الذي أحالَ صحارى الأبجديات... الى حدائقَ تملأُ قلوبَ الأمّهاتِ بورودِ الرأفة.
في يدي ...وأنا أمدُّ عينيّ على طولِ بغداد....
نذرٌ يتسوّلُ نظرتَكَ إليه...
وروحٌ... تستترُ بالهواءِ من فراستِك...
أحملُ التواريخَ على ظهري...
وهي تحترقُ...
بعد أن نامت طويلاً في آبارِ السنين الكاذبة...
سجدتُكَ الطويلةُ ...
يشتهيها الأنبياءُ...
ويخزنُها اللهُ في عَرشه ...
ويمسحُ جبرائيلُ جناحَيه قبلَ أن يطيرَ بسرِّها...
أصبحَ القيدُ في معصمِيكَ حرّاً....
وبشرُ الحافي ملاكاً في جنّتكَ...
وأصبح الطريقُ من البصرةِ إلى بغدادَ زنزانةً للطواغيت
وأصبح جسرُ الأئمةِ موسويّاً ...
وأصبح شاعراً علوياً اسمُهُ (جسرُ الأئمةِ الموسوي) ...
ألفُ قربانٍ وأكثر...
من القصائدِ كُتبت على ماءِ دجلةَ نشيدَ الرجوعِ إليك...
يا موسى الكاظم ...
يا إمامَ الأنسِ والجنِ ...
يا إمامَ الريحِ والهواءِ
يا إمامَ الشجرِ والماء....
يا إمامَ الضفافِ واللاضفاف...
يا إمامَ ما نراهُ وما لا نراه....
كيف استطاعَ الليلُ أن يتسللَ إلى فجرِ دمِكَ... ؟
وكيف هذا السجنُ خرَّ ساجداً لدعائِك النبيّ... ؟
أنت أذنْتَ لليلهِ أن يحتويك ....
ولصمتهِ أن يتكلم ...
ولجدرانِهِ أن تنامَ على ضفافِ نهرِ حزنِك ...
ورفضتَ أن يعتذرَ السم ......
وطردتْه سلاسلُكَ
وما أذنت أن يحتطبوا من شمسِكَ كسرةَ ضوء....
سيطاردُهم الظلامُ طويلاً....
ولن يدركوا أنّك إمامُ ما نراهُ وما لا نراهُ...
أبديٌّ هذا الجُوعُ إليك ...
يشبهُ سلاسلَك المطويّةَ في جوفِ السجن
ويشبهُ حمامَكَ وهو يؤذّن باسمِ الحنطةِ كلَّ يوم...
ويشبهُ رغبةَ صلاتِكَ في ساحةِ الملكوت
يا بابَ المراد....
أمّهاتُنا الغريباتُ ينمْنَ كلَّ ليلةٍ تحت خيمةِ الدعاء
ففُتحتَ لهُنّ بابَ الحوائج ....
وهُنّ يحملْنَ على ظهورِهُنّ حلوى الإجابة...
ويُوزعْنَ على البيوتِ أصابعَ العروس...
والحُمّصَ وحبّاتَ الزبيب
ويصرنَ في قلوبهنّ فطرةَ الوصول ...
وما يمنعهُنّ حجابُ العلمِ...
والمعرفةِ ...
والأسرارِ في كتبِ الأدعية ...
يا بابَ الحوائج....
جئتُ أحملُ دعوةَ أمّي ...
ودمعةَ أبي ....
ولغةَ القلب ...
لغةَ الأولياء.....
لأقولَ: السلامُ عليك يا بابَ الله ...