حذر خبراء في مجال الطاقة، من تهديد الجفاف المستمر في بريطانيا، وفي أوروبا عموما، لتوليد الطاقة الكهرومائية، تزامنا مع أزمة طاقة متوقعة في الشتاء القادم، مع استمرار التوتر في العلاقات الأوروبية الروسية.
شارک :
ونقل موقع "الجزيرة نت" عن مصادر أن أنهار أوروبا تمر حاليا بموجة جفاف خطيرة، ما أدى لتراجع توليد الطاقة الكهربائية من المصادر الكهرومائية التي تعتمد على انسياب المياه بنسبة 20%، مما أدى إلى "تحديد عمل المنشآت النووية".
وبلغ معدل جفاف منبع نهر التايمز أعلى مستوياته على الإطلاق، وقال مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا إن يوليو/تموز الماضي كان الأكثر جفافا في إنجلترا منذ عام 1935.
وإيطاليا لا تبدو بحال أفضل من فرنسا وألمانيا؛ إذ يشهد نهر بو انخفاضا في مستويات المياه بشكل غير مسبوق بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد حاليا.
ويمتد هذا النهر بدءا من تورينو في جبال الألب وصولا إلى مدينة البندقية على البحر الأدرياتيكي على مسافة تقارب 652 كيلومترا، ويُعد أطول نهر في إيطاليا.
ووفقا لتقديرات فإن قرابة 16 مليون شخص يعيشون في منطقة حوض النهر الإيطالي، الذي يشهد حاليا انخفاضا حادا في منسوبه يعد الأشد منذ أكثر منذ 70 عاما.
أما نهر الراين، فيعد أحد أهم الأنهار وأطولها في القارة الأوروبية بطول يبلغ 1230 كيلومترا، وينبع من سويسرا ويمر بفرنسا وألمانيا وليختنشتاين وهولندا ليصب أخيرا في بحر الشمال وتقع على ضفتيه مدن أوروبية عديدة.
وانخفض منسوب مياه النهر إلى أقل من 40 سنتيمترا أمس الجمعة، وفقًا لنشرة يومية صادرة عن إدارة الممرات المائية والشحن الفدرالية الألمانية.
ويعيش قرابة 58 مليون شخص في منطقة نهر الراين وتستخدم مياهه للشرب والري والتصنيع.
وتسببت هذه الأوضاع في تداعيات اقتصادية وتجارية كبرى، إذ تسهم الأنهار ضمن وسائل النقل في أوروبا بنحو 80 مليار دولار، حسبما أوردت وكالة "بلومبرج".
كما زادت تكلفة الشحن بد ارتفاع معدل أجور النقل بنحو 30%، فيما اضطرت العبارات في هولندا إلى التوقف، ما أثر على حركة السيارات والشاحنات وحتى حركة مرور الدراجات في بعض المناطق.