رسالة الامین العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
تنا
اصدر الامین العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام والمسلمين شهرياري رسالة بعنوان: وقفات عند الخطبة العربية للسيد القائد في صلاة الجمعة التاريخية2020/1/17
شارک :
ممايلي نص رسالة الامین العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :
وقفات عند الخطبة العربية للسيد القائدفي صلاة الجمعة التاريخية 17/1/2020
" أمواج بشرية تدفّقت على مصلّى الإمام الخميني بعد أن أُعلن أن الإمام الخامنئي يؤم الصلاة، وأمام هذه الحشود الهائلة التي امتد صفوفها إلى الشوارع المحيطة بالمصلّى، وقف الإمام وسط هتافات حماسية امتدّت طويلا حيى فيها الجماهير قائدهم وارتفعت مطالباتهم بالانتقام من القتلة الإرهابيين وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية المتوحشة.
ومن منطلق أهداف المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية نقف عد مقاطع من الخطبة العربية لسماحته فيما يرتبط بوحدة الأمة الإسلامية.
لقد أصاب السيد القائد كبد الحقيقة حين أشار إلى المساعي المغرضة التي بذلت من أجل التفريق بين شعبين تربطهما وشائج تاريخية واجتماعية وثقافية واجتماعية ودينية هما الشعب الإيراني والشعب العراقي.
قال: «لقد أُنفقت أموال ضخمة وجُنّد أفراد لا يشعرون بالمسؤولية في إيران ضد الشعب العراقي. والساحة العراقية شهدت ضخّاً إعلامياً شيطانياً ضد الشعب الإيراني. غير أن هذه الشهادة الكبرى قد أحبطت كل هذه المساعي الشيطانية والوساوس الخبيثة».
هذا الذي يشير إليه سماحته هو جزء من مشروع ضخم لفصل إيران عن العالم العربي وعن دائرة الحضارة الإسلامية.
هذا المشروع كان في ذروة نشاطه في عهد الشاه البائد، ومنى بهزيمة ساحقة مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران لكن أعداء الإسلام وضعوا الخطط لإحيائه، ومن تلك إثارة الحرب الإيرانية العراقية وغيرها كثير. ولا تزال هذه الخطط قائمة مرة باسم الشيعة والسنة، ومرّة باسم العرب والعجم..
والهدف واحد في ذلك كله، وهو الوقوف بوجه عودة الحياة الإسلامية، وعودة الحضارة الإسلامية الحديثة، لأن التاريخ أثبت أن حياة الشعوب وبناءها الحضاري هو في تعارفها أي تلاقيها في إطار التبادل المعرفي.
ذكر الإمام القائد أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وبيّنها في محورين هما:
التحرر من الهيمنة الاستكبارية الأمريكية
وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينة الأجانب
والشعوب كلها تتحمل مسؤولية الوصول إلى التغلب على هذين التحديين.
واستعرض سماحته الدوائر التي يجب أن تتعاون في إطار هذه المسؤولية وقال:
« وحدة علماء الدين قادرة على أن تبلور أسلوب الحياة الإسلامية الجديدة».
« تعاون جامعاتنا من شأنه أن يرتقي بالعلم والثقانة، وبذلك تستطيع أن تضعَ أساسَ الحضارة الجديدة».
« التنسيق بين وسائل إعلامنا بإمكانه أن يُصلح جذور الثقافة العامة».
« التلاحم بين قواتنا العسكرية سيبعدُ المنطقة كلها من الحروب والعدوان».
« الارتباط بين أسواقنا سيحرّر اقتصادَ بلداننا من سيطرة الشركات الناهبة».
«تبادل الزيارات بين شعوبنا سيقرّب القلوب والأفكار ويخلق روح المودّة بينها».
بعد هذا التركيز على الجوانب الدينية والجامعية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية والسياحية، لوحدة الأمة توجه السيد القائد في الحديث إلى أهداف الأعداء ولخّصها فيما يلي:
«يريدون أن يحققوا تقدمهم الاقتصادي على حساب ثروات بلداننا».
«وأن يبنوا عزّتهم على حساب ذلّ شعوبنا».
«ويسجلوا تفوّقهم بثمن تفرقنا».
«يريدون إبادتنا على أيدينا».
«أمريكا تستهدف أن تجعل فلسطين غير قادرة على الدفاع أمام الصهاينة الظالمين المجرمين».
«وأن تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات العميلة التابعة لها».
إن ما تركتكبه أمريكا من جرائم قتل وتدمير وما تثيره في بلداننا من فوضى وفتن هو لتحقيق هذه الأهداف الخبيثة.
وفي هذا السياق يأتي اغتيال أبي مهدي القائد الشجاع للحشد الشعبي وقائد الحرس الكبير قاسم سليماني.
واختتم السيد القائد خطبته بالقول:
«العالم الإسلامي لابدّ أن يفتح صفحة جديدة. الضمائر اليقظة والقلوب المؤمنة يجب أن تحييى الثقة بالنفس في الشعوب، وعلى الجميع أن يعلموا أن طريق نجاة الشعوب هو التدبير والاستقامة وعدم الرهبة من العدوّ».
إن هذا النداء للعالم الإسلامي الذي اختتم به السيد القائد خطبته هو ذاته نداء الدين للبشرية في قوله تعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ".