هل من دواعي الصدفة اثارة موضوع تطرق اليه شخص مغمور يقبع في لندن مع الهجمة الشرسة على المسلمين واستفزازهم من خلال تدنيس أقدس وأعز كتاب يؤمنون به؟ لقد أصدر القضاء الكويتي حكم القاء القبض على ياسر الحبيب قبل أكثر من عشرة سنوات نتيجة تهوره وتهجمه على بعض من صاحب الرسول صلى الله عيه وآله وسلم،
شارک :
وکالة أنباء التقریب
هل من دواعي الصدفة اثارة موضوع تطرق اليه شخص مغمور يقبع في لندن مع الهجمة الشرسة على المسلمين واستفزازهم من خلال تدنيس أقدس وأعز كتاب يؤمنون به؟ لقد أصدر القضاء الكويتي حكم القاء القبض على ياسر الحبيب قبل أكثر من عشرة سنوات نتيجة تهوره وتهجمه على بعض من صاحب الرسول صلى الله عيه وآله وسلم،
أي أنه منذ ذلك الوقت بل وقبل ذلك كان يعلن عن مواقفه وآرائه والى هذا اليوم فلماذا أثيرت قضية الحبيب تزامنا مع بدعة المغمور أيضا القس جونز؟ أليست هناك علاقة وثيقة بين تسليط ليس الضوء وانما الكشافات على هذين المغمورين؟ لا يراودنا أدنى شك بأن مشروع جونز حلقة من سلسلة الهجمة الصليبية على الاسلام والمسلمين ولكن عندما انتفض المسلمون جميعا دفاعا عن شرفهم وعقيدتهم أثار الذين يقفون وراء مشروع جونز قضية ياسر الحبيب لصرف أنظار المسلمين عن قضاياهم الرئيسية ويأتي في مقدمتها انتفاضتهم ضد مشروع الاساءة للقرآن الكريم وكذلك القضية الفلسطينية وأيضا المجازر التي ترتكب كل يوم ضد المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان، ولكن قبل أن نتطرق الى تداعيات هذا التزامن هناك حقيقة في غاية الأهمية تتجلى لنا بكل وضوح عندما نعيد قراءة موضوع ردود فعل المسلمين الغاضبة على الاساءة للقرآن الكريم. الحقيقة أن الصليبيين يرتعدون عندما يشعرون أن المارد الاسلامي بدأ يتحرك لينفض عن نفسه غبار التجهيل والهيمنة والتسلط الذي استولى عليه منذ قرون ومع أنهم يدركون مدى القوة العارمة لهذا المارد ولذلك فانهم يسعون الى حقنه بالمخدر ليعود الى غيبوبته الا أننا وللأسف الشديد لا نعي لحد الآن مدى قدرتنا وقوتنا، لا تذهبون بعيدا فانني لا أقصد قدراتنا العسكرية وأمكاناتنا المادية لأننا مهما حاربنا بها وحدها فلن نهزم أعدائنا المدججين بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة، وانما أقصد قدرتنا العقائدية والتزامنا واعتزازنا بها فهي التي تهز وتزعزع بيوتهم العنكبوتية. لا أريد التقليل من جراحنا الا أن القدر يرسل الينا بين فترة وأخرى علامات لنكتشف من خلالها مدى قدرتنا الا أننا وللأسف سرعان ما ندير ظهورنا لها، فبالأمس القريب ارتكب أعدائنا حماقة أسطول الحرية فانتفض المسلمون جميعا ضد الكيان الصهيوني، واليوم ينتفض المسلمون مرة أخرى ضد حماقة القس جونز ولكن وللأسف سرعان ما انجر المسلمون وراء خدعة ياسر الحبيب وبذلك بدد الأعداء قوتهم وشتت صوتهم الواحد الذي انطلق من أعماقهم وليس من حناجرهم، فعلى الرغم من أهمية تحرك هذا الشعب المسلم أو ذاك وتلك الدولة الاسلامية أو هذه الا أن الأعداء يحسبون ألف حساب لتحركنا الجماعي والوحدوي، ولا أريد مرة اخرى هنا التقليل من مسيرة ياسر الحبيب الشاذة وأقول شاذة لأن كبار علماءنا الأجلاء لم يقطعوا خطوة واحدة في هذا الطريق، غير أن هذه ليست معركتنا الأساسية، وليس التحدي الأول الذي يواجهنا وانما هناك تحديات أعظم وأكبر من ياسر الحبيب، ولنعلم أن العدو لو نجح اليوم في مشاغلتنا بياسر الحبيب فانه سيخرج لنا غدا بياسر حبيب آخر ولكن بصورة أخرى وسيناريو جديد ليشغالنا به في معركته ضدنا. لم لا يفتك أعدائنا بالفلسطينيين العزل ويرتكبون كل يوم مجزرة ضدهم ويقتلون الأبرياء بدم بارد ما دمنا منشغلين عنهم؟ لم لا يفتك أعدائنا بالمسلمين في العراق ويسرقون ثرواتهم في وضح النهار حتى بلغ الأمر بالعراقيين أنهم بدأوا يترحمون على سنوات الظلام التي عاشوها، ما دمنا منشغلين عنهم؟ رغم أن أعداءنا جرونا لمعركة واهية الا أن الوقت لم يفت خاصة وأن الحمقى لا يزالون ينكئون جرح الاساءة للقرآن الكريم هنا وهناك، لنتفرغ لمشاكل داخلية عندما نكسب المعركة والا فاننا سنعين الأعداء على أنفسنا، واذا نجح العدو في الحاق الهزيمة بنا في عقر دارنا كما فعل في عدة مناطق فانه سيتجرأ لالحاق المزيد من الهزائم بنا.