استخرج الكتاب من السيرة النبوية قوانين التغيير السياسي ,حيث قام بتقييم عمل الحركات الاسلامية المعروفة وفقا لهذه القوانين
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : الكتاب صدر في نوفمبر ٢٠٠٩م عن المركز العربي للدراسات لمجدي أحمد حسين بعنوان "سنن التغيير في السيرة النبوية" وتطبيق على الحركات الإسلامية المعاصرة، وجود مجدى حسين في السجن بتهمة التسلل إلى غزة لم يوقف إصدار ما أنجزه من كتابات قبل دخوله السجن. الكتاب من ٥٥٠ صفحة من القطاع الكبير ويتضمن ١٣ فصلا.
الكتاب لا يتناول السيرة النبوية بصورة تقليدية، كما وردت في العديد من الكتب السابقة، ولكنه يستخرج من السيرة قوانين التغيير السياسي. ويبرهن من خلال البحث المقارن أنها قوانين اجتماعية عامة تحكم الصراع في مختلف المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية. وقد استخرج من السيرة ١٣ قانونا سياسيا اجتماعيا يرى أنها تحكم وتضبط شتى الصراعات الإنسانية من أجل التغيير والإصلاح وهي:
- تشكيل النواة العقائدية القيادية الصلبة - الجهر بالدعوة وإعلان الهدف النهائي لحركة الإصلاح في صراع سافر حول المشروعية - الابتلاء الحتمي لأصحاب دعوة الإصلاح والتغيير - الرد على الاضطهاد باستمرار نشر الدعوة سلميا - المقاومة باليد أو الدفاع المشروع عن النفس - الهجرة إحدى وسائل حماية النواة الصلبة - سعي الطغاة لاستئصال دعوة المصلحين- ضرورة إقامة تحالفات وتوسيع الجبهة ضد الطغيان - التوجه إلى الأطراف من أجل الوصول إلى القلب- إصلاح الأمة يبدأ بإصلاح الوطن - إقامة الدولة العادلة فريضة - دور المرأة أساسي في نجاح التغيير - تمكين المستضعفين.
وخلال مناقشة هذه القوانين تعرض الكاتب لتقييم أبرز الحركات الإسلامية المعاصرة ومدى اقترابها أو بعدها عن فهم هذه القوانين والعمل بمقتضاها، وهو يؤكد أن الحركات الناجحة هي التي استوعبت هذه القوانين وعملت بها، وان تراجع معظم الحركات الإسلامية العربية يعود إلى عدم عملها وفقا لهذه القوانين التي لا تحابي أحدا ومن أهم الحركات التي تناولها بالتقييم:
حركة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربى، وحماس وحزب الله. والقاعدة، والجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر، والثورة الاسلامية الإيرانية، والجماعة الإسلامية في مصر، وتنظيم الجهاد المصري، والحركة الإسلامية في السودان وحركة طالبان الأفغانية والباكستانية- والجماعة الإسلامية الباكستانية، وحزب العمل المصري.
وركز الكتاب على أن التغيير لا يتحقق بدون حزب عقائدي، وبدون الإعلان النهائي السافر لأهداف الحركة الإصلاحية، وبدون دور أساسي وفاعل للشباب والمرأة وتضمن الكتاب رؤى من زوايا جديدة لبعض أحادث السيرة لعل أبرزها تناول صلح الحديبية باعتباره انتصارا كبيرا ونقطة تحول كبرى في هزيمة سلطة قريش، وليس مساومة أو تنازلا أو تراجعا كما هو شائع لدى عديد من الكتاب.
وكذلك اهتم بدحض فكرة خاطئة شائعة حول أن العبيد والفقراء كانوا أكثر الداخلين في دين الإسلام. كذلك تناول الفكرة الإستراتيجية في حركة السيرة النبوية في التوجه للأطراف من أجل إسقاط المركز (القلب) وهي الفكرة التى حكمت عمل كثير من الثورات. وألقى الضوء على زاوية جديدة: وهي الجغرافية السياسية في القرآن الكريم والسيرة النبوية. وقدم مسحا لكل ما ورد فى القرآن الكريم من مواقع جغرافية واستخراج دلالات ذلك. وقد استند الكاتب لعشرات المراجع التقليدية من أمهات الكتب والمراجع المعاصرة حول السيرة بالإضافة لمعلومات سياسية غزيرة مستقاة من ثقافة وخبرة الكاتب في المجال السياسي.