الشيخ قاسم: سلاح المقاومة أنجز التحرير فيما سلاح الزواريب للفتنة والتخريب
تنا - بيروت
في لبنان مشروعين :" مشروع مقاومة إسرائيل، ومشروع تثبيت وجود إسرائيل، وكل المشاريع الأخرى تدور حول هذين المشروعين".
شارک :
جزم نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بقاء سلاح المقاومة "ما دامت إسرائيل موجودة وتشكل خطراً علينا يريد أن يبتلع المنطقة بأرضها وبشرها واقتصادها وثقافتها وإمكاناتها وهذا ما لا يمكن أن نقبل به". لافتاً إلى أن "جميع أنواع المقاومات تستمد من المجاهدين ومن دمائهم فتقوى بقوتهم وتنتصر بانتصارهم، وتشكل مع المقاومة العسكرية الانتصار الحقيقي النهائي على إسرائيل".
وخلال الاحتفال نظمه "حزب الله" لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في الضاحية الجنوبية لبيروت (ثانوية المهدي – الحدث) ذكّر سماحته أن " سلاح المقاومة أنجز التحرير، أما سلاح الزواريب فهو سلاح فتنة وتخريب للبنان"، وتابع الشيخ قاسم: أما من يقول لنا استريحوا وانتهى دوركم، نقول لهم: من أنتم حتى توزعوا الأدوار؟ ومن كلفكم أن تعطونا الاستراحة؟ بل من قال لكم أننا تعبنا؟ نحن نتعب من وجود إسرائيل ولا نتعب من مقاومتها حتى ولو ذهب آخر واحد منا وسقطت آخر قطرة دم، فإن الحياة والحيوية سيبقيان إن شاء الله لإسقاط المشروع الإسرائيلي".
الشيخ قاسم أشار الى وجود مشروعين في المنطقة اليوم :" مشروع مقاومة إسرائيل، ومشروع تثبيت وجود إسرائيل، وكل المشاريع الأخرى تدور حول هذين المشروعين".
اضاف الشيخ قاسم :"من هنا نقول لأولئك الذين يطالبون بإسقاط السلاح المقاوم، انهم يطالبون بإسقاط المقاومة، يعني أنهم يقبلون بحرية حركة إسرائيل واحتلالها، وأنهم يضعون لبنان في فم التنين الإسرائيلي لتسقط كل الإنجازات التي حصلت حتى الآن ببركة المقاومة ودماء الشهداء، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به".
وإذ إستغرب سماحته كيف أن حزب "المستقبل" فقد صوابه بالكامل منذ أخرج من السلطة منذ حوالى سنة، تساءل: لا نفهم كيف يمكن أن يكون الخروج من السلطة سبباً لتخريب لبنان على رؤوس الجميع من دون استثناء، هل يستحق الخروج من السلطة كل هذا التخريب والضوضاء والشتائم؟ هل يستحق الخروج من السلطة كل هذه الفوضى وكل هذه النعرات والتحريض المذهبي والطائفي؟
كما أوضح :إذا كنتم تقولون بأنكم مع صناديق الاقتراع فصناديق الاقتراع قالت كلمتها في سنة ٢٠٠٩، ووافقنا عليها ولكن انقلبت المعادلة بطريقة أو بأخرى، وصناديق الاقتراع نفسها هي التي أوصلتنا إلى حكومة لستم فيها، فعليكم كما احترمنا صناديق الاقتراع أن تحترموها، هي نفسها التي جاءت بكم ثم جاءت بمخالفيكم، ولكنكم لا تقبلون رأي الشعب، ولا تقبلون استفتاء المواطنين، هل يتم التعبير عن الرفض بهذا العمل، وبضرب الاستقرار، وبمخالفة بناء الدولة وحفظ مؤسساتها، للأسف أننا أمام واقع غير صحي وغير سليم".
في موازاة ذلك، علق الشيخ قاسم على الأحداث الاليمة في الشمال وبيروت ومناطق لبنانية عدة خلال الايام الماضية، مشيرا الى انها "كشفت حجم الأخطار التي تحيط بلبنان"، داعيا لأن تتم المعالجة بشكل جدي، من خلال التعاطي مع الأسباب لا مع النتائج". وشدد سماحته على "ضرورة قبول الجميع بحق الاختلاف السياسي، والابتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي والمناطقي، لمصلحة النقاش السياسي الموضوعي والبناء"، وقال :"ليعرض كل منا قناعاته أمام الناس، ولنترك الناس لخياراتها الحرة من دون ضغوطات، ومن دون عمل قسري".
ودعا للتوقف عن لغة الشتائم والأكاذيب، ليرى الناس حقائق الأمور ثم يحكموا عليها بعد أن يروها، بعيداً عن المزايدات، وبعيداً عن تشويه الحقائق". مشددا على ضرورة أن تبسط الدولة سلطتها على كل مناطق لبنان، وتؤمن الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني لجميع المواطنين، فلا فرق بين مكان وآخر بسبب الانتماء المذهبي أو الطائفي أو المناطقي، فالدولة للجميع وعلينا أن نكون تحت هذا السقف، والجيش للجميع وهو ضمانة الأمن والسلم الأهلي.
وختم سماحته بالدعوة الى الكف عن زج لبنان في الأزمة السورية، معتبراً انه "من حق كل طرف أن يقول رأيه في الأزمة السورية على المستوى السياسي، لكن أن يصبح لبنان معبراً من أجل التدخل في قضايا سوريا، وتغيير المعادلات في الداخل من البوابة اللبنانية، والمدد الدولي والتآمر الدولي الإقليمي، فهذا أمرٌ لا نقبل به"، وشدد على انه "من المهم أن لا يكون لبنان معادياً لسوريا، وان لا يتدخل في شؤونها"، موضحا انه "علينا أن نترك للشعب السوري وقياداته أن يرتبوا أوضاع بلدهم من دون تدخل أجنبي مبني على حسابات لا تخدم هذا الشعب"، وقال :"لطالما حذرنا من استخدام لبنان معبراً أو مقراً ضد سوريا، فهذا مطلب أمريكي غربي لا ينفع سوريا ويخرب لبنان".