ان الوحدة بين المسلين في نظر أهل البيت(ع) ليس أمرا ثانويا قابلا للتخلي عنه عند تغير الظروف بل هم أمر أصيل بأصالة الإسلام الحنيف و عدة دلائل على ذلك ومنها ...
أولا : - الحكم بإسلام أتباع المذاهب الأخرى والذي يترتب عليه تطبيق آثار الإسلام عليهم من التزاوج وحلية الذبائح ووجوب رد السلام بل وجواز الصلاة خلفهم وغير ذلك الكثير من الأحكام وأكثر من ذلك فان الأئمة (ع) يرون أن الله يشملهم برحمته يوم القيامة فيدخلهم الجنة لإسلامهم كما ورد في الكثير من الروايات عن أهل البيت (ع) فقد ذكر العلامة الطباطبائي في الميزان ج۷ ص ۳۹۲ عن زرارة : قلت له - أي الإمام الصادق (ع) - أصلحك الله أرأيت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف – أي لا يعتقد بإمامة أهل البيت (ع) – ولا ينصب العداوة ( لأهل البيت ) ؟ فقال (ع) إن الله يدخل أولئك الجنة برحمته وهذا من أهم ما يؤكد على وجوب الوحدة بين كل المسلمين
ثانيا : - سكوت الأئمة (ع) عن حقهم من الخلافة حفاظا على الوحدة الإسلامية مع انه حق أصيل لهم أيضا وهذا يعني أن من شؤون الإمامة هو الحفاظ على أصالة الوحدة بين المسلمين وان كان على حساب حقهم في الخلافة. وقد بين الإمام الحسن (ع) هذا المعنى في الكتاب الذي ارسله لرؤساء الأخماس في العراق كما نقله ابن المقرم في كتابه مقتل الحسين (ع): أما بعد فان الله اصطفى محمدا (ص) من خلقه وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته ثم قبضه إليه وقد نصح وبلغ ما أرسل به وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس فاستأثر علينا قومنا فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ونحن أحق بذلك الحق المستحق ممن تولاه.
ثالثا : - العلاقة الشخصية التي تربط الأئمة (ع) مع سائر المسلمين بالأخص أئمة المذاهب كما هي العلاقة بين الإمام الصادق (ع) وأبي حنيفة المشهور عنه قوله ( لولا السنتان لهلك النعمان ) يشير إلى السنتين في الكوفة والتي استفاد فيهما من علوم الإمام الصادق (ع). وكذلك العلاقة بين الإمام الصادق والإمام مالك فقد ذكر العلامة ألمجلسي – رحمه الله – ج ۴۷ ص ۱۶ عن الإمام مالك : كنت ادخل إلى الصادق جعفر بن محمد فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول : - يا مالك إني احبك فكنت اسر بذلك وأحمد الله عليه. فإذا كانت العلاقة بين الإمام الصادق وأئمة المذاهب بهذا المستوى فبالأولى أن تكون مثل هذه العلاقة التي هي من أهم مظاهر الوحدة بين أتباع المذاهب من الشيعة والسنة.
ثالثا : - توجيه أهل البيت (ع) شيعتهم إلى توطيد أواصر الوحدة مع سائر أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى فقد ورد الكثير من الروايات التي تؤكد على هذا ومنها قول الإمام الحسن العسكري (ع): صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم.