویقدموا لهم الخدمات؛ لأن الأجانب غیر قادرین على حمایتهم کما شاهدوا بأم أعینهم ما حصل للرئيس التونسي السابق...الذي التجأ الى السعودية واليوم بدأ الشعب التونسي بالمطالبة بإخراجه منها، مع العلم ان لا احد يقبل باستضافته حيث اصبح شخصا غير مرغوب فيه.