نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان
من كان مركز حلفه طهران لن يرى الخسران أبداً
خاص "تنا "ـ بيروت
ممثل المفتي قباني : لا بد من نملك مقومات الحياة ووسائل القوة لكي نمتكن من السيادة و الإستقلال الحق على الأرض وفي كل شؤوننا مما يمكننا من رفع الصراعات و اٌلأحقاد فنحفظ بذلك كرامتنا و أمتنا
شارک :
"التغيير " شعار مؤتمر كلمة سواء ١٢ "التغيير الاجتماعي والسياسي عند الامام الصدر: الرؤية - النهج - الرسالة"، و الذي إفتتح اليوم عند التاسعة والنصف صباحاً في قصر الاونيسكو.
بدأ حفل الإفتتاح بتلاوة للقرآن الكريم فالنشيد الوطني اللبناني ثم فيلم وثائقي عن مؤسسات الإمام الصدر و الأجيال التي خرجتها من ممرضات و عاملات في مختلف الأصعدة و الإهتمام بذوي الحاجات الخاصة ، و ركز الفيلم على أن "النساء بيت القصيد و درّة التاج " في مؤسسات الإمام لذلك يعملون على تمكين النساء البنانيات على إختلاف إنتماءاتهن عبر مركز أسيل في بيروت ، ومركز تعزيز الطاقات في صور و مشروع تأهبل العاملين في التنشيط الإجتماعي .
ثم تخلل إفتتاح المؤتمر كلمات على التوالي لكل من : رئيسة مؤسسات الإمام الصدر السيدة رباب الصدر (رحبت فيها بالحضور الكريم) ، غبطة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي ،سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني، غبطة بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم ، سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ، غبطة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة الإمام الشيخ عبد الامير قبلان ، ثم كلمة الإمام السيد موسى الصدر عبر فيلم وثائقي .
ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أعرب عن إيمانه بكرامة الانسان الذي خلقه الله نافخاً فيه من روحه العزة والكرامة والهيبة لنكون سادة الكون المخلوق وعابدين بالحب والطاعة لخالق كل ما يرى وما لا يرى في العالمين المنظور والخفي، لافتا الى أننا "إذا ما آمنا بالكرامة الأتية من الله نعبر بها عن المساواة التي أرادها الله بين أبناء الجنس البشري، ومن دون هذه المساواة العادلة تمام العدل لا مساواة إبتدعها الناس على الارض " .
بدوره أكد الشيخ وفيق حجازي الذي ألقى كلمة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أنه"لا بد من نملك مقومات الحياة ووسائل القوة لكي نمتكن من السيادة و الإستقلال الحق على الأرض وفي كل شؤوننا مما يمكننا من رفع الصراعات و اٌلأحقاد فنحفظ بذلك كرامتنا و أمتنا " .
وأوضح أن "أهم عامل لبناء هذه الأمة أن ينبع التغيير من أنفسنا وأن تجتمع كلمتنا على أمر سواء يقطع الطريق على محاولات تشتيت هذه الامة وتقسيمها الى دويلات ومن ثم لقيمات يسهل ابتلاعها الامر الذي يؤدي للهلاك والزوال وهذا هو مسعى الاعداء والمستعمرين الذين يدركون أنه لن يكون لهم موطئ قدم اذا كانت كلمتنا سواء".
وتابع حجازي "ان المجتمعات الانسانية بعد ان ذاقت مر الظلم ها هي تسعى لفك طوق الحصار، وكل الحلول والمقترحات البعيدة عن المنهج الحق لن تجلب السعادة ولن تؤمن حرية الكلمة" مضيفاً أنه ""لكي تكون الكلمة حرة لا بد ان تكون مستقلة ولكي يكون الاستقلال استقلالاً لا استغلالاً لا بد أن تكون الكلمة كلمتنا والراية رايتنا ليتم التغيير الايجابي لمصلحة الوطن والأمة".
بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الاورثوذوكس اغناطيوس الرابع هزيم كانت له كلمة ألقاها باسمه المطران غطاس هزيم وعدد فيها الثوابت التي شكلت جوهر إيمان الامام السيد موسى الصدر وهي: ـ الإيمان المشترك الاسلامي المسيحي بالله الواحد. ـ الدين واحد ولو تعددت الديانات ـ الديانتان المسيحية والإسلامية جعلتا لخدمة الإنسان وحقّه بالحياة الفضلى ـ الديانتان تدعوان الى قيم روحية وخلقية مشتركة والى التقارب والاستفادة المتبادلة.
من جهته رأى الشيخ غسان الحلبي أن الامام الصدر كان عاصفة في عقله و فكره وخلال إلقائه كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في المؤتمر اشار "الى القيم الإنسانية التي ارساها الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفضه للعصبية الطائفية وتأكيده على الانفتاح على كل الشعوب". وتوقف عند القضية الفلسطينية التي "كانت في عمق الضمير ولم يقفز إليها الإمام قفزاً بل رآها ببصيرة المؤمن و رأى فيها الإمام الصدر معركة حضارية طويلة الأمد".
وتابع الشيخ حلبي "إن الامام الصدر على وشك أن يقول لكل اللبنانيين عودوا الى الوراء كأنكم تتقدمون الى الامام" في اشارة الى القيم التي أرساها الامام المغيب من خلال "خطاباته التي تنحو المنحى الصادق في سياق رؤية وطنية متكاملة". مؤكداً أن الممارسة العملية هي المقياس و ليس الشكل و المظاهر لأن قيمة الشيئ بجوهره .
وفي الكلمة التي ألقاها باسمه المطران بيار بستروس، أكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام "أن الكلمة السواء تكون بأن نعبد الله الذي نؤمن كلنا انه اله واحد مهما تعددت التعابير التي من خلالها نعبر عن وحدانيته وبمحبة القريب" مشدداً أنه "لا ينبغي للأقليات ان تبحث عن الحماية الخارجية بل عن المساواة لان الحماية الخارجية تفصل المواطنين وتفتح الباب أمام النزاعات والمساواة تربط بين البشر".
ومما جاء في كلمة البطريرك لحام التأكيد على "المواطنة وقبلها العيش المشترك وان الشرق منبع الأديان لكن الإيمان غير التدين وخطر الانقسام بين المواطنين لا يكمن في الايمان بل في التعصب الديني الذي هو مصدر دائم للنزاع" مشيراً الى ان "هذا ما آمن به الامام موسى الصدر رائد التعايش في وطن أراده موحداً ينعم فيه مواطنوه بالعدالة والمساواة والانماء المتوازن".
بدوره دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذين لا يقرأون التاريخ جيداً الى "اطفاء نار الشام قبل أن تلتهم نارها كل بيوت العرب". وفي كلمته التي ألقاها باسمه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أكد "أن سوريا مركز التقاطع الاستراتيجي بين معسكر الغرب وعربه وأتراكه ومعسكر الممانعة والمقاومة وأي تحرك يعني حرباً اقليمية".
و أشار قبلان إلى أننا اليوم أمام تقاطع زلزالي عنيف ما يعني ضرورة التأكيد : إن أي تهور أطلسي تركي أو خيانة عربية فيما خص عصب محور الممانعة و أعني بذلك سوريا يعني إنتحاراً حربياً لن تكون كل المنطقة بمنأى عنه . ثانياً نكرر للذين لم يقرأوا التاريخ جيداً أطفؤا نار الشام قبل أن تلتهم نارها كل بيوت العرب. ثالثاُ لبنان بلد امام المقاومة الإمام الصدر و مهد الليوث ، وهو مدين لسوريا التي وقفت معه ضد العدو الصهيوني و من كان مركز حلفه طهران لن يرى الخسران أبداً .
وتوجه الشيخ قبلان الى العرب قائلاً "عودوا من غربتكم الى ضمائركم وكونوا أحراراً ان كنتم تقولون انكم احرار" معتبراً "ان أي انزلاق للحرب ستنهار فيه كل قواعد اللعبة . من جهة ثانية طالب الشيخ قبلان الحكومة الليبية "بالتحقيق في قضية اخفاء الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه".
واختتم حفل افتتاح مؤتمر كلمة سواء ١٢، بكلمة من أرشيف منبر الإمام المغيب السيد موسى الصدر ذكر فيها أن الناس فئات ، فئة تستسلم و فئة تهاجر وفئة تقاتل بسلاح الغير و الفئة الرابعة هي فئة التغيير وهم "أصحاب الثورة الأصيلة الذين يريدون تغيير مجتمعهم " قائلاً : "المهم أن نضع الخطوة الأولى في طريق الألف ميل للتغيير " .
و كان من بين الحضور : دولة الرئيس نبيه بري ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،وزير الإعلام وليد الداعوق ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد ممثلاً أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية غضنفر ركن آبادي ،السفير المغربي علي أومليل و حشد من العلماء الأفاضل و النواب و الوزراء من بينهم الوزير محمد فنيش و النائب عباس هاشم وحشد من الشخصيات الروحية والسياسية والاجتماعية.