الشيخ الدکتور شهرياري يطالب بتنفيذ قرار الجنائية الدولية للقبض على المجرم نتنياهو
بعث الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "الشيخ الدكتور حميد شهرياري"، برسالة الى علماء المسلمين في انحاء العالم، مطالبا فيها باتخاذ كافة الاجراءات والخطوات لتنفيذ قرار محكمة الجنايات الدولية القاضي بالقاء القبض على رئيس حكومة الكيان الصهيوني المجرم "بنيامين نتن ياهو" ووزير حربه المعزول "غالانت" لقاء جرائم الابادة الجماعية التي اقترفها طوال اكثر من عام وثلاثة اشهر بحق الشعب الفلسطيني ولاسيما اهل غزة المظلومين الصامدين.
شارک :
واكد الدكتور شهرياري في رسالته : ان الكيان الصهيوني الغاصب، لم يكن اليوم محط كراهية الشعوب في منطقة غرب اسيا والمسلمين فحسب، وانما قادة الدول التي كانت حليفة له على مدى السنوات المديدة، اضطرت اليوم ان تنأى بنفسها (حتى لو كانت تتظاهر)، من هذا الكيان.
وافادت وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان نص الرسالة التي بعث بها الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الدكتور شهرياري، الى علماء الامة بشان قرار الجنائية الدولية للقبض على مجرمي الحرب نتن ياهو وغالانت، جاء على الشكل التالي :-
[بسم الله الرحمن الرحیم - وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ]؛ (بقره/120).
ان الشعوب المسلمة جرّبت، على مدى اكثر من عام، اصعب وامر الظروف، حيث ان الكيان الصهيوني يبطش بكل وحشية بالشعبين المظلومين في فلسطين ولبنان؛ غير ان هذه المصاعب لم تثن مجاهدي الاسلام وقوى المقاومة في امة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) عن مواصلة مسيرتهم النضالية، بل ضاعفت في معنوياتهم وقد ازدادوا شوقا لتسطير المحلاحم المذهلة، وتعزيز قدراتهم والتحلي بمزيد من اليقظة في مواجهة هذا الكيان المجرم.
ان ثمار هذا الصمود بدأت تتجلى اكثر فاكثر، وربما شكّل ذلك السبب الرئيسي وراء المزيد من فضح الكيان الصهيوني على حقيقته امام الراي العام العالم والمجتمع الدوليين.
ان الكيان الصهيوني الغاصب، لم يكن اليوم محط كراهية الشعوب في منطقة غرب اسيا والمسلمين فحسب، وانما قادة الدول التي كانت حلييفة له على مدى السنوات المديدة، لكنها اضطرت اليوم ان تنأى بنفسها، حتى لو كانت تتظاهر بذلك، من هذا الكيان.
وان اعلان الدول الاوروبية وغير الاوروبية رسميا بانها ستطبق حكم الجنائية الدولية على رئيس وزراء ذلك الكيان الغاصب وتقدم على اعتقاله لو قام بزيارة الى تلك البلدان، لهو من ثمار وعطايا المقاومة، لا سيما طيلة ما يربو عن عام من الزمن.
وفي واقع الامر، فقد ارغمت ضغوط الراي العام في تلك الدول، انظمتها الحاكمة بان تتخذ هكذا مواقف ضد (رئيس وزراء الاحتلال ووزير حربه المعزول).
لقد حان الوقت لنسأل انفسنا نحن الشعوب المسلمة وخاصة النخب والعلماء الافاضل، هل اتخذنا الاجراءات اللازمة والوافية في هذا السياق، وهل نحن النخب الدينية نجحنا في اقناع حكوماتنا بان تتخذ مواقف اكثر حزما وتاثيرا ضد الكيان لصهيوني؟
ويمكن القول بثقة، أنه لم تكن هناك اي مواجهة أو على الأقل ايقاف اي نوع من التعاملات والعلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب أسهل مما هو عليه اليوم، مع العلم بأن هكذا موقف كان واجبا دينيا - بل واجبا إنسانيا – طوال كافة السنوات التي مضت تحت الاحتلال. لكن اليوم، حيث ذاع صيت وقاحة هذا الكيان واضطر أقرب أصدقائه وحلفائه في الغرب بان يتبرأوا منه، حتى لو حدث ذلك في ظاهر الامر، فإن واجب المجتمعات الإسلامية وخاصة علمائها وحكوماتها، بات ملحا اكثر من أي وقت مضى.
وان المسؤولية التي تقع على اعتاقنا نحن علماء العالم الإسلامي، هي أن نأمر حكامنا بالمعروف وننهاهم عن المنكر، وعليه فإن البرّ الأكبر اليوم متمثل في مواكبة ودعم المقاومة ضد أشنع وأحقر كيان في التاريخ، كما ان الشر الأكبر اليوم هو التواطؤ مع هذا الكيان أو الصمت على جرائمه.
ومن واجبنا نحن العلماء ايضا، أن نذكر حكامنا بتعليمات القرآن الكريم، وألا يبتغوا رضى أعداء الإسلام، لأنهم بحسب الآية التي ذكرناها انفا سوف لن يرضوا ابدا حتى نتبع دينهم وملتهم.
وعليه، فمن المتوقع أن يتم عبر تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية، اغتنام الفرص الفريدة المتاحة في الصعيد الدولي حاليا، وان نبادر نحن علماء وفضلاء الامة، وفي ظل مكانتنا الشعبية ونفوذنا الاجتماعي، الى اقناع حكوماتنا لتتخذ مواقف اكثر مسؤولة وصرامة قبال الصهاينة، وتمنع جميع القنوات التي تخدم مصالحهم او تنقل الموارد عبر المنافذ الحدودية للدول الاسلامية اليهم.