الادارة الامريكية والغرب متخوف من انتقال عدوى ثورات الشعوب الى سائر مناطق العالم , ولكن لماذا اليس الغرب يؤيد الديمقراطية وحقوق الانسان بتعيين مصيره ؟ ام انه نفاق واضح ؟
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : قال محللون إن الولايات المتحدة وأوروبا تضغطان الآن من أجل تحول ديمقراطي في مصر، غير أنهما تخشيان من انتقال عدوى الاضطرابات إلى مناطق أخرى في العالم بما فيها المنطقة العربية وأفريقيا.
وحتى الآن يبدو أن الإدارة الأميركية لم تنفض يديها تماما في اللحظة الراهنة من الرئيس المصري حسنى مبارك، مع أن المسؤولين الأميركيين باتوا يشددون على ضرورة حدوث انتقال منظم للسلطة.
وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الأحد إن بلادها لا تريد انتقالا للسلطة لا يؤدي إلى الديمقرطية.
وكان قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا دعوا السبت إلى تشكيل حكومة تضم كل مكونات الطيف السياسي في مصر, وإلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
ويوضح دنيس بوشار المحلل في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أخذ المبادرة بالدعوة إلى إصلاح سياسي في مصر دون التخلي عن الرئيس مبارك.
انتقال العدوى ويشير ديدييه بيليون الخبير في العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس إلى أن الغرب يخشى أن سقوطا محتملا للرئيس مبارك سيفجر اضطرابات في مناطق أخرى بالعالم لتصبح الصورة شبيهة بتساقط قطع الدومينو.
ويقول مراقبون إنه تبدو في الأفق احتمالات حدوث تغيير تاريخي في دول عربية منها ليبيا واليمن وأخرى في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية يحكمها رؤساء منذ عقود.
ويرى باسكال بونيفاس وهو محلل آخر في المعهد نفسه أن الثورة الشعبية في تونس التي أطاحت بزين العابدين بن علي أرست نموذجا لتحدي أنظمة الحكم الشمولي في أفريقيا وآسيا, وفي أي مكان آخر تظهر فيه حكومات مستبدة.
ولكن لماذا يخشى الغرب من انتفاضة الشعوب ومطالبها للاصلاح السياسي , ولماذا يصر على دعمه للحكام الذين ظلوا جاثمين على سلطان الحكم لمدة ثلاثة عقود وبشكل غير ديمقراطي ومخالفا لجميع الاعراف الدولية مستخدما اساليب القمع وكبت الحريات لبقاء حكمه ؟ اذن اين ذهبت شعارات الغرب الداعمة للديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي والمعتقد وكرامة الانسان ؟ صمته ازاء ما جرى في مصر وتونس خلال العقود الثلاثة الماضية (حكومة واعلاما) بين زيف تلك الادعاءات ونفاق الغرب الذي لا يفكر سوى بتأمين مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني حتى في ظل حكم ديكتاتوري يحكم بطريقة غير ديمقراطية , كما نشاهده اليوم في اكثر الدول العربية والاسلامية , فلا زالوا يدعمون هذه الانظمة .