المال الخليجي لا يحمل رؤية ولا يخضع لأولويات واقعية ومنطقية وينحرف بالصراع بعيداً إلى أتون المجهول
شارک :
رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن ما يحصل في فلسطين ينطوي على مخاطر جدّية خصوصاً في ظل غياب أي غطاء سياسي إقليمي ودولي، وفي ظل التهاء الدول العربية بمشكلاتها الخاصة، وفي ظل الاحتدام الكبير بين الدول الكبرى حول سوريا، الأمر الذي حوّل الأنظار عن التصعيد العسكري والأمني الخطير الذي يجري في فلسطين.
وفي تصريح أضاف سماحته"إن الخطأ الكبير الذي وقعت به بعض القيادات العربية الجديدة هي أنها لم تفهم طبيعة الصراع في المنطقة ولم تجعل فلسطين أولوية وبوصلة في سياساتها الحالية. بل انكفأت إلى الداخل عازلة القضية الأم وما تخطط له أميركا وإسرائيل لتقسيم المنطقة واستغلال الفورة الشعبية في العالم العربي لتحقيق أهداف استعمارية واستراتيجية جديدة".
ولفت سماحته إلى أن "الصراع تحول عند البعض من الصراع من أجل فلسطين إلى الصراع ضد سوريا". مشيراً إلى أن القضية الكبرى اليوم أصبحت التخلص "من النظام السوري ونسي الجميع أن هناك غدّة سرطانية في فلسطين يجب إزالتها وغفل البعض أن الخطر الأساس على الأمة وعلى شعوبها هو العدو الإسرائيلي".
وتابع الشيخ النابلسي :"نلاحظ أن المال العربي والخليجي على وجه الخصوص ينفق بسخاء لا على الشعب الفلسطيني ولا على مقاومته بل لإثارة الفتن والخلافات بين العرب والمسلمين. ولذلك نحن ننكر مثل هذه الأساليب وهذه الأعمال التي لا تحمل رؤية ولا تخضع لأولويات واقعية ومنطقية بل تنحرف بالصراع بعيداً إلى أتون المجهول الذي لا يزيد الأمة إلا تشتتاً وتمزقاً".
وشدد سماحته على أن المقاربة الحقيقية للصراع "عندما يتوحد العرب والمسلمون في مواجهة الاستكبار الغربي وعلى رأسه أميركا وعندما يوجهون بندقيتهم في وجه إسرائيل". متسائلاً" لماذا هذا الحماس العربي على الاقتتال الداخلي فيما لا نجد حماساً للدفاع عن فلسطين ومقاومة إسرائيل؟".