اثارت تصريحات حسني مبارك ليل الخميس التي اكد فيها على عدم تنحيه من السلطة، غضب المحتجين في ساحة التحرير والذين بلغ عددهم اكثر من ٣ ملايين شخصا، مؤكدين مطالبهم بالتنحي الفوري من السلطة ورحيله من ارض مصر.
شارک :
وقال الرئيس المصري في خطابه الاخير والذي كان من المتوقع ان يعلن فيه عزمه للتنحي الرسمي من السلطة، ان الاخطاء واردة في كل نظام، وذلك في اشارته وتبريره للسنين التي حكم فيها البلاد من خلال نظامه الدكتاتوري والضحايا الذين وقعوا اثر العصيان المدني والنهضة الشعبية منذ ٢٥ يناير حتى الان.
وكرر مبارك عزمه على عدم ترشيحه مرة اخرى ووعوده باجراء انتخابات نزيهة في سبتامبر المقبل وتسليم سلمي للسلطة حسب زعمه.
كما اشار الى التعديلات في (6) مواد قانونية من الدستور المصري وذلك مرورا بالاصلاحات التي كان قد وعد بها الشعب المصري الثائر بغية تهدئتهم.
لكنه اكد على عدم تنحيه من السلطة بقوله "ارفض الاملاءات الاتية من الخارج" وعدم الخروج من ارض مصر.
وعلى غرار هذه التصريحات اصدر رئيس الاستخبارات السابق ونائب الرئيس المصري الحالي عمر سليمان بيانا وذلك بعد دقائق قليلة من ختام تصريحات حسني مبارك، طالب فيه الشعب المصري المحتج في ساحة التحرير بـ "عدم الانصياع الى الاعلام الخارجي والذهاب الى بيوتهم والبدء بحياتهم الاعتيادية".
وقد اثارت هذه التصريحات من قبل الرئيس المصري ونائبه، ردود فعل غاضبة وشديدة لدى الجماهير المصرية رافضين خطاب مبارك ومطالبين اياه بالرحيل الفوري من مصر.
وطالب المتظاهرون من خلال هتافاتهم الجيش المصري بالتدخل الفوري والتوجه نحو القصر الجمهوري وفاءا بعهوده التي قطعها امام الشعب في بيانه رقم (١) قبل عدة ساعات من خطاب مبارك ليل الخميس.
وكانت من بعض الهتافات التي رددها الشعب المصري تنديدا بخطاب مبارك الاخير ما يلي: - "على القصر رايحين شهداء بالملايين". - "ارحل يعني امشي ولاّ ماتفهمش" (باللهجة المصرية). - "لا يا عمو مش رايحين حتى ترحل" ( باللهجة المصرية).
ورأى الكثير من المحللين في خطاب مبارك الاخير انه لم يقدم شيئا جديدا، واصفين مبارك بأنه "في غيبوبة" و"يعيش في المريخ" حيث لا يرى ولا يسمع مطالب الحشود الهائلة برحيله من السلطة.
وتوقع هؤلاء المحللون ان الجيش سيفي بوعوده نحو تحقيق مطالب الجماهير المصرية، مؤكدين "ان الكرة في ساحة الجيش الان". كما اكدوا ان عمر سليمان فقد صلاحيته "كرجل المرحلة الانتقالية بعد خطابه المخيب للآمال".
ومن جانبه قال محمد البرادعي "رئيس الجمعية الوطنية للتغيير" بعد تصريحات مبارك الاخيرة "ان مصر على اعتاب انفجار ولابد من تدخل الجيش لانقاذ البلاد".