تاريخ النشر2011 16 September ساعة 22:43
رقم : 63308
منبر الجمعة

مرحلة جديدة بدأت في العالم العربي

تنا ـ بيروت
إن "نقاط الالتقاء اكثر من نقاط الاختلاف بمئات المرات " كيف ننسى المختلفات بيننا وبين الكفر العالمي وننبش اختلافات فيما بيننا كمسلمين
مرحلة جديدة بدأت في العالم العربي

أكد خطباء منبر الجمعة على ضرورة التمسك بالوحدة حيال المؤامرات التي تحاك ضد سوريا مشددين على أن سوريا ولبنان توأمان فما يصيب سوريا يصيب لبنان ولفت الخطباء إلى انه ليس كل تحرك أو حراك ثورة مستنكرين الإنتقادات التي وجهت لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومستذكرين أحداث أيلول من مجزرة صبرا و شاتيلا إلى إغتيال بشير الجميل واستشهاد سليم حجازي وبلال عزام و ما تلا أحداث الحادي عشر من أيلول . 

فقد تساءل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبته لماذا قامت القيامة على كلام البطريرك بشارة الراعي لاستقرائه لما يجري على الأرض العربية مشيراً إلى أن " البطريرك أدلى بدلوه بما يحافظ على المسيحيين ، فالمسيحيون في العراق قتلوا وظلموا وشردوا وانا أضم صوتي لصوت البطريرك، فهذا الصوت يجب ان يلمس أرضية صلبة ليبقى لبنان معافى صحيح البنية مستقيم التوجه ". 

كما تساءل سماحته عن الجدوى من القتل غير المبرر والعمل بما ينافي الضمير في الوقت الذي من المطلوب فيه ان نحصن أنفسنا بعمل الخير ونبتعد عن الظلم والباطل والغفلة . وطالب سماحته الجميع بالحكمة والتروي والنظر في العواقب معتبراً أنه " ليست كل المطالب محقة لان المطالب المحقة هي ان نسلك سبيلا مستقيما نبعد فيه الناس عن الهلكة فنعقد الاجتماعات لوضع النقاط على الحروف وخاصة في سوريا التي تشهد جلسات للحوار في المناطق والمحافظات " مضيفاً " نحن مع الإصلاح الايجابي وندعو للبعد عن الفوضى والارتجال وندين القتل العشوائي ويهمنا وضع سوريا كما لبنان لان سوريا ولبنان توأمان فما يصيب سوريا يصيب لبنان وما

يصيب لبنان يصيب سوريا". 

ورأى سماحته ان ما يجري في تونس وليبيا ومصر اكبر شاهد على الظلم والفساد لما جرى من تجميع للأموال والثروات على حساب الشعب وعلينا ان نعمل وننصف لما فيه خير البلاد والعباد ولا سيما ان أرضنا غنية بالثروات النفطية والطبيعية ولكن شعوبها فقيرة . 

أما سماحة الشيخ ماهر حمود إستذكر ذكرى مقتل بشير الجميل واستشهاد سليم حجازي وبلال عزام ، معتبراً أن هذا الإغتيال كان بداية للهزيمة الإسرائيلية في لبنان ، والتي هزمت على مراحل بفضل المقاومين الأبطال وحبهم للجهاد في سبيل الله ومثابرتهم عشرين عاما أو يزيد على المقاومة وتكاليفها الباهظة من الأرواح والأنفس والأموال والراحة.

و أكد سماحته أن دم سليم حجازي وبلال عزام اللذين استشهدا في صيدا في اليوم التالي لمقتل بشير الجميل كجزء من الفاتورة التي دفعها الوطن لمقتل بشير الجميل ، وكان اكبر بند فيها مجزرة صبرا وشاتيلا ، أن هذا الدم لم يذهب هدرا ، لقد كانت دماء الشهداء جميعا وقودا للمقاومة وللمقاومين . بالمقابل فان الذين انهزموا من داخلهم أمام العدو الإسرائيلي أصبحوا ينظّرون للهزيمة مرة بقولهم أن العين لا تقاوم مخرزا وان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فاختلط عند الناس الأمر وأصبحوا يرون كأن الدين دافع للهزيمة وللاستسلام ، ولكن الشباب الذين لم ينهزم معنويا أمام الإسرائيلي وحلفائه وعملائه استطاعوا بحول الله أن يغيروا المعادلة والحمد لله رب العالمين .

و أضاف سماحته " اليوم هم أنفسهم الذين انهزموا نفسيا أمام العدو الإسرائيلي وأصبحوا ينظرون لثقافة الهزيمة ويلبسونها الثوب الديني المزور .. هم أنفسهم اليوم مهزومون أمام المشروع المذهبي الذي يشوه الإسلام ويشق صف المسلمين ويحاول أن يفض الجمهور العريض الملتف حول المقاومة باع مة هي نفسها التي تعرقل مسيرة الأمة ، وهي التي تشوه حقيقة انتماء الأمة ، وهي
التي تسبب الأزمات " و لف إلى أن "هنالك فئة كبيرة من تماد مفردات وأفكارا مذهبية هي أقرب إلى الجاهلية منها إلى الإسلام ".



أما سماحة الشيخ محمد يزبك ركز في خطبته على الذكرى المشؤومة في ١٧ أيلول ١٩٨٢ لمجزرة صبرا وشاتيلا التي اختلطت فيها " دماء اللبنانيين والفلسطينيين شاهدة على ظلم ذوي القربى في الوطن والقومية ينفذون مع أسيادهم يقودهم شارون تنفيذاً للمشروع الصهيوني ".و قال الشيخ يزبك " لا تلوموا باعة الأوطان بذل العمالة ولا يخدعنّ أحد بشعارات الديمقراطية وثورة الأرز الفلتمانية ولا عجب أن لا تسمع في الذكرى صوتاً " . و تساءل سماحته " هل شكلت لتلك المجزرة وما تلاها من مجازر صهيونية محكمة دولية، أليست جرائم حرب إرهابية بحق الإنسانية " و تابع " ولكن عميت القلوب والأبصار عن جرائم الربيبة إسرائيل وشيطانها الأكبر وأدواتها الرخيصة ". 

من جهة أخرى أكد الشيخ يزبك أن الكيدية تفوّت المصلحة على اللبنانيين معتبراً أن" الحرص والنقاش بحاجة إلى روحية تتفانى لأجل المصلحة العامة بعيداً عن الأحقاد وردات الفعل على حساب المصلحة وأولويات الوطن".
و لفت سماحته إلى تزامن الجولة الأمريكية لعكار مع دعوة لتدخل عربي ودولي في سوريا متسائلاً عن الهدف من هذه الجولة مشيراً إلى أن أنها تخفي نوايا سيئة من تآمر ومخطط للمنطقة، مؤكداً أن شعار مصالح الناس وحرياتهم وحقوقهم ذرائع إدعائية من أجل أمن إسرائيل ونفط المنطقة وثرواتها وخيراتها. كما تساءل سماحته" هل يريد دعاة التدخل الدولي في سوريا أن تكون ساحة للسباق الدولي ؟ " و فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أشار سماحته إلى ضرروة عدم الإنشغال بما يجري من أحداث لافتاً إلى أنه قد يكون خطط لها من أجل نسيان فلسطين من الذاكرة .

بدوره شدد سماحة العلاّمة السيّد علي فضل الله
في خطبته على أنّ مرحلة جديدة قد بدأت في العالم العربي، مؤكداً أن " اقتحام الشباب المصري الواعي لسفارة العدوّ لا يقلّ أهميّةً عما جرى في طهران في أعقاب الثورة الإسلاميّة من اقتحام للسفارة الأمريكيّة". و إذ حيّا فضل الله الشعب المصري على هذه الوقفة البطولية وسعيه لإسقاط معاهدة كامب ديفيد وإعادة مصر إلى موقعها المقاوم أشار إلى أنهم إستطاعوا أن يثبتوا للعدوّ أنّ عصر الحسابات السياسيّة الّذي كان فريسة الأنظمة قد سقط في مرحلة النّهوض الشعبيّ الواعي . 

و لفت سماحته إلى ذكرى الحادي عشر من أيلول، الّتي أعادت بنا الذَّاكرة إلى ما حصل في أمريكا، والّتي مهَّدت لكثيرٍ من الأحداث الّتي جرت في منطقتنا ولا نزال نعاني من نتائجها وآثارها السلبيَّة معرباً عن أمله في " أن تدرس الإدارة الأمريكيَّة الأسباب الّتي أدَّت إلى القيام بهذا العمل، وأن تراجع سياستها الّتي أوصلتها إلى استعداء العالم العربيّ والإسلاميّ لها" . 

كما دعا فضل الله الشعب السوريّ إلى وعي خطورة هذا التدخّل وسلبيّاته، لأنّ هذه الدول إن دخلت، ستفسد الأرض والإنسان، والتجارب على ذلك كثيرة. مشدداً على ضرورة اعتماد لغة الحوار الموضوعيّ الهادئ، لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها الشّعب والدّولة، بما يبقي سوريا قويّة .
كما إستنكر سماحته جريمة قتل الزوَّار المؤمنين بدم بارد، داعياً علماء الأمّة وقياداتها والحكومات العربيَّة والإسلاميَّة، إلى تحمّل مسؤوليّاتهم، والتنديد بهذه الجريمة النّكراء، كما ندعو الشّعب العراقيّ إلى الوحدة، ووعي المخطَّط الّذي يريد للعراق أن يغرق في الفتنة الطائفيَّة والمذهبيَّة والفوضى السياسيّة. 

أمَّا فيما يتعلق في لبنان حيّا فضل الله غبطة البطريرك مار بشارة الراعي لجهة تأكيده حقّ
اللّبنانيّين بالمقاومة ورأى في ذلك انسجاماً مع القيم الرّوحيّة المنطلقة من قيم السيّد المسيح(ع)، ومن دعوته إلى إخراج اللّصوص من الهيكل. مشدداً على أنه " لا يمكن لبلد الدّيانات أن يكون مصدر إساءة إليها، وإلى كلّ القيم التي تحملها". 

بدوره أكد الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان على وجوب الوقوف في وجه جميع مشاريع الظلم، المشاريع المحلية قبل العالمية. مؤكداً أن "نقاط الالتقاء اكثر من نقاط الاختلاف بمئات المرات " مستغرباً كيف ننسى المختلفات بيننا وبين الكفر العالمي وننبش اختلافات فيما بيننا كمسلمين" .
وأضاف سماحته :" يشتاق أحدنا الى ان يتنشق لواء العزة والكرامة وان يرفع بيرقه عاليا ، وتساءل:" هل كتب علينا ان نقبل علما امريكيا وفرنسيا من هناك كما حصل في الكويت مع جورج بوش وكما يحصل اليوم في ليبيا مع ساركوزي ؟ لماذا لا نأخذ من أمراء وملوك الطوائف في الأندلس عبرا بعد ان اقتتلوا ضيعوا أعظم حضارة ؟"

لافتاً الى أنه "ضاع الصواب لاننا اختلفنا فيما بيننا ، كثير منا يخدم مشروع الكفر العالمي دون ان يدرك ، مع أن هناك تكرارا للتجارب ساعة بعد ساعة ، خذوا الابيض ودعوا الاغبر والأسود من التاريخ وها هو الشعب المصري أخذ قرارا بالثورة على جلاديه وتوجه صوب السفارة الاسرائيلية ".

من جهته بيّن سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن " ليس كل تحرك أو حِراك ثورة ، وليس كل ثورة هي ثورة لصالح العرب والأمة " و أوضح أنه "لا بد من تحديد طبيعة القوى التي تسهم في صنع هذه المتغيرات أو تلك خدمة لمصالحها وأهدافها. فمن الخطأ أن نندفع بشكل سريع وعاجل إلى تأييد أية سلطة بديلة ما لم تكن هذه السلطة الجديدة نابعة من إرادة الشعب ومستقلة عن الوصاية الأجنبية ومعروفة الأهداف والمواقف التي تصب في خدمة القضايا العربية والإنسانية لا سيما منها القضية الفلسطينية". 

من
جانب آخر شدد سماحته على الحكومة اللبنانية أن تخرج من حالة القلق والتذبذب في مقاربة بعض الملفات السياسية والأمنية والاجتماعية. فمن المستحيل أن تتقدم الحكومة إلى الأمام وهي تخاف اتخاذ إجراءات إصلاحية حقيقية أو تحاذر من غضب بعض الحكومات الأجنبية. و أكد أن "مصلحة لبنان وشعبه يجب أن تكون أولوية مطلقة، مشدداً على " تجنيد كل عناصر القوة في سبيل العبور إلى دولة المؤسسات التي لا تقف عند الأشخاص بل تستمر ولو كانت العواصف التي تعترض الوطن هوجاء ". 

من جانبه شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أن " الهمروجة المسماة بالدولة اللبنانية وما يتفرع عنها من مؤسسات وإدارات ما هي إلا أكذوبة على الناس وفي أعينهم بحيث بتنا نشعر جميعا بأننا في (لا دولة)، وكل فريق في هذه اللادولة (فاتح على حسابه) إذا صح التعبير، الموالون لهم حساباتهم والمعارضون لهم حساباتهم، وبين هذا وذاك ضاعت الحقوق، وضاقت الناس ذرعا بما يجري من ممارسات وسلوكيات لا تلامس في حقيقتها الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية التي يجب أن تتوفر لدى كل مسؤول وكل قيادي يعنيه مصير البلد وشعبه". معتبراً أن البهلوانيات السياسية لا تخرج لبنان من كل هذه المناخات الإقليمية والدولية العاصفة،
وعن الوضع في سوريا توجه قبلان بالخطاب إلى السياسيين بالقول:"اتركوا ما في سوريا لأهل سوريا، فهم أدرى بشعابها، ومشاكل بلدنا وتعقيداته تكفينا، فلنبحث كيف نواجهها وكيف نعمل على بناء دولة تؤمن الكهرباء، وتؤمن المياه، وتؤمن فرص العمل، وتفرض الأمن، وتؤمن الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتدير شؤونها من دون أن يتدخل بشؤونها أحد أو تتدخل بشؤون أحد. هذا ما نطلبه من هذه الحكومة وندعوها للالتزام به، كما ندعو كل القيادات وكل الأفرقاء للخروج من اصطفافات الشرذمة . 

https://taghribnews.com/vdcbwfb0.rhbfgpukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز