هناك محاولات خبيثة لتشويه صورة الإسلام فى الغرب

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن هناك محاولات لتشويه صورة الإسلام فى الغرب، تحركها دوافع سياسية وتدعمها وسائل الإعلام الغربية، مما يقتضى بذل جهد ضخم لتصحيح هذه الصورة، خاصة وأن للأزهر تقليدا راسخا فى تأكيد الوسطية والاعتدال، مؤكدا أن العلاقة بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى تقوم على المودة والتراحم الإنسانى، والتاريخ الإسلامى شاهد على ذلك منذ ١٤ قرنا.

وشدد شيخ الأزهر خلال لقائه بوفد من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، والذى استقبله بمقر مشيخة الأزهر الاثنين، على أن هناك مخططات غربية وصهيونية خبيثة تستهدف تفتيت وتمزيق العالم العربى لتصبح إسرائيل هى الدولة الكبرى والمتحكمة فى المنطقة، ضاربا المثل بالأحداث فى العراق والسودان ولبنان وبلاد المغرب العربى، مستنكرا ما يردده البعض فى الأيام الأخيرة حول تقسيم مصر إلى ثلاث دول، مسلمة، ومسيحية، ونوبية، موضحا أن مصر أقدم دولة فى التاريخ وأكثر المجتمعات تماسكا، مضيفا أن هناك أصواتا عاقلة ومنصفة فى الغرب ولكنها ليست الأعلى صوتا ولا الأكثر تأثيرا.

وأعرب وفد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية لشيخ الأزهر عن تقديرهم لدور الأزهر باعتباره يمثل الإسلام الوسطى، مطالبا بأن يبذل الأزهر مزيدا من التعريف للثقافة الإسلامية وبعض أعمال العلماء المسلمين والمتصوفين أمثال جلال الدين بن الرومى.

وردا على سؤال للوفد حول أهم المشكلات التى يراها الإمام الأكبر بين الشيعة والسنة، قال الطيب إن الخلاف يرجع لأسباب سياسية، والأزهر يعمل على جمع كلمة المسلمين على ما يتفقون عليه، وأن يلتمس كل منهم العذر للآخر فيما يختلفون فيه، مشددا على رفضه لدعوات التكفير والتطرف من المسلم وغير المسلم على حد سواء.
وقدم شيخ الأزهر خلال اللقاء شرحا تفصيليا للنظام التعليمى والأكاديمى بالأزهر وجهود تطويره بما يؤكد الأصالة والمعاصرة ومد أصول التلاقى والتفاهم مع المؤسسات الأكاديمية فى العالم كله.
وأكد الطيب للوفد أن تكرار هذه اللقاءات تؤدى إلى تقريب التفاهم بين الشرق والغرب وإعطاء صورة صحيحة عنى الإسلام والمسلمين لدى الرأى العام الأمريكى.