نصُ الخطابِ الجماهيريِ الذي أُلقي في ساحةِ التحريرِ ببغدادَ
تظاهرات شعبية حاشدة لليوم الثاني في بغداد دعما للسلمية ونبذ العنف
تنا
شهدت العاصمة العراقية بغداد لليوم الثاني على التوالي تظاهرات شعبية حاشدة لدعم السلمية ونبذ العنف وطرد المندسين، وتوافدت حشود كبيرة من العراقيين من مختلف مناطق بغداد ومدن البلاد نحو ساحة التحرير وسط العاصمة للحيلولة دون حرف التظاهرات عن طريقها المشروع.
شارک :
تحت شعار "سلمية لا تخريبية" توافدت حشود العراقيين نحو ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد مركز الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالاصلاحات ومحاربة الفساد.
توافد الحشود الذي يستمر لليوم الثاني على التوالي جاءت من مختلف مناطق بغداد وملئت ساحة التحرير والشوارع المجاورة مرددة شعاراتٍ مؤيدةً للمرجعية الدينية واخرى مناهضةً لاميركا والكيانِ الاسرائيلي وداعية الى سلمية التظاهرات وتفويت الفرصة على المخربين الذين يحاولون حرْفَ التظاهرات عن طريقِها المشروع .
مشاركة غفيرة من ابناء محافظات البلاد المختلفة شهدتها تظاهرات ساحة التحرير الداعمة للسلمية والمستنكرة لأعمال التخريب والفوضى.
و مما جاء في نصُ الخطابِ الجماهيريِ الذي أُلقي في ساحةِ التحريرِ ببغدادَ خلالَ المسيرةِ الموحدةِ للمتظاهرين السلميين في يومِ الجمعةِ ٦ / ١٢ / ٢٠١٩
بسم الله الرحمن الرحيم
من قلبِ وطنٍ ، لن يكبلَ بالسلاسلْ ..
من عاصمةِ عراقٍ ، يعيشُ قيامةَ الحقِ على الباطلْ ..
من بغدادَ التي ما كسرتها ، قرونٌ من الزلازلْ .
سننتصرُ هذهِ المرةْ ، كما انتصَرنا في كلِ المراتْ .. مؤمنينَ بما قالهُ ضميرُ العراقْ ، في خطبةِ النصرُِ على داعشَ قبلَ سنتينْ ، ومنْ صحنِ الحسينْ (( إن المعركةَ ضدَّ الفسادِ ـ التي تأخرتْ طويلاً ـ لا تقلُّ ضراوةً عن معركةِ الارهابِ إنْ لمْ تكنْ أشدَ وأقسى، والعراقيونَ الشرفاءُ الذينَ استبسلوا في معركةِ الارهابِ قادرونَ ـ بعون اللهِ ـ على خوضِ غمارِ معركةِ الفسادِ والانتصارِ فيها أيضاً إنْ أحسنوا ادارتها بشكلٍ مهنيٍ وحازمْ ))
وها نحنُ بعد سنتينْ ، وها هوَ صوتُنا .. يعيدُ صدى سنواتٍ عجافْ ، من المطالباتِ بالإصلاحْ ، على مسمعٍ من الخضراءِ القاحلةْ .. وأحزابِ المحاصصةِ الباطلةْ ..
فباسمِ شهدائِنا الذينَ لم ولنْ ننساهم .. مادامَ للعراقِ علمٌ يرفرفْ .
باسمِ أنينِ الأمهاتِ الفاقداتْ .. والزوجاتِ الصابراتْ ..
باسمِ أيتامِ اليومْ .. وقادةِ الغدْ ..
باسمِ الشابِّ الذي يبحثُ عن فرصةِ حياةٍ كريمةْ ..
باسمِ الابِ والأمِ الخائفينَ على مستقبلِ أولادهمْ ..
باسمِ الشهاداتِ العليا ، والطاقاتِ المعطلة ..
باسمِ كل موظفٍ نزيهْ ، و موجُ المالِ الحرامِ يتلاطمُ من حولهْ ..
باسمِ أسودنا الرابضينَ على أكتافِ السواترْ ..
باسمِ طلبتنا الساهرينَ لأجلِ التفوقُ والنجاحْ ..
باسمِ عشائِرنا وغيرَتها وأصالتِها
نناديكمْ يا ساسةَ العراقْ ، يا أصحابَ الامتيازاتِ الخاصةْ ، والبروجِ العاجيةْ ، إستيقظوا فقد لاحَ الفجرْ ، وافهموا كيفَ يسيرُ القَدَرْ ، هذهِ الجماهيرُ ليستْ فورةَ ساعةٍ لتقنعوها بفُتاتٍ من التعييناتْ ، ولا سحابةَ صيفٍ تتجاوزونَها بحفنةٍ من التعديلاتْ .
إنهُ السيلُ ، فلا تعترضوهْ ، ولا تراهنوا على المندسِ الذي يشوهُ تظاهراتِنا السلمية ، ولا المخربِ الذي يشوشُ مطالبَنا الأساسية ، ولا الجاهلِ الذي يعادي قواتِنا الأمنية ..
قانون لايصعدُ فيه أحدٌ على أكتافِ الآخر ، من خلالِ التمثيلِ النسبي .
أنه الخزيُ بعينِهْ ، أن تسيلَ دماءُ شعبِكُمْ بينما تفكرونَ بتقاسُمِ القانونِ معهُ نصفاً بنصفْ !
لانريدُ قانوناً يعيدُ نفسَ الوجوهِ مرةً بعدَ أخرى ، ويتيحُ لمن شغلوا مناصبَ سابقةً ( تشريعيةً أو تنفيذيةً أو قضائيةً أو أمنيةْ ) أن يعودوا من جديدْ ، والمجربُ لايجربْ .
لانريدُ قانوناً يجعلُ للمسؤولِ قدماً في المنصبْ ، وقدماً في قائمةِ المرشحينْ ، فلا هو في إدارةِ منصبِهْ ، ولا هوَ في إدارةِ حملتِهْ .
حفظَ اللهُ العراقَ وشعبهُ من كل سوءْ ، وأعادَ عليه ذكراهُ المئويةَ وهوَ ينعمُ بالرفاهْ ، والهيبةِ في محيطهِ الإقليميِ والدوليْ .
وفي الختامْ ، نوجهُ كلمتنا الى ضمير العراق الذي كان أباً عطوفاً لكل العراقيين.
شكراً لكْ .. لأنكَ ساندت التظاهرات ، و رفضتَ القولَ أننا عاجزونْ ، وبقيتَ مع هذا الشعب رغمَ كل الجراحْ ، تعِدُنا بالنصرِ في كلِ مواجهة ، ولازلتَ شعلةً لمعنوياتِنا .
شكراً لكْ ..
لأنَّ قلبكَ الكبيرْ ، تحملَ جبالاً من الإساءاتِ والإشاعاتِ المغرضةْ ، ولم تردَ عليها يوماً ، ولم تكسرْ كرامةَ أحدٍ مهما قالَ أو فعلْ ، لتكون رسالتُكَ لنا ( ها أنا أتحملُ وأعفو ، فتحملُوا بعضكمْ ولاتنازعُوا فيضيعَ بلدُكمْ )