تاريخ النشر2011 24 December ساعة 11:07
رقم : 76315

بيوت البردي في أهوار العراق تراث إنساني منذ ٥٠٠٠ سنة

تنا
بيوت القصب والبردي المبنية فوق المسطحات المائية في جنوب العراق، والتي تكونت من ترسبات نهري دجلة والفرات منذ ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد
بيوت البردي في أهوار العراق تراث إنساني منذ ٥٠٠٠ سنة

شهدت الأهوار في جنوب العراق ولادة وتطور الحضارة السومرية هي ليست طراز سكن فحسب، إنما اسلوب معايشة مع البيئة وتطورات المناخ. ويشهد مؤلف كتاب "عرب الاهوار" الذي عاصر سكان المنطقة حياتياً، على وجود قنوات الري لغاية عهد الخمسينات من القرن العشرين مرصوفة بالواح خشبية، الأمر الذي يقود إلى إسلوب التعامل السومري مع البيئة وتدبير شؤون المياه في حالة إرتفاع منسوبها في نهري دجلة والفرات. إذ يساعد القصب الطيور في بناء أعشاشها بخلاف الأسمنت، وهكذا تكونت محميات طبيعية، من أشجار وطيور وأسماك، تعرضت إلى الفتك والتخريب، عندما قام نظام البعث بحرق الأهوار في نهاية الثمانينات.

والآن تم تأهيل نصف مساحتها تقريباً. وقد حذرت منطمات البيئة الدولية والعراقية من التأهيل العشوائي لهذه المحميات الطبيعية، مطالبة استعمال المواد الطبيعية والناتجة من بيئة الأهوار، كالقصب والبردي، مشيرة إلى ضرر استعمال الطابوق أو الاسمنت في أعمال اعادة الترميم والتأهيل لهذه البيوت التي تعُد من التراث الانساني.

تُفضي مقارنة بيوت الأهوار القصبية مع البيوت التي أكتشفت في تخوم جبال الألب السويسرية قبل قرن ونصف، واعتبرتها منطمة الأونيسكو تراثاً انسانياً (وهي بيوت مصنوعة من الخشب والعظام والجلد ومرفوعة على أعمدة مربوطة إلى بعضها البعض بواسطة جسور وعبّارات خشبية)، إلى وجود قواسم مشتركة بين وسائل عيش الشعوب الريفية، قبل الميلاد في العصرين الحجري والبرونزي، ومدى اهتمامها بالبيئة التي تعاملت معها كنصير وكضامن بقاء.

إذ ان وجود البيوت الخشبية السويسرية تلك قريباً من البحيرات، جعلها في منأى من التخريب والعبث ولا زالت باقية إلى الوقت الراهن، لكنها مدفونة داخل الرمال أو وسط البحيرات. امّا بيوت البردي، فهي قائمة حيّة يسكنها عرب الاهوار. وافقت منظمة ألأونيسكو على إعتبار تلك البيوت الخشبية المعلقة تراثاً إنسانياً استجابة لطلب سويسرا ونيابة عن ست دول أوربية. حيث توجد هذه المواقع في: فرنسا، المانيا، ايطاليا، سلوفينيا، النمسا وسويسرا، وعددها ١١١ موقعاً منها ٥٩ في سويسرا. توجد صلات وشواهد ثقافية وبيئية كثيرة بين تراث هذه المواقع الأوربية وبين منطقة الأهوار العراقية، منها اللقى الأثرية، الأواني الخشبية والخزفية، المنسوجات، المجوهرات، تربية المواشي، الزراعة في فترة يكتنفها الكثير من الغموض أمام البحث العلمي، اضافة الى الزوارق، وسيلة التنقل حينذاك، ولا تزال مستعملة في أهوار العراق وبأنواع كثيرة ومختلفة.
 
متى، إذاً، تقدم الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني، طلبات إلى منظمة الأونيسكو، إعتبار بيوت الأهوار تراثاً أنسانيا مأهولاً وشاخصاً منذ الحضارة السومرية حتى الوقت الراهن، بينما البيوت الخشبية السويسرية تلك، مهجورة الآن كسكن، ومدفونة في قاع البحيرات .

يذكر : كتاب عرب الاهوار  هو من تأليف المستشرق البريطاني مستر هدجكوك وزوجته وانهما قضيا في العراق عدة سنوات وكان الزوج ضابطا سياسيا في منطقة العمارة في زمن الانتداب البريطاني في العراق وكان ناشطا وجوالا كثير التنقل في انحاء منطقته وحريصا على معرض دخائلها ودخائل سكانها كما انه يجيد اللغة العربية اجادة تامة ويتحدث بها في كل مناسبة مع السكان المحليين. 

بين المؤلف في الكتاب بان الفضل الى تأليف هذا الكتاب يرجع الى الانسة (جير ثرود لويثان بيل) التي هي علم من الاعلام السياسية البريطانية في العراق وهي التي اقترحت على المؤلف وشجعته على تأليف هذا الكتاب ولكنها لم تطلع على المؤلف لان حينه وفاتها المبكرة قد حالت دون ذلك وظهر الكتاب لاول مرة باللغة الانكليزية وصدر في لندن العام ١٩٤٨ وتمت ترجمته من قبل الدكتور جميل سعيد والدكتور ابراهيم شريف وتم طبعه من قبل الدار العربية للموسوعات في بغداد لهذا العام ويقع في (٢٣٢) صفحة ومن القطع المتوسط وارفق الباحث في الكتاب عدة صور فوتوغرافية تاريخية قديمة اظهرها لاول مرة لتزيد البحث توضيحا وفائدة وظهر في بعض الصور المرفقة في الكتاب الشيخ عباس محمد العريبي شيخ عشائر البو محمد بين المترجمات بان عنوان
الكتاب الرئيسي اتخذه المؤلف لنفسه تسمية فلانين وليس بين اسماء الانجليز فلانان او فلان وانما هي كلمات عربية يكنى بها عن اعلام لا يراد التصريح باسمائها الحقيقية وقد اخفى المؤلف الانكليزي اسمه الحقيقي وقد استخدم لاخفاء اسمه كنى عربية ولم يستخدم كنى انكليزية والكتاب الذي ألفه وان كان موضوعه يتعلق بنا نحن العرب الا انه كتبه باللغة الانكليزية ليقرأه مواطنوه الانكليز بالدرجة الاولى وان فلانين هو يقصد بها المؤلف زوجته والمس بيل وهذا ما ذكره المترجمان وتبين ان المؤلف شخصان فعلا لا شخص واحد وهما مستر هد جكوك وزوجته.


https://taghribnews.com/vdcdks05.yt09f6242y.html
المصدر : الصحف
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز